بين زوجين
حوار قصير جدا
بقلم : نزار ب. الزين
- تعال  يا عزيزي إفرح بما أنجزته زوجتك .
جرته نحو الحاسوب ،
فتحت موقع الفكر و المعرفة ،
ضغطت على عبارة  منتدى الحوار الراقي ،
ظهر عنوان كبير : " منتدى الحوار الراقي يجري مقابلة مع الأديبة الصاعدة  
السيدة هيفاء سامي "
وقفت تتأمل تعبيرات وجهه ، توقعت أنه سيفرح ، و أنه سيهنؤها بحرارة ،
 و لكن ...
تجهم وجهه ، قطَّب جبينه ، عقد حاجبيه ، ثم  أخذ يهز رأسه يمنة و يسرة و 
هو يردد : 
- ماشاء الله .. ما شاء الله ....!
ثم متهكما : 
- الأديبة الصاعدة ... ما شاء الله ..!
زوجة أخصائي الأذن و الأنف  الدكتور رفيق الساهي ..يا عيني على الفضائح
..!..
ثم يتابع :
- أجادت في فن الخواطر و أدب البوح ... ما شاء الله .. ما شاء الله ...!
و أدب البوح أيضا ؟..يا عيني ... يا عيني.....!
ثم التفت نحوها غاضبا :
- أدب البوح يا سيدة .... يا محترمة ؟!!!!
مقابلات  و حوارات  ؟!
تعليقات و ردود ؟!
مشاعر و أحاسيس ؟؟
ثم تساءل متهكما :
- هذا أدب أم قلة أدب ؟
تجيبه و قد عقدت الدهشة لسانها : 
-  أنت يا دكتور... يا مثقف تقول هذا ؟ ماذا تركت للجهلة ؟
يستشيط غضبا ..
ثم يلتفت إلى الحاسوب ، و يبدأ بتحطيم شاشته  ،
ثم يباشربتحطيم لوحة المفاتيح بقدميه ،
 ثم يرفع جسم الحاسوب عاليا ،
ثم يلقيه أرضاً ، فيُسمع له دوي هائل ،
الدوي يرعب أطفالهما النيام ، 
يهبون مذعورين ..
تضمهم إلى صدرها ،
تهدئ من روعهم ،
يصل الدكتور الآن إلى أدراج مكتبها ، 
يخرج كراساتها و يبدأ بتمزيقها واحدة بعد أخرى..
 بينما كانت عيناها الدامعتين تتابعان هذه المهزلة ......
انتهى
 
 
هذه هي عادة الرجال
ونقلت لكم الحوار لانه أعجبني
وطبعا الاسماء المذكورة غير صحيحة
 
 
من بريدي