س16) هل هناك عملٌ ورد في ثوابه وفضله مثل ما ورد في الجهاد في سبيل الله؟
ج16) لم يرد في ثواب الأعمال وفضلها مثل ما ورد فيه [ص 353].
س17) هل نفع الجهادٍ عامٌ أم خاص؟
ج17) نفع الجهاد عامٌ لفاعله ولغيره في الدين والدنيا، ومشتمل على جميع أنواع العبادات الباطنة والظاهرة، فإنه مشتملٌ من محبة الله تعالى، والإخلاص له، والتوكل عليه، وتسليم النفس والمال له، والصبر والزهد، وذكر الله، وسائر أنواع العمل: على ما لا يشتمل عليه عملٌ آخر [ص 353].
س18) المجاهد في سبيل الله ماذا ينتظره؟
ج18) القائم به من الشخص أو الأمّة بين إحدى الحسنيين دائماً، إمّا النصر والظفر، وإمّا الشهادة والجنة [ص 353].
س19) ماذا عن موت المجاهد في سبيل الله؟
ج19) موت الشهيد أيسر ميتة، وهي أفضل الميتات [ص 354].
جزاك الله خير اخي وبارك فيك
س20) متى يصير دفع العدو متعيّناً على الأمّة كلّها؟
ج20) إذا أراد العدو الهجوم على المسلمين، فإنه يصير دفعه واجباً على المقصودين كلهم، وعلى غير المقصودين، لإعانتهم [ص 358].
س21) الجهاد في سبيل الله، ماذا فيه لمن قام به؟
ج21) الجهاد فيه خير الدنيا والآخرة، وفي تركه خسارة الدنيا والآخرة، قال الله تعالى في كتابه: { قل هل تربصون بنا إلاّ إحدى الحسنيين} يعني: إمّا النصر والظفر، وإمّا الشهادة والجنة. فمن عاش من المجاهدين كان كريماً له ثواب الدنيا، وحسن ثواب الآخرة، ومن مات منهم أو قتل فإلى الجنة [ص417].
س22) للكفار قوّة وتسلطٌ وغلبةٌ على المجاهدين.. فما توجيهكم؟
ج22) اعلموا - أصلحكم الله - أن النصرة للمؤمنين والعاقبة للمتقين، وأن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وهؤلاء القوم مقهورون مقموعون. والله سبحانه وتعالى ناصرنا عليهم، ومنتقم لنا منهم، ولا حولّ ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم. فأبشروا بنصر الله تعالى وبحسن عاقبته {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} [ص 419 - 420].
س23) هناك من يتخلف عن الجهاد لأنه كثير الذنوب؟
ج23) من كان كثير الذنوب فأعظم دوائه الجهاد، فإن الله عز وجل يغفر ذنوبه، كما أخبر الله في كتابه بقوله سبحانه وتعالى: { يغفر لكم ذنوبكم } [ص 421].
س24) توجيه إلى شباب الإسلام وإلى أمّة الإسلام، ماذا عليهم؟
ج24) عليكم بالجماعة والائتلاف على طاعة الله ورسوله، والجهاد في سبيله، يجمع الله قلوبكم، ويكفر عنكم سيئاتكم، ويحصل لكم خير الدنيا والآخرة [ص 423].
س25) من يعرض عن الجهاد في سبيل الله، هل فيه خصلة من خصال المنافقين؟
ج25) الإعراض عن الجهاد، فإنه من خصال المنافقين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من مات ولم يغزُ ولم يحدّث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق) رواه مسلم. وقد أنزل الله "سورة براءة" التي تسمى الفاضحة، لأنها فضحت المنافقين [ص 436].
س26) إذا اختلف الناس فلِمن ننظر؟ ومع من يكون الحق؟
ج26) دلّ عليه قوله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} فجعل لمن جاهد فيه هداية جميع سبله تعالى، ولهذا قال الإمامان عبد الله بن المبارك وأحمد بن حنبل وغيرهما: (إذا اختلف الناس في شيء فانظروا ماذا عليه أهل الثغر فإن الحق معهم، لأن الله يقول: { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}) [ص 442].
س27) ماذا قال أهل النفاق بعد توجه التتار إلى الشام؟
ج27) قال بعضهم: بل المصلحة الاستسلام لهؤلاء، كما قد استسلم لهم أهل العراق، والدخول تحت حكمهم [ص 450 - 451].
س28) ماذا قال العلماء عن المثبّطين عن الجهاد والمخذّلين عنه؟
ج28) قال تعالى: { قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلمّ إلينا}.
قال العلماء: كان من المنافقين من يرجع من الخندق فيدخل المدينة، فإذا جاءهم أحد قالوا له: ويحك ! اجلس، فلا تخرج. ويكتبون بذلك إلى إخوانهم الذين بالعسكر: أن ائتونا بالمدينة، فإنا ننتظركم. يثبطونهم عن القتال.
وكانوا لا يأتون العسكر إلاّ أن لا يجدوا بدّاً. فيأتون العسكر ليرى الناس وجوههم. فإذا غفل عنهم عادوا إلى المدينة. فانصرف بعضهم من عند النبي صلى الله عليه وسلم، فوجد أخاه لأبيه وأمّه وعنده شواء ونبيذ. فقال: أنت ههنا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرماح والسيوف؟ فقال: هلمّ إلي، فقد أحيط بك وبصاحبك.
فوصف المثبطين عن الجهاد - وهم صنفان - بأنهم إمّا أن يكونوا في بلد الغزاة، أو في غيره، فإن كانوا فيه عوّقوهم عن الجهاد بالقول أو بالعمل، أو بهما. وإن كانوا في غيره راسلوهم أو كاتبوهم: بأن يخرجوا إليهم من بلد الغزاة، ليكونوا معهم بالحصون، أو بالبعد، كما جرى في هذه الغزاة. فإن أقواماً في العسكر والمدينة وغيرهما صاروا يعوقون من أراد الغزو، وأقواماً بعثوا من المعاقل والحصون وغيرها إلى إخوانهم: هلمّ إلينا [ص 455 - 456].
س29) وصف الله تعالى المنافقين بقوله: {فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد} فكيف ذلك؟
ج29) السلق بالألسنة الحادّة يكون بوجوه:
تارة يقول المنافقون للمؤمنين: هذا الذي جرى علينا بشؤمكم، فإنكم أنتم الذين دعوتم الناس إلى هذا الدين، وقاتلتم عليه، وخالفتموهم. فإن هذه مقالة المنافقين للمؤمنين من الصحابة.
وتارة يقولون: أنتم الذين أشرتم علينا بالمقام هنا، والثبات بهذا الثغر إلى هذا الوقت، وإلاّ فلو كنا سافرنا قبل هذا لما أصابنا هذا.
وتارة يقولون: أنتم - مع قلّتكم وضعفكم - تريدون أن تكسروا، وقد غركم دينكم، كما قال تعالى: {إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غرّ هؤلاء دينهم، ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم}.
وتارة يقولون: أنتم مجانين، لا عقل لكم، تريدون أن تهلكوا أنفسكم والناس معكم.
وتارة يقولون: أنواعاً من الكلام المؤذي الشديد. وهم مع ذلك أشحة على الخير، أي حراص على الغنيمة والمال الذي قد حصل لكم [ص 457 - 458].
س30) هل من علامات الصدق في الإيمان الجهاد في سبيل الله ومواجهة الأحزاب؟
ج30) { ليجزي الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفوراً رحيماً}. بيّن الله سبحانه أنه أتى بالأحزاب ليجزي الصادقين بصدقهم، حيث صدقوا في إيمانهم، كما قال تعالى: {إنما المؤمنون الذي آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون}. فحصر الإيمان في المؤمنين المجاهدين، وأخبر أنهم هم الصادقون في قولهم آمنا [ص 461].
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم