مواطن شرعي (قصة قصيرة)
مواطن شرعي (قصة قصيرة)
كان الجو مغبرا ..يحمل طعم الرمال عندما شقت سيارته طريقها ببطء للمكان الذي يقصده ،تبادل النظرات هو وزوجته الجالسة بجانبه فانزلت رأسها تنظر ما بحضنها ، التفت هو مرة أخرى للطريق وأفكاره تسير معه.كل يوم السيارة تشكو علة ماولكنها اليوم تسير وهاهما قد وصلا ..
انزل قدمه فلم تقو على حمله ،استند بيده على الباب ليخرج القدم الأخرى وانهض جسده الهزيل خارج السيارة
صفع الباب
التف حول السيارة للباب الآخر و فتحه
-انزلي ..
-لا أستطيع .. صاحت الآه في صدرها عندما أخرج وليدها يديه من قماطه وتسمرت عيناها عليه تمنع أجفانها من الحركة تريد أن تحفظ تفاصيل وجهه
-لا أستطيع ..أرجوك …أتوسل إليك لنبقه معنا .
-انزلي !انعيد هذه الاسطوانة كل لحظة؟!ألا ترين كيف نعيش ؟!!قلت لك لا نريد أولادا.سبعة أولاد …ثلاث بنات …..أما كان يكفي ؟! أجابته بغضب متسائلة:
-وأنت ألا تتحمل جزء مما حدث ؟
-أنا!أعلم ،وباستهزاء حزين أكمل : التسلية التي لا تتطلب نقودا.
تلفت حوله ،لم يستطع أن يرى شيئا من الغبار الذي يعتلي الهواء
- لا تكثري من الكلام ،انزلي ….سيرتاب الناس بأمرنا إن أطلنا الوقوف ..
نظرت للرضيع كأنها تعتذر منه
- لا أستطيع حمله ….احمله أنت ؟
ناولها يديه وضعت الرضيع بينهما،سارت خلفه تجر قدميها جرا ،نظرت للسماء وللغبار حولها
-كيف نقابل رب العالمين ؟!!ماذا نقول ؟!أي ذنب اقترف المسكين ؟
-اصمتي …
تابعا السير وهو يحمل الرضيع بيد و يمسك بها باليد الأخرى.اضطره هذا لأن يضم الطفل لصدره بقوة لكي لا يسقط .فتناغمت دقات قلبه مع نبض ضعيف لكنه تجاهل ذلك الاحساس ودفع بالصغير إليها …
_ احميله أنت .
وصلا لزاوية في ركن ما من المكان ،تلفتا حولهما وأطاعه قلبه
أخذ الطفل ووضعه وأنهض ظهره ليعود أدراجه
التفتت تنظر لوليدها وبصوت ضعيف غالبه البكاء
-أيكون فيه شيء ..قد ……سمعت صوته …..
جذب يدها وعادا …
- سيعيش …لا تخافي …..ستتولاه الحكومة ويصبح مواطنا شرعيا …………أمه الحكومة ماذا يريد أحسن من ذلك ؟
دخلا السيارة …
أدار المفتاح …
-ما هذه الرائحة ؟
ارتفعت النار أمامهما …
لم يطلبا النجدة ..لم يتكلما..لم يفتحا باب السيارة ………
تمنيا ان يعيدا الطفل .
|