من صغار القرده والخنازير الى صغار المسلمين في لبنان

[سيدي حرازم يطرونس]

أعرف صديقا رأى مثل هذه الصور فثارت ثائرته وقال ماذا افعل بصورة طفل ميت وأحشائه مبعثرة خارج جسده، ماذا تريد مني أن اتصرف تجاه صورة طفلين هشمت رؤوسهما تحت الانقاض، لو كنت أستطيع فعل أي شيء غير ارتفاع الضغط وتناول حبتين من الدواء لفعلت، ولكن تأكد أن تلك الأدوية أصبحت مثل الحلوى لكثرة تناولنا إياها.

بودي أن أقول ياليت هناك خدمة تسمح لي بأن امرر يدي عبر الشاشة لأخنقك، فانت تعتبر نفسك قد فعلت أمرا مفيدا، وكل ما فعلته أنه ( مَثَّلت ) بجثث أولئك الموتى .

نعم .
إنه تمثيل وتشويه لصور الإنسانية، ماذنب تلك العوائل أن تلطخ ذكرياتها الأخيرة عن ابنائها ومفقوديها بمثل هذه الصور، لماذا نشوه الجمال الذي نسمع عنه في شعب لبنان، لماذا نعلق جثثهم في هذه المتصفحات، إن التمثيل طريقة لتحريك مشاعر الخوف، وهذا ما نفعله بالضبط، إننا نمثل بهؤلاء الضحايا لنحرك مشاعر لن تتحرك إطلاقا ولا نفع فيها اصلا اذا تحركت، إننا نعامل الموتي وكأنهم أدوات إعلامية قابلة للاستغلال، الا تعلم ( إن إكرام الميت دفنه )، وإكرامه في ذلك هو أن لا يعرض جسده الفاني والمتحلل للرؤية فيبدوا أقل إنسانية وتزداد ذكريات أقاربه سوادا لذلك المنظر، إن إكرام الموتى هو احترام ما بقي لهم من اطياف في أذهاننا، وعدم عرضهم بتلك الطريقة المقززة والتي تثير الاشمئزاز، كل ما رأيته لم يكن إنسانا، بل كان لحما محترقا وملامح معجنة.


في النهاية أقول لك : هل أنا بريطاني أم امريكي حتى ترسل لي مثل هذه الرسالة ؟