غضب القاهرة والرياض!
.. تساءل الكثيرون عن سر ذلك البيان السعودي الذي صدر في جدة قبل 48 ساعة وتناقلته وكالات الأنباء و«طنطنت» له قناة الجزيرة وكأنها تودع ميتا بزفة، وتحدث عن.. «المغامرون الذين يزجون بالبلاد والعباد إلى المهالك» دون الاشارة صراحة الى «حزب الله» وحربه الشاملة التي ابتدأها ضد.. إسرائيل! السعودية معها كل الحق في بيانها هذا، والذي لا يعرفه الجميع من شعوب ووكالات انباء ان «الرياض» قد خدعت ـ مثلما خدع الرئيس المصري حسني مبارك من قبل صدام حسين ـ حول نوايا بغداد لغزو الكويت! الحكاية ـ باختصار ـ تتلخص في جمل قليلة تتعلق بالتطمينات التي أعطاها زعيم «حزب الله» لـ «سعد الحريري» قبيل مغادرته بيروت متجها الى السعودية، وتأكيدات ـ أيضا ـ بأن.. «الحدود اللبنانية ستكون هادئة، ولن يكون هناك أي عمل عسكري أثناء استمرار المناوشات المستمرة في.. غزة»! النائب «سعد الحريري» صدق وعود «السيد» وغادر بيروت بعد 48 ساعة الى الرياض وهناك نقل هذه التطمينات الى القادة السعوديين، ثم.. سافر الى القاهرة وأبلغ الرئيس حسني مبارك بها، وبطبيعة الحال، وصلت المعلومة الى جهات دولية اخرى فاستراح الجميع، لكن.. «حسن نصرالله» تصرف تماما مثل «صدام حسين» حين طمأن الجميع بأن.. «حشوده على الكويت ليست لغزوها بل.. لترهيبها».. ثم حدث ما حدث! من هنا، جاء الغضب السعودي ومعه المصري، ودخل الأردن على الخط فنشأ المحور الثلاثي المكون من الرياض والقاهرة وعمان، ولأن هذه العواصم الثلاث شعرت بأن «حزب الله» يريد أن يربط أعناقها ويقيد أذرعها ويجرها خلفه، ولأنه ـ اصلا ـ احد فروع «حراس الثورة» الايرانية فهذا يعني ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية وملاليها هي التي ستقود العواصم الثلاث ـ وبالتبعية ـ مع الباقي الى حيث تريد، وهو المواجهة الكاملة مع الولايات المتحدة الأمريكية ليكون مجلس التعاون الخليجي ونصف الوطن العربي.. وقودها!! السعودية استدركت، والقاهرة أسرعت وعمان.. لحقت، فجرى تطويق «كرة الثلج» هذه قبل أن تكبر وتتدحرج وتتحول الى نار لا تترك ولا تذر! كافر من يزايد على «الرياض»، وجاحد من يزايد على مصر، ونحمد الله ان حكماء العرب طوقوا دهاقنة الفرس وخبثاء البعث، فكان ذلك البيان وكان ذلك.. الموقف!
---
.. «الواسطة» دخلت على الخط ـ أيضا ـ في الحرب الدائرة حاليا على أرض لبنان، فقد طلب النائب «سعد الحريري» من الرئيس حسني مبارك أن ينقل رسالة إلى الاسرائيليين تقول بالحرف الواحد.. «مبنى مطار بيروت يحمل اسم والدي وبصماته، وطائرات الخطوط الجوية اللبنانية الجاثمة بالمطار نحتاج لابعادها عن خطر التدمير»! الرد الإسرائيلي كان كالتالي.. «كل الاحترام والتقدير لوالدكم الراحل واسمه، لن يتعرض مبنى المطار لأي هجوم، وسوف نسمح للطائرات اللبنانية بالاقلاع من مدرج رقم 6، مقاتلاتنا وبوارجنا ستتوقف عن القصف من الساعة ـ كذا ـ الى الساعة ـ كذا ـ لكم حرية الاقلاع بأمان الى قبرص او الاردن فقط! و.. قد تم ذلك بالفعل، وأقلعت كل الطائرات سالمة الى «لارنكا» و.. «عمان»!!
---
.. و.. هناك ـ ايضا ـ «واسطات» طريفة ومضحكة، أولها حين تقدم شيخ قطري بطلب الى البعثة الاسرائيلية في «الدوحة» ـ مرفقا بصورة لقصر جميل ـ قائلا لهم.. «لقد صرفت أموالا طائلة على قصري هذا في احدى ضواحي بيروت، أرجو الابتعاد عن.. قصفه»! هناك طلبات «واسطة» اخرى وصلت لإسرائيل عبر طرف ثالث تحمل المعاني نفسها من رجال أعمال من دول خليجية أخرى ولبنانيين و.. سوريين «بعد»!!
فؤاد الهاشم
|