من منتدى الفوائد

[سلاف]

الذهبي

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-


أحبتي في الله منذ فترة كنت أقرأ في كتاب : مرآة الزمان في تاريخ الأعيان ( 8/654 - 655 ) : لسبط ابن الجوزي ، فاستوقفتني موعظة عظيمة تتحدث عن خبر تسليم بيت المقدس للإمبراطور فردريك الثاني ، و عن اشتداد تلك الحادثة على المسلمين ، من إقامة المآتم استنكاراً لهذا العمل المشين .

و لما كان سبط ابن الجوزي في قرارة نفسه ينكر هذا العمل المشين من قبل الملك الكامل ، فإنه قد استجاب لنداء الملك الناصر داود صاحب الكرك ، للتنديد بهذه الفعلة القبيحة ، فعقد مجلساً في جامع دمشق ليندد بهذا العمل ، و قد حضر هذا المجلس أغلب أهل دمشق على مختلف مستوياتهم .


و في هذا المجلس وعظ سبط ابن الجوزي الناس موعظة قيمة حاول فيها أن يتحاشى أن يمس جانب صديقه القديم الملك الكامل ، إلا أنه لم يستطع ذلك ، فجهر بالحق وقال : ( انقطعت عن البيت المقدس وفود الزائرين ، يا وحشة المجاورين ، كم كان لهم في تلك الأماكن من ركعة ، و كم جرت لهم على تلك المساكن من دمعة ، تالله لو صارت عيونهم عيوناً لما وفت ، ولو تقطعت قلوبهم أسفاً لما شفت ، أحسن الله عزاء المؤمنين ، يا خجلة ملوك المسلمين ، لمثل هذه الحادثة تسكب العبرات ، لمثلها تتقطع القلوب من الزفرات ، لمثلها تعظم الحسرات .


و من جملة ما قاله في فضل بيت المقدس قصيدته التائية والتي منها :

مدارس آيات خلت من تلاوة و منزل وحي مقفر العرصات

على قبة المعراج والصخرة التي تفاخر ما في الأرض من صخرات

و قد ارتفع بكاء الناس و ضجيجهم من جراء هذه الموعظة القيمة التي نالت رضى واستحسان السواد الأعظم من سكان دمشق ...

ونحن بدورنا لا ننسى المسجد الأقصى ، فهو في القلب دائماً و أبداً ، نسأل الله أن يعجل له بالفرج ، وأن يرزقنا فيه صلاة قبل الممات .. اللهم آمين .

أخوكم : أبو عبد الله الذهبي ..
------ التوقيع ------
استيقظوا و خذوا من الأسلاف ممن قبلكم عظة تنير قلوبكم و تبصرُ
رومان في جبروتها و غرورهارضخت لمن حملوا الضياء و حرروا
دحر البغاة بظلمهم و شرورهم فخذوا دروساً منهم و استعبروا
_____________________________________

سلاف

حباكَ أخي الممتازُ ربُّكّ فضلَهُ
…………..لمثلك ما تومي له كلماتي
ولولا مخافي أن تُصَكَّ فوائدٌ
………..لكان قصيدي واضح النبراتِ
مقدّسٌ الأسرى وحيفا وطيبةٌ
………..….وقدّس ربي قبلها الآياتِ
لو انّ للاقصى للكلام وسيلةً
………….لقال بصوتٍ صارخٍ وثباتِ
إطاحةُ حكم الله في الأرض لم تدعْ
……..….للاسلام داراً فابتدت مأساتي
ولم يعد الإسلام في الأرض سيّدا
…………لذلك فابكوا واعملوا ساداتي
فليس يضير الشاة جَزٌّ لصوفها
………. ولا طبخُها إن كان بعد مماتِ
وليس انتقالي بين أيْدٍ كوافرٍ
………….سوى فرقِ ألوان لهم ولُغاتِ
ولا فرق بين الكفر إن كان هاشماً
…………يسمى وليُّ الكفر أو عرفاتِ
وإن كان باراكا وإن كان أحمداً
……….وإن صامَ أو والى من السّكراتِ
وليس بدون الحكم للشرع ناصعاً
…….…تعود -اعلموا أبداً- إليّ حياتي
----------------------
يقولون يا طفل الحجارة إنتفضْ
……….نواري بذاكم سوءة السوءاتِ
وما في انتفاض الطفل إلا مساخرٌ
….إذا ما الجيوش استعصمت (بِسُكاتِ)
جيوشٌ ومنع الحكم بالشرع همُّها
………..ليبقى يهودٌ سادةَ الساداتِ
---------------------
خليفتَنا هيّا إلى أخذِ بيعةٍ
…………ورفعِ عُقابٍ سيّدِ الرّاياتِ
ولا تخش من باعوا إلى الغرب نفسهم
….….....…همُ محض عُبْدانٍ منن النكراتِ
وشنّ بنا حربا ضروسا على العِدى
.............فقد طاب موتٌ بعد لمِّ شتاتِ
يعز بكم ربي على الحقّ والهدى
.............بلاداً وأقواماً بلوا بِبُغاةِ
ويشفي صدورا طال والله غيظها
..............ويبعث بليونا قضوا بسباتِ
ويمحو حدود الكفر في جسم موطني
...........فما ثمّ (فيزا) أو كفيلُ شياةِ
ويعلي حدود الشرع لا شيء فوقها
................كمجلس أمنٍ في الجريمة عاتِ
بكم يا أميرَ المؤمنين هدايةٌ
................لغربٍ وشرقٍ بل لكلِّ جهاتِ