الأخ أبا دلال أليس عجيبا منك هذا الإصرار على الغلط؟
بعد أن بينت لك حرمة كلامك هذا تعود لتطعن في أحد كبار التابعين؟
إتق اللــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه
أم نسيت ما كتبته لك لأبين مدى عدم صحة كلامك ولو المراقب الفاروق لرددت بشكل آخر لأن من يطعن في أحد كبار التابعين الذي اختار إمام الحفاظ ابن حجر أنه صحابي على ما ثبت عنده من أدلة فلا بد من الرد عليه بشكل أكثر قسوة إن عاد لها وقد عدت لكني سأكتفي بإعادة ما كتبته لك لعلك تؤوب إلى الصواب في المسألة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المعز المذل ونعوذ به أن نضل أو نضل
الأخ (أبو دلال) قرأت موضوعك فوجدت أن ما استندت إليه لا يصح بل قواعد المحدثين وأئمة أصول الحديث تشهد بصحة الحديث للتالي:
ماذا تقول عن قول الحافظ ابن كثير: وهذا الأثر صحيح الإسناد؟
أليس هذا يبين أن قول الحافظ ابن حجر بإسناد صحيح يعني كل الإسناد؟
علماء الحديث يميزون بين إلى فلان وبين من طريق فلان, والحافظ ابن حجر رضي الله عنه ورفع راية علومه خفاقة قال: من رواية أي من إسناده أي من طريقه ولم يقل: بإسناد صحيح إلى أبي صالح السمان. فالفرق بينهما كبير وهذا أيضا متعلق بمعرفة اللسان العربي فإن من تفيد الإبتداء كما تفيد معنى في وغير هذا كالتبعيض أما أن تفيد معنى إلى فهذا أنت مطالب بإثباته من بطون كتب أهل اللغة وأصول الحديث.
هذا يظهر أن ما استندت إليه غير صحيح ولا سديد. فالحديث صحيح صحيح صحيح كما نص عليه الحافظان وأقره غيرهما من الحفاظ المتبحرين كالإمام ابن الصِِدّيق الإدريسي الحسني
أما مالك الدار رضي الله عنه فكيف يكون مجهولا؟ وهنا لا بد من تحكيم القاعدة:
1-- من حفظ حجة على من لم يحفظ
2-- عدم الوجدان لا يستلزم عدم الوجود
3-- عدم معرفة الشىء لا يدل على جهالته عند الغير وهذا تقريبا بمعنى القاعدة الثانية
فأقول: الحافظ الهيثمي والحافظ المنذري رضي الله عنهما إن فاتهما معرفة مالك الدار فهذا لا يدل على أنه مجهول عند غيرهما ثم إن كلمة حافظ لا تعني أنه جمع معرفة كل الرواة إحصاء بعد استقراء, كلام أهل هذا الشأن يأباه وتصرفاتهم تنفي مثل هذا وقد قال الحافظ ابن القطان رضي الله عنه عن خالد بن دريك بأنه مجهول مع أنه مشهور روى عنه أكثر من ثلاثة من أهل العلم المعروفين فهل نضعف الحديث بسبب تجهيل الامام ابن القطان له؟ مع التنبيه على سعة اطلاع الامام ابن القطان.
وها هي ترجمة مالك الدار رضي الله عنه ويكفي ترجمة ابن سعد في الطبقات له: مالك الدار مولى عمر بن الخطاب روى عن أبي بكر وعمر .... " وكان معروفا "
هل هذا الرجل الذي جهله الألباني؟ وهل هذا الرجل الذي قال الألباني محتجا بتجهيله: وهذا علم دقيق لا يعرفه إلا من مارس هذه الصناعة.
أليس هذا إثبات من الألباني بأنه لم يمارس هذه الصناعة؟ لا يكفيك أخ أبا دلال النقل من الكتب فهذا لا يسمى علما لأن "العبرة بالتحقـــــــــــــــــــــيــــــــــق"
وقد قال الحافظ ابن حجر عن سيدنا مالك الدار الذي سعى الألباني إلى تضعيفه وقلدته أنت بغير حجة او دليل شرعي, راجع كلام الحافظ في الإصابة في تمييز الصحابة ففيه إثبات خلاف ما حاول الألباني أن يخفيه وجاء فيه ملخصا: مالك الدار له إدراك - أي أنه معدود من الصحابة - وهذا كاف في توثيقه ثم ذكر أنه روى عنه أربعة رجال وهم أبو صالح السمان وإبناه عون وعبد الله ابنا مالك وعرد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي ثم قال: قال علي بن المديني: كان مالك الدار خازنا لعمر. هذا هو مالك الدار باختصار.
وإليك تفصيل ذلك وفيه إثبات أنه صحابي على قول اختاره ابن حجر: مالك بن عياض مولى عمر هو الذي يقال له مالك الدار((( له إدراك))) وسمع من أبي بكر الصديق وروى عن الشيخين ومعاذ وأبي عبيدة (((روى عنه أبو صالح السمان وابناه عون وعبدالله ابنا مالك))) وأخرج البخاري في التاريخ من طريق أبي صالح ذكوان عن مالك الدار أن عمر قال في قحوط المطر يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه وأخرجه ابن أبي خيثمة من هذا الوجه مطولا قال أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله استسق الله لأمتك فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له ائت عمر فقل له إنكم مسقون فعليك الكيس قال فبكى عمر وقال يا رب ما ءالوا إلا ما عجزت عنه. وروينا في فوائد داود بن عمرو الضبي جمع البغوي من طريق عبدالرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي عن مالك الدار قال دعاني عمر بن الخطاب يوما فإذا عنده صرة من ذهب فيها أربعمائة دينار فقال اذهب بهذه إلى أبي عبيدة فذكر قصته وذكر بن سعد في الطبقة الأولى من التابعين في أهل المدينة قال روى عن أبي بكر وعمر (((وكان معروفا))) وقال أبو عبيدة ولاه عمر كيلة عيال عمر فلما قدم عثمان ولاه القسم فسمى مالك الدار وقال إسماعيل القاضي عن علي بن المديني كان مالك الدار خازنا لعمر.
هل هذا هو المجهول يا أخ أبا دلال؟ كلامك هذا حرام حرام فيه تحريف لمسائل شرعية وهذا حرام لا يجوز, ولو لم يكن ثقة فهل كان سيدنا عمر رضي الله عنه يوليه بيت المال؟ وهل كان سيدنا عثمان يقره على هذا الأمر بعد توليه الخلافة؟ هل هذا هو المجهول يا أبا دلال؟
وأزيدك ما قاله الحافظ الخليلي لترى كيف أوقعت نفسك في تقليد لا يليق بطالب العلم, فقال الحافظ الخليلي في كتابه المشهور - الإرشاد الجزء الأول صفحة 313-316 ما نصه: مالك الدار مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ((( تابعي قديم متفق عليه اثنى عليه التابعون)))
فماذا تقول هل مارست أنت والألباني قبلك علم الحديث وعرفتما دقائقه؟
وهل حقا ما قلته في ردك: تحفة الأبرار ببيان تضعيف الألباني لحديث مالك الدار ؟؟؟؟
هل هذه تحفة أم تحريف للمسائل الشرعية؟؟؟
فالحديث صحيح صحيح صحيح
أرجو منك أخ أبو دلال أن تجيب على سؤالي: هل ما ذكرته صحيح من أن ما ذكره الألباني لا يعرفه إلا من مارس العلم؟ طبعا بعد هذا الإمعان في إثبات أمرين: إما أنه فعلا ليس مطلعا أو أنه يعرف لكنه أخفى وهذا تعرف أنت ما يسمى.
وهل يجوز كلامه عن مالك الدار والعياذ بالله: لأن مالك الدار غير معروف العدالة والضبط.
بانتظار جوابك
-------------------------------- الشادي
أخي الفاروق هل يرضيك هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ والله العظيم حرام وافتراء على الدين وهل من السهل الطعن بحديث صحيح وتضعيف من هو مجمع على عدالته وثقته؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ حسبنا الله ونعم الوكيل.
|