ماذا تعرف عن مفعولاتُ

[خشان خشان]

أخي عمر
هذه مقتطفات معدلة من الكتاب عن مفعولاتُ، وقد اختصرت وحذفت لصعوبة تنسيق الأرقام وعدم ظهور الألوان والجداول، وأرجو أن تعطيك فكرة. ومعذرة لما قد يقع من خطأ في ترتيب الأرقام

ويجدر في هذا المقام ذكر رأي الجواهري (المدارس العروضية-ص152) في رفض وجو مفعولاتُ مخالفا بذلك الخليل:"وقد أقام الدليل على أنه منقولٌ من (مستفع لن) مفروق الوتد أي مقدم النون على اللام لأنه زعم أنه لو كان جزءا صحيحا لتركب من مفرده بحر كما تركب من سائر الأجزاء."

32-مفعولاتُ

هذه تفعيلة تتميز عن سواها من التفاعيل بأن الوتد المفروق يقع في آخرها، ونتيجة لذلك تتوالى من حيث الطبيعة الصوتية ثلاثة أسباب، (العيون الغامزة-ص94):"لأن أول الوتد المفروق لفظه لفظ سبب".ولكنه يختلف عن السبب في عدم جواز حذف ساكنه. والسببان اللذان يسبقانه قابلان للزحاف كل على حدة لاعتبار التعاقب.
إذا تجاور سببان في غير مفعولاتُ (مستفعلن=322، ومفاعيلن=223، فإن الناتج عن زحافيهما (وحيث يذكر زحاف السبب الخفيف فالمقصود حذف ساكنه) كل على حدة هو 2 1 (ه) 1 2 = 2 1 3 أو 1( ه) 2 2 = .1 2 3 = 3 3 وذلك معروف ولا ينتج عنه كبير فرق. أما في مفعولاتُ، فلأن ما يتلوهما سبب فإن حاصل زحافهما يكون كالتالي (1ه =2):
بحذف ما بين القوسين
مـ(فـ)ـعولاتُ=1 (ه) 22 1 =زحاف السبب الأول = 1 2 2 1 = 3 2 1
مفعـ(و)لاتُ=2 1(ه) 2 1 زحاف السبب الثاني = 2 1 2 1 = مفعُلاتُ=2 3 1
ونحصل على وزنين يحل أحدهما محل الآخر؛ هما معولاتُ ومفعلاتُ، وبالمنطق الرياضي فمن المتوقع جواز حلول 23و 32 أحدهما محل الآخر شريطة أن يتبع كل منهما متحرك ولو في الأوزان التي لا تحوي مفعولاتُ. وهذا يفسر ما تقدم من تكافؤ كل من التفعيلتين، ولعل سلاسة الإحلال تتوقف على وجود المتحرك بعد كل منهما. وبعبارة أخرى، فإنه حيث يمكن التعبير عن وزن ما مع إدخال 123 أو 132 فإن إحداهما يمكن أن تحل محل الأخرى، والمتوقع في غير دائرة المشتبه، أن يخرج الإحلال المذكور الوزن من البحر مع بقاء الوقع الشعري فيه سواء وافق ناتج الإحلال وزن بحر معروف أو لم يوافق. (ويقصد فيما يلي بالإحلال إبدال 3 2 1 و 2 3 1 إحاهما محل الأخرى)
مثال 1-: وزن المخلع =33 /2 3 /3 2 =3/ 3 2 1 /2 3 2=فعلْ معولاتُ فاعلاتن
وبالإحلال =3/2 3 1 /2 3 2 = 3 2 /3 3 /3 =فعلْ مفعلاتُ فاعلاتن=فعولن مفاعلن فعولن. وهذا من مجزوء الطويل مقبوض تفعيلة الحشو.وهو أيضا=معولاتُ مفعُلاتُ مفعو أو (مستفْ) ولعله الأصح، وعليه:
أيا لائمي ألست تدري بأن الهوى خطيرُ أمرِ
وأن الهوى له ذيولٌ ينلن الفتى بكل يسرِ
من الطويل الخامس (16-ص189) البيتان:
وما كنت بالراجي نوالا ولا عونَ أقـوامٍ لئـامِ
ولكنـني عـفٌّ أنوفٌ بذا عشتُ ما بين الأنام
3 2 /3 4/3 2 فعولن مفاعيلن فعولن =معولاتُ مفعولاتُ مفعو (أو مسْتفْ)
وبقبض تفعيلة الحشو يصبحان:
وما كنتُ أرتجي نوالا ولا عونَ قومكَ اللئامِ
ولكنَّ بي عفافَ نفسٍ به أعتلي على اللئامِ
وهو نفس ما حصلنا عليه من المخلع في المثال السابق
وأرى في هذا الوزن من السلاسة ما يخالف المتوقع نتيجة جزء الطويل على غير المعهود، وقبض مفاعيلن وكلاهما غير مستحب. وليس الوزن الجديد أكثر نبوا في السمع من الطويل الخامس، رغم أن قبض مفاعيلن من المفترض أن يزيده نبوا. لعل ذلك راجع إلى أن الوزن الحقيقي –كما يقول ع. مستجير- هو:
= 3 2 1 /2 3 1 /22= معولاتُ مفعولاتُ مفعو (ويميز هنا بين تلوين الأسباب والأوتاد، وذاك الذي يقصد منه تحديد التفعيلة)
مثال 2-:من البسيط، والتحويل بين مفعلاتُ ومعولاتُ
لعمر بن أبي ربيعة:
أ-يـا دارَ عـبدةَ بالأشـطار فالكُثُبِ ردّي السلامَ فقد هيجتِ لي طربي
أدعوكِ ما ضحكت سني وإن خدرت رجلي دعوتُ دعاءَ العاشقِ الطَّرِبِ
=4 3 / 1 3 / 4 3 / 1 3 مستفعلن فعلن مستفعلن فعلن
=2/2 3 1 /3 2/2 3 1/3 فع مفعلاتُ فعلن مفعلاتُ فعلْ
ب-يا عُيونا لِسُهى بالشطْر فالكَثَبِ أينما كنتِ فقد هيجت لي طربي
دعْوتي ما ضحكت سني وإن خدرت معصمي ذاك دعاء العاشق الطَّرِبِ
2/ 3 2 1 /3 2 /2 1 3 فاعلاتن فعِلن مستفعلن فعِلن
ج-يا عيوناً لِسُهى عند رأس النّقبِ أينما كنت فقد هِجْتِني بالطرب
دعوتي إن ضحكَت أو إذا ما خدرت ثنيَةٌ أو قدمٌ دعوة المضطربِ
2/3 2 1/3 2/3 2 1 /3 فعْ معولاتُ فعولن معولاتُ فعلْ
2 3 2 /1 3 /2 3 2 /1 3 فاعلاتن فعِلن فاعلاتن فعِلن

[ 25-06-2001: المشاركة عدلت بواسطة: خشان خشان ]