ذكر من أثنى على ابن تيمية ممن ناظروه من الشافعية وغيرهم

[عمر مطر]

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي خاتم النبيين، وبعد:

إخواني الأعزاء لن أطيل عليكم، ولكني أراكم تهملون الأهم وتتشبثون بغير المهم، فهذا يقول ابن تيمية شيخ الإسلام، وافر العلم، سديد الرأي، قال عنه العلماء كذا وكذا، والآخر يقول إن ابن تيمية أخطأ في كذا وكذا، وقال عنه العلماء كذا وكذا، والنقاش لا ينتهي.

أليست الخلاصة أن ابن تيمية من علماء المسلمين الذين لهم الفضل الكبير في محاربة البدع، والرد على المبتدعة، وأنه في جهاده ضد المبتدعة، صدر عنه بعض الزلات التي خالف فيها باقي أهل السنة، ومن منا لا يخطئ؟ فهو في هذه كغيره من المجتهدين.

وهذا الخـُلـُق الذي أقترح أن يكون في الخيمة بدل أن يتفرغ بعضنا للطعن في العلماء، والبعض الآخر في تبرير زلاتهم، لماذا لا نأخذ برأي جماعة علماء المسلمين بدل أن نتبع عالما واحدا ونتعب أنفسنا بتبرير فتواه هذه أو تلك.

أعطيكم مثالا (واعذروني على عدم التوثق ولكني أسأل الفاروق أن يصححني إن أخطأت في نقلي).

حصل خلاف بيننا وبين بعض الإخوة الأتراك حول جواز إمامة المرأة للمرأة، فهم قالوا أنه لا يجوز، وقالوا أن أبا حنيفة أفتى بعدم جوازه، وشاهدي هنا أن أبا حنيفة ربما اجتهد وخالف في هذه غيره، فهل أتبع أبا حنيفة في اجتهاده هذا وأنا حنفي -على سبيل المثال- وأجهد نفسي في محاولة تبرير فتواه أم آخذ برأي الجمهور؟

وسيقول البعض الآن: "إنك تنادي باللامذهبية"، وليس هذا، ولكني في نفس الوقت أستطيع أن أضرب المثال على بعض ما قاله ابن تيمية -أو غيره- مما اجتهد به، فلماذا نجهد أنفسنا بمحاولات التبرير بدل أن نكون مع جمهور علماء المسلمين؟ هذا سؤالي.

ولا أرى أن سرد أسماء الفرق التي تنسب نفسها إلى هذه الفرقة أو تلك مما يحسم نقاشكم هذا، ولكنه قد يثير الحمية عند آخر فيذهب فيتقصى -أو ينقل عن حوار آخر- بعض الفرق التي انفصلت عن هذا الشيخ أو ذاك، في دوامة لا تنتهي.

هذا ليس العلم الذي يطلبه قارئ الخيمة، أين العلم؟ أخبروني.

عمر مطر