رحالة الغرب في بلاد العرب
بسم الله الرحمن الرحيم
********************
يعتبر كتاب " رحالة الغرب فى بلاد العرب " لأسعد الفارس من الكتب الحديثةالتي تتطرق لأدب الرحلات بأسلوب شفاف ، يوفر على القارئ عناء التكلف الفكري فى طرح المواضيع العائمة ، فالكتاب فى مجملة ينقسم الى ثلاثة أقسام متداخلة باتقان لتكون مزيجا متجانسا من الافكار المتصلة .
فعند تناولنا لذلك الكتاب - والذي يقع فى جزء واحد - نجد أن الكاتب يتطرق فى البداية لشرح عام لأدب الرحلات ما له وما عليه انجازاته وأهدافه ومخططاته أيضا ، ثم يتطرق لتجارب ثلة من الرحالة الغربيين الذين جابوا المعمورة ودونوا تجاربهم وملاحظاتهم فى مخطوطات محفوظة فى عدة من المتاحف والمكاتب العالمية ، فهو ساعة يسرد بعض النصوص المختارة من المخطوطات ويعقب عليها ، وساعة يطرح بعض الاحداث التاريخية باعتماد أحد المراجع ، ولا ينفك يستشهد بما يخدم طرحة من أشعار ومآثر قيلت فى خضم الاحداث .
ولعل في مثل هذه الكتب ، خير عون للباحثين الذين يعانون من ضياع الوقت والجهد في تتبع المراجع القديمة والمخطوطات النادرة ، فالكتاب يختزل تجربة أكثر من عشرين مستشرقا فى جزيرة العرب ومصر والمغرب العربي ، من أمثال "آن بلنت" و "جين دغبي" و "جون فيلبي" و "توماس لورانس" وغيرهم .
كما تزين صفحات الكتاب العديد من الصور النادرة التي ترصد الاحداث والاعلام فى حقبة معينة من الزمن لم يكن التصوير فيها بالامر المتاح ، مثل صورة شخصية للضابط أحمد عرابي وصورة أخرى تجمع الشريف فيصل بالرحالة " بالجريف " ، كما يحوي العديد من صور المخطوطات اليدوية مثل رسم تخطيطى بيد "جين دغبي" للأمير مجول المصرب من عرب الحويطات وهو نائم ، ولوحة زيتية لمناورة وهمية يقودها الأمير محمد آل رشيد ، خطتها ريشة "آن بلنت" خلال رحلتها الى مدينة حائل العريقة خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر.
أنه حقا كتاب جيد حري بالقراءة ، أسبغ عليه الكاتب من توجهه وفكرة ووقف موقف الناقد المنصف في كثير من الاطروحات ، ولم يكن ذلك الناقل السلبي الذي يطرح الافكار باسلوب روائى بحت كما فعل ضيوفه الرحالة فى مخطوطاتهم ، فعنصرا الاستدلال والتوثيق كانا مفاتيح الكاتب فى تفنيد الاطروحات الشاذة وتأييد الروايات المعتدلة .
ولكم جزيل الشكر يا أصدقائى
**************************
|