كشفت الإدارة الأمريكية اليوم عن استخفافها وإهانتها لمشاعر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، لتسليمها الرئيس العراقي الأسير صدام حسين للحكومة العميلة في المنطقة الخضراء في بغداد، التي نصبتها تحت الحراب، لتنفيذ حكم الإعدام في حقه أول أيام عيد الأضحى المبارك ، لتبعد البسمة عن شفاه كل العرب والمسلمين ، بعدما بصمت معالم الحزن على كامل المدن والقرى العراقية على مدى السنوات الثلاث الماضية .
ففي كل يوم تؤكد الإدارة الأمريكية ومن ورائها اليمين المسيحي الصهيوني الجديد بربرية وهمجية توجهاتها وسوء مخططاتها الرامية إلى إدخال العالم في حالة من الفوضى والدمار والإرهاب ... وتزيد اليقين بأن مايجري في هذه اللحظة بأرض العراق من مشاهد مسرحية تحت شتى العناوين ليس إلا خدعة ساذجة صدقها الأمريكيون دون أن تنطلي شعاراتها على غيرهم من شعوب العالم ، وهاهي إدارة بوش بإعلانها تأييد ما يسمى بحكم محكمة الإستئناف التابعة لحكومة المنطقة الخضراء القاضي بتأييد حكم الإعدام على الرئيس العراقي صدام حسين في قضية الدجيل ، تؤكد أن شرعية السلطة الجديدة في بغداد لا تملك تجاوز حدود التعليمات التي تتلقاها عبر موظفي وزارة الخارجية الأمريكية وضباط وكالة المخابرات المركزية ( CIA ) .
لقد تذرع الغزو الأمريكي للعراق وراء عناوين وشعارات عديدة لعل أكثرها بريقاً وإغراءاً .. شعار تحرير الإنسان العراقي من سلطة آلة الموت والقمع والعنف التي صنعها ( النظام السابق ).... وبنظرة واحدة للإحصاءات المعلنة عن ضحايا عنف الجيش الأمريكي والملشيات في العراق التي وصلت إلى أكثر من (650ألف) ضحية كافية لإسقاط مصداقية هذا الإدعاء الأجوف ومصداقية كل الشعارات الكبيرة المخادعة التي رفعها الأمريكيون في وجه شعوب وأمم العالم بداية من مزاعم نشر الديمقراطية وليس نهاية بالذود عن حياض حقوق الإنسان واحترام قداسة الأديان وثقافة الآخرين...
إن السؤال الذي لا يستطيع صاحب عقل تجاوزه :- هو لماذا يحكم على صدام حسين بالإعدام بتهمة الإبادة الجماعية وقتل (140) شخصا بداية عقد الثمانينيات في قضية الدجيل في محاكمة تم تسييسها دون مراعاة للقواعد الأساسية لحقوق الإنسان وحق المتهم في محاكمة عادلة تستغرق مراحل التقاضي المتعارف عليها في أية محكمة في بلاد العالم دون تدخل السلطة التنفيذية في سير إجراءاتها .. بينما لا يلاحق من يقف وراء مقتل أكثر من 140 إنسانا كل يوم في العراق على مدى السنوات الثلاث الماضية .
إن الولايات المتحدة والغرب يثبتون اليوم وهم يظهرون كعرّابين لجريمة إعدام صدام حسين تزامناً مع احتفال المسلمين بعيد الأضحى المبارك أنهم فاقدو مصداقيه وأن المالكي وحكومته ليس لهم احترام للعرب والمسلمين ، فلم يحترموا مقدساً ولم يراعوا محرّماً إلا ماحرّمه البيت الأبيض وقدّسه بوش
إن عمر صدام حسين سيكون أطول من عمر شانقيه وسترفعه هذه الجريمة القانونية إلى مصاف الضحايا والشهداء ..وإن حكما جائرًا كهذا سيسهم في زيادة التطرف ومزيد العنف.
مؤسسة القذافي للتنمية