عفوا كتبت هذا الموضوع قبل النظر الى موضوع الاخ ابو خولة
وقد اجاد جزاه الله خير
---------------------------------------------------
قد يكون لا بد من توضيح الامور بالتفصيل :
- استكمالا للسابق فانه للحكم على الشئ لابد ان يكون واجب او ضده وهو المستحيل او جائز ولا رابع لها .
- اتفقنا انه يجوز ( صرف النص عن ظاهره ) كما كتب الاخ هيثم وذلك لـ( السبب القوي والدافع الموجب لذلك ) كما كتبه ايضا ............ وهو( التأويل) مذهب اهل السنة
- فعن الاشاعرة يجب صرف النص عن ظاهره او التفويض وعدم الخوض اذا اوهم التشبيه
كما قال الامام اللقاني
وكل نص أوهم التشبيها.......اوله أو فوض ورم تنزيها
- من الامثلة في ذلك قوله سبحانه وتعالى ( فنسوا الله فنسيهم ) فلا بد في هذه الاية إما التفويض أو التأويل فقال ابن جرير النسيان بالترك ( مجلد 5/8/ص201) تفسير الحافظ الطبري لانه لو أثبتنا ظاهرها أثبتنا ( صفة نقص ) وقد قال تعالى ( وما كان ربك نسيا )
- الاشكال عند الاخ هيثم انه لا يرى فرقا بين الصفات الذي يثبتها الاشاعرة والصفات الذي يؤولوها او يفوضوا ظاهرها .
- أما صفات السمع والبصر فمناهما عندنا كما مر سابقا
(السمع ) صفة قديمة قائمة بذاته تعالى ينكشف له بها كل موجود من غير سبق خفاء وسمعه تعالى بغير صماخ ولا أذن
( البصر ) صفة قديمة قائمة بذاته تعالى ينكشف له بها جميع الاشياء
( قيامه بنفسه ) عدم احتاجه تعالى الى شئ يقوم به او محل يحل فيه او مخصص يخصصه او موجود يوجوده بل هو الغني عن كل شئ
قال سبحانه ( وهو السميع البصير ) وقال سبحانه ( والله الغني وانتم الفقراء )
وإذا نفيناه ( اي ) اثبتنا الضد وهما صفتي ( الصمم والعمى ) وهومستحيل في حقه تعالى
- أما صفة النزول والاستواء ومقتضى الاخذ بظاهرها وعدم التفويض أو التأويل يوقعنا في التجسيم وذلك لاسباب :
· احتياجه تعالى في صفة النزول الى مكان ينزل اليه وهو منافي الصفة ( قيامه بنفس ) وهي عدم احتياجه لشئ واثباتهما دليل احتياجه لشئ
· انهما من صفات الاعراض والاجسام حيث ان الاجسام هي التي تنزل وتجلس
- الفرق بين الخالق والمخلوق في صفتي السمع والبصر فرق كبير فالشبه في الاسم فقط فسمع الله صفة قديمة قائمة بذاته تعالى ينكشف له بها كل موجود من غير سبق خفاء وسمعه تعالى بغير صماخ ولا أذن وبصره صفة قديمة قائمة بذات الله اما المخلوقين فسمعهم محصور بالاصوات و بصرهم لا يكون الا بالضوء ونحوه .
-----------------------------
وبعد /
فالخلاف الحقيقي بيننا وبين المشبهين هو في اثبات الجسمية ونفيها فان الموجود اما ان تجوز عليه الجسمية او لا تجوز ومستحيل ان يتجرد عن الامرين او يثبت له الامران فتجوز عليه الجسمية ولا تجوز ولا بد من واحد منهما فلا يسع اولئك القوم الا امر من ثلاثة امور :
· اما ان يثبتوا له سبحانه الجسمية .
· او ينفوها عنه
· او يقفوا موقف الشك.
فيعدوا فيمن يجوز الجسمية عليه ولا فرق بين من جوزها عليه سبحانه وبين من اثبتها له . فالكل من الضالين الذين اشركوا بربهم تبارك وتعالى حيث رصفوه بصفة الحادث المحدود .
والذي عليه اهل الحق انهم جزموا وامنوا انه لا يجوز بوجه من الوجوه ان يكون الاحد سبحانه فردا من افراد كلي فيشمله حد الجسم او غيره من المخلوقات . سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
وعندما يقول مدرس لاطفال في مدرسة( وهذه قصة من قصص كثيرة مماثلة حقيقية ) انا لكل شئ يد تليق به فانتم ( مخاطبا الاطفال ) لكم يد تليق بكم والباب له يد تليق به وهو على زعمه المقبض و الجمل له يد تليق به والله له يد تليق بجلاله فقلي بالله ما الذي يتبادر في عقول الاطفال ( فاذا لم يكن هذا تشبيه فما هو التشبيه )
وأخيرا /
السبب الحقيقي في عدم ادراكك لكثير من الاشياء الذي كتبوها الاخوان في السابق يرجع الى انهم اختصروا لك الموضوع و الامر الثاني ان مثل هذه الامور لا يمكن تصورها بالعقل البشري والعجز عن درك الادراك ادراك
وقد سال الزمخشري ابا حامد الغزالي رحمه الله تعالى عن قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى )
فاجابه بقوله اذا استحال ان تعرف نفسك بكيفية او اينية فكيف يليق بعبوديتك أن تصف الربوبية بأين أو كيف وهو مقدس عن الاين والكيف ثم جعل يقول :
قل لمن يفهم عني ما اقول قصر اللوم فذا شرح يطول
ثم سر غامض من دونه ضريت والله أعناق الفحول
أنت لا تعرف اياك ولا تدري من انت ولا كيف الوصول
لا ولا تدري صفات ركبت فيك حارت في خفاياها العقول
أين منك الروح في جوهرها هل تراها فترى كيف تجول
وكذا الانفاس هل تحصرها لا ولا تدري متى عنك تزول
اين منك العقل والفهم اذا غلب النوم فقل لي ياجهول
انت اكل الخبو لا تعرفه كبف يجري منك ام كيف تبول
فاذا كانت طواياك التي بين جنبيك كذا فيها ضلول
كيف تدري من على العرش استوى لا تقل كيف استوى كيف النزول
كيف يحكي الرب ام كيف يرى فلعمري ليس ذا الا فضول
فهو لا اين ولا كيف له وهو رب الكيف والكيف يحول
هو فوق الفوق لا فوق له وهو في كل النواحي لا يزول
جل ذاتا وصفات وسٌمى ةتعالى قدره عما تقول
|