دثّروني .. إني شهدت احتراقي عاشقًا عند سدرة الأشواقِ !
دثّروني .. انتثرتُ فاتحد الكون بروحي وحلّ في إشراقي
قطّعَت غربة الزمان شرايين انتمائي .. فجُزت كلّ المراقي
كن: فكنتُ، اهتدِ: اهتديتُ، تعرّف: فعرفتُ، انطلق: فكان انطلاقي !
المدارات تحتويني .. وتسمو بسمائي وتهتدي باختراقي
لحظةً .. وانتشى الزمان وفاض الصمت مني .. وفاح عطر التلاقي
لحظةً .. واغترفت من منهل الأسرار كأسَيْ تفرّدٍ وائتلاق !
شغفي منشدي .. وقلبي نديمي .. ودمي خادمي .. وشوقي الساقي
"مرحبًا بالمليك .. عالمك الضخم مشوقٌ لعدلك الخفّاق"
افتحوا الباب .. سرت خارج قصري وبصدري تلهّفُ المشتاق
سرت وحدي .. رميت في كل بيتٍ زهرةً عطرها عبير الوفاق
سرت وحدي .. قبّلت رأس شهيدٍ وأمرت الأوطان بالإيراق
فاستجابت بألف ألف صغيرٍ يتهادى في عزمه العملاق
وتباهت بألف ألف كبيرٍ سال في نهر ثأرها الدّفّاق
سرت وحدي .. ونشوة الناس في أذْنيّ تشدو بغبطةٍ واتساق
غير أني انتبهت فاهتزّ كوني .. وتلاشى في قهقهات رفاقي
فإذا عالمي قصيدة شعرٍ ! وإذا بي أعيش في أعماقي
وخيالي محلّقٌ بي .. وكم في عالم الشعر من خيالٍ بُراق !