إنتحاب لا ترانيم
يدَوّي في مسامعيَ انتحابُ
..................... فيستولي على النفس اكتئابُ
بلادُ المسلمين غدت مشاعا
..........................وطابَ بها لكفْرٍ إنتهابُ
يُغارُ على محارمنا فنغضي
.........................كأنّ الفخرَ فيما فيه عابُ
يلذّ لنا سلامٌ قيل عنه
.........................لشجعانٍ وإنّهم القِحابُ
أليسوا حربَ من للدين قاموا
......................وهم للماكرينَ به صحابُ
وليسوا صحبَهم إلا امتلاكا
....................كما تُدْعى لصاحبها الكلابُ
أرى للضادِ في القومِ ازدراءً
........................وصارَ مُحَقّراً فينا الكتابُ
ففي الحمّامِ لله ادّكارٌ
.......................ويُفْـتَحُ باسمِهِ للصُّلْحِ بابُ
مساجدُنا غدت للفكر موتاً
.........................بتسطيلٍ يُجَرَّعُه الشّبابُ
به تُفتى القواعدُ في بلادي
.......................لأمريكا، لقد جلّ المُصابُ
به في كلِّ قطرٍ غاصبوهُ
.....................يبارِكُ غصْبـَهم نعقاً غرابُ
يسميّ كلّ ناطورٍ إماماً
......................غدا بالكُفْرِ يجمعُهُ اغترابُ
نواطيرٌ لسوءتِها حجابٌ
....................من الثوّارِ!! قد شفّ الحجابُ
على الأقصى ننوحُ وكلُّ صِقْعٍ
....................كما الأقصى حواهُ الإستلابُ
فما الإسلامُ إن طوِيتْ بنودٌ
......................لشرع الله ، يجديه الخِطابُ
أرى من يعبدون الجِبْتَ سادوا
.........................وفي أفواهنا يُحثى الترابُ
أرى في الشعر كم من غمغماتٍ
.......................بها الأفكارُ يغمرها ضَبابُ
يقالُ لنا بأحجارٍ جهاداً
......................فللضباط والجُنْدِ الكبابُ
نريدهم سِماناً يومَ عيدٍ
.....................عجولاً يزدهي بهم الضِّبابُ
خزينتُنا خزائنُنا جميعاً
...................لصفقاتِ السلاح بها ارتيابُ
سلاحٌ كيْ تقادَ به شعوبٌ
................وقد حرستْ يهوداً ذي الحِرابُ
وكي تتراكمَ الأرزاقُ منهُ
..........................لمنتفعٍ له ظفرٌ ونابُ
غدونا محضَ أيْدٍ ضارعاتٍ
..................وأظهرُنا غدت بئس الركابُ
فقلْ للغافلينَ أرى الرزايا
..................إليكم قد أرَزْنَ كما الخرابُ
عليكم قد تسلّطَ كلُّ وغْدٍ
......................وقطْرِيّاتُكمْ فيها التّـبَابُ
يُلهّيكم جلاوِزَةٌ بقدسٍ
.....................وكلُّ كلامهم عنها كِذابُ
فمن حرس اليهودَ لنصفِ قرنٍ
..................خرستم؟ ما يحارُ لكم جوابُ
فيا أغنامَ أمّتنا أفيقي
..................علوجُ الرومِ فيكِ لهم ضِرابُ
أطار صواب منطقيَ (انتعامٌ) (1)
..................فما من شيمتي هذا السُّبابُ
ولست أرى العواطفَ مُغنياتٍ
................إذا ما الفكرُ حاقَ به الخرابُ
يكادُ لما يلاقيه فؤادي
.....................من البلوى يغشّيه التهابُ
وما غيرُ الخلافةِ من سبيلٍ
........................يكون بها لعزّتنا مآبُ
------------------
(1) الإنتعام : التصرف كالنعام
|