مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 01-02-2001, 06:19 AM
أبوأحمد الهاشمي أبوأحمد الهاشمي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 251
Post حجة الإسلام الغزالي ومسألة الجهاد (2)

بسم الله الرحمن الرحيم
يتبع ما قاله السيد أسعد الخطيب في كتابه (البطولة والفداء عند الصوفية) من الفصل السابع عشر -
الإمام الغزالي ومسألة الجهاد :
...
ويركز –رضي الله عنه- في سفره العظيم (الإحياء) على الزهد وينتهي في الجزء الأخير إلى القول :
( فالحاصل أن الزهد عبارة عن الرغبة عن البقاء في الدنيا ... لذلك لما كتب عليهم القتال –أي المنافقين- (( وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب )) فقال تعالى (( قل متاع الدنيا قليل )) أي لستم تريدون البقاء إلا لمتاع الدنيا أما الزاهدون المحبون لله تعالى ، فقاتلوا في سبيل الله كأنهم بنيان مرصوص ، وانتظروا إحدى الحسنيين ، وكانوا إذا دعوا إلى القتال ، يستنشقون رائحة الجنة ، ويبادرون إليه مبادرة الظمآن إلى الماء البارد ... وهكذا حال الصادقين في الإيمان ، الذين تركوا تمتع عشرين سنة مثلا ، أو ثلاثين سنة ، بتمتع الآبد ، واستبشروا ببيعهم الذي بايعوا به .
وأما المنافقون ففروا من الزحف ، خوفا من الموت ، فإيثارهم البقاء على الشهادة ، استبدال الذي هو أدنى ، بالذي هو خير ) [الإحياء 4/242]

وفي موطن آخر يقول الغزالي : ( أكمل اللذات للشهداء ، الذين قتلوا في سبيل الله ، لأنهم ما أقدموا على القتال إلا قاطعين التفاتهم عن علائق الدنيا ، مشتاقين إلى لقاء الله ، راضين بالقتل في مرضاته ... ونعيم الجنة الذي يدركه الشهيد ، انكشف لأرباب القلوب بنور اليقين ) [الإحياء 4/528 ، عذاب القبر ونعيمه ص129 وما بعدها]

وبعد ما ذكر الغزالي أن رتبة الشهادة عظمت لأن فيها من الفضائل ما لايحصى ، عد -رضي الله عنه- من أهم هذه الفضائل : ( القدوم عى الله ، والقلب مستغرق بالله عز وجل ، فإنه لو لم يقتل وبقي مدة ربما عادت شهوات الدنيا ... ولقد عظم الخوف من أمر الخاتمة ، فأسلم الأحوال عن هذا الخطر ، خاتمة الشهادة ) [الإحياء 1/359]

فانظر إلى هذا الكلام من حجة الإسلام ، وهل تراه جبن عن القتال ، كما يتهمه الناقدون من أعدائه ، أم أن الأبطال في أوهامهم وخيالهم فقط رجال سيف ورماح . وعندما وصف السبكي أنه الضرغام ، الذي تتضاءل الأسود بين يديه ، كان يعي ما يقول ، ويعرف أشكال البطولة ، وأنواعها .

وقد ذكرنا آنفا أنه كان أستاذا ومرشدا لمؤسس الدولة الموحدية ، وله في الجانب السياسي كتاب "التبر المسبوك في نصيحة الملوك" وله علاقات مع السلاطين لا يتسع المجال لذكرها هنا .

ويكفيه شرفا الثناء العطر من أقوال المتقدمين فيه :
فالذهبي –وهو ناقد الرجال- أطلق عليه في سير أعلام النبلاء : ( الإمام البحر ، حجة الإسلام ، أعجوبة الزمان ، زين الدين ، صاحب الذكاء المفرط ) . وقال عن كتابه الإحياء : ( لو ذهبت كتب الإسلام وبقي الإحياء ، لأغنى عما ذهب )
وقال ابن النجار في حقه : ( إمام الفقهاء على الإطلاق ، ورباني الأمة بالاتفاق ، ومن شاع ذكره في البلاد ، واشتهر فضله بين العباد ، وشهد له الموافق والمخالف في التقديم )
وقال ابن الزيات (ت617 هـ) : ( وما طعن على الغزالي إلا علماء الدنيا الذين أظهروا عوارهم ، والنهار لا يحتاج إلى دليل )

ومن المعلوم أن الجهاد فرض كفاية ، إذا قام به البعض سقط عن الباقين . وقد قيض الله للصليبيين ، من طردهم من هذه البلاد المباركة .
وكما أنه ليس دور الطبيب حمل السلاح ، فكذلك دور العالم الفقيه الزاهد حمل مشاعل النور للأجيال . قال تعالى : (( وما كان المؤمنين لينفروا كافة ، فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ))
نقل الموفق ابن قدامة المقدسي أن الفقه المقصود من الآية الكريمة هو الفقه عن الله تعالى ومعرفة صفاته . والذي يحصل له الإنذار غير هذا العلم أي علم أمور الشرع [مختصر منهاج القاصدين ص241 . وانظر الفصل اللاحق (فضل العلم الرباني)]
وقال صاحب عوارف المعارف : "رتبة الإنذار من أكمل المراتب وأعلاها ، وهو خاص بالعالم الزاهد في الدنيا"

وما قيل في الغزالي يقال عن غيره من أعلام التصوف . أمثال الشيخ عبدالقادر الجيلاني (ت561 هـ) . يقول شكيب أرسلان عن هذا المرشد الكبير : "إن له أتباعا لا يحصى عددهم ، ووصلت طريقته إلى أسبانية ، فلما زالت دولة العرب في غرناطة ، انتقل مركز الطريقة القادرية إلى فاس ، وبواسطة أنوار هذه الطريقة زالت البدع بين البربر" [حاضر العلم الإسلامي 2/367] . وقد كان لخلفائه فضل كبير في المحافظة على روح الدعوة والجهاد ، وكثير من الذين قاوموا النفوذ الاستعماري في إفريقية ، كانوا من أتباع الطريقة القادرية –كما سنذكر بعد قليل- .

ومهما يكن من أمر فقد قدم علماء التصوف للمجتمع خدمات جليلة ، وخلفوا تراثا زاخرا في الأدب والأخلاق ، "وإنهم كانوا من قادة الفكر والبيان" كما يقول زكي مبارك . وإن حكمهم ومواعظهم سارت في مشارق الأرض ومغاربها ، ولا تزال تتناثر على الأفواه ، وتتناقلها الألسن .
يقول الإمام محمد عبده : "لا شك أنه لا يوجد في أمة من الأمم ، من يضاهي الصوفية في علم الأخلاق ، وتربية النفوس ، وإنه بضعف هذه الطبقة فقدنا الدين" [الأعمال الكاملة 3/530 . وفي نفس الصدد يذكر الدكتور زكي مبارك في الأدب والأخلاق في التصوف الإسلامي 2/248 : "أن الصوفية كانوا دعاة الأخلاق ، فمن حق الناس أن يحسدوهم على دعوى التفرد بالشرافة والاستقامة والتدين"]
ويقول الدكتور محمد إقبال : "كان الصوفيون عبر التاريخ ، نماذج للجلال والجمال الخلقي والروحي ، ونماذج للكمال التعبدي والإيماني ، ونماذج عالية ساطعة في أفق العلم والمعرفة"

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م