القصيدة المنفرجة
اشتدي أزمة تنفرجي***قد أذن ليلك بالبلج
وظلام الليل له سرج***حتى يغشاه أبو السرج
وسحاب الخير له مطر***فإذا جاء الإبان تجي
وفوائد مولانا جمل***لسرور الأنفس والمهج
ولها أرج محي أبدا***فاقصد محيا ذلك الأرج
فلربما فاض المحيا***ببحار الموج من اللجج
والخلق جميعا في يده***فذو وسعة وذو حرج
ونزولهم وطلوعهم***فإلى درك وعلى درج
ومعايشهم وعواقبهم***ليست في المشي على عوج
حكم نسجت بيد حكمت***ثم انتسجت بالمنتسج
فإذا اقتصدت ثم انعرجت***فبمقتصد وبمنعرج
شهدت بعجائبها حجج***قامت بالأمر على الحجج
ورضا بقضاء الله حجا***فعلى مركوزتها فعج
فإذا انفتحت أبواب هدى***فاعجل لخزائنها ولج
وإذا حاولت نهايتها***فاحذر إذ ذاك من العرج
لتكون من السباق إذا***ماجئت إلى الفرج
فهج الأعمال إذا ركدت***وإذا ما هاجت إذن تهج
ومعاصي الله سماجتها***تزداد لذي الخلق السمج
ولطاعتها وصباحتها***أنوار صباح منبلج
من يخطب حور العين بها***يحظى بالحور و بالغنج
فكن الرضي لها بتقى***ترضاه غدا وتكون نجي
واتل القرآن بقلب ذي***حرق وبصوت فيه شج
وصلاة الليل مسافتها***فاذهب فيها بالفهم وجي
وتأملها ومعانيها***تأتي الفردوس وتبتهج
واشرب تسنيم مفجرها***لا ممتزجا وبممتزج
مدح العقل لآتيه هدى***وهوى متول عنه هجي
وكتاب الله رياضته***لعقول الناس بمندرج
وخيار الخلق هداتهم***وسواهم من همج الهمج
وإذا كنت المقدام فلا***تجزع في الحرب من الرهج
وإذا أنصرت منار هدى***فاظهر فردا فوق الشبح
وإذا اشتاقت نفس وجدت***ألما بالشوق المعتلج
وثنايا الحسنا ضاحكة***وتمام الضحك على الفلج
وعباب الأسرار اجتمعت***بأماناتها تحت السرج
والرفق يدوم لصاحبه***والخرق يصير إلى الهرج
صلوات الله على المهدي***الهادي الخلق إلى النهج
وأبي بكر في سيرته***ولسان مقالته اللهج
وأبي حفص وكرامته***في قصة سارية الخلج
وأبي عمرو ذي النورين***المستهد المستحي البهج
وأبي حسن في العلم إذا***وافى بسحائبه الخلج
وعلى السبطين وأمهما***وجميع الآل بمندرج
وصحابتهم وقرابتهم***وقفات الإثر بلا عوج
وعلى أتباعهم العلما***بعوارف دينهم البهج
يا رب بهم بآلهم***عجل بالنصر و بالفرح
وارحم يا أكرم من رحما***عبدا عن بابك لم يعج
واختم عملي بخواتمها***لأكون غدا في الحشر نجي
لكني بجودك معترف***فاقبل بمعاذري حججي
وإذا بك ضاق الأمر فقل***اشتدي أزمةَ تنفرجي
|