ياشقي ، ما بقاؤك إلى هذا الزمان السوء ؟
أخوتي ، يتبادر إلى الذهن أن قائل هذه الكلمة واقصد بها عنوان الموضوع ان قائلها لابد وان له كابد في هذه الدنيا وعرف حلوها ومرها ، وأذاقته من نكدها ، ولا اتصور ان احدكم يشك في قائلها من كبار السن سواء رجل او إمرأه .
اكتب لكم هذه القصة للعبرة والتأمل واستخراج الحكم والعبر منها :-
في كتاب البداية والنهاية :-
كان ميمون بن مهران من أجل علماء التابعين وزهادهم وعبادهم وأئمتهم وكان إمام أهل الجزيرة ، حدث ابنه عمر أنه خرج به يقوده في بعض سكك المدينة ، فمرّا بجدول فلم يستطع الشيخ الوالد أن يتخطى الجدول لكبر سنه وضعفه ، فاضطجع الابن فمرّ الأب على ظهره ، ثم قام فأخذ بيد أبيه ، وقصدا منزل الحسن البصري ، فطرقا الباب ، فخرجت لهما جارية صغيرة في السادسة من عمرها فقالت :- من هذا ؟ فقلت :- هذا ميمون بن مهران أراد لقاء الحسن ، فقالت :- كاتب عمر بن عبدالعزيز ؟ قلت لها :- نعم ، قالت :- ياشقي ، ما بقاؤك إلى هذا الزمان السوء ؟ قال :- فبكى الشيخ ، فسمع الحسن بكاءه ، فخرج إليه فاعتنقا ، ثم دخلا ، فقال ميمون :- يا أبا سعيد ، إني قد أنست من قلبي غلظة ، فاستكنّ لي منه ، فقرأ الحسن :-(( أفرأيت إن متعناهم سنين ، ثم جاءهم ماكانوا يوعدون ، ما أغنى عنهم ما كنوا يمتعون ))، فسقط الشيخ مغشيا عليه ، فرأيته يفحص برجليه ، كما تفحص الشاة إذا ذبحت ، فأقام طويلا ، ثم جاءت الجارية فقالت :- أتعبتم الشيخ ، قوموا تفرقوا ، فأخذت بيد أبي ، فخرجت فقلت :- يا أبت هذا الحسن ؟ قال :- نعم . قلت : قد كنت أحسب في نفسي أنه أكبر من هذا ؟ قال :- فوكز في صدري وكزة ، ثم قال :-
يا بنيّ ، لقد قرأ علينا آية فو فهمتها بقلبك لألفيت لها فيه كلوما ) =================
إذا كان زمن الحسن البصري زمن سوء ، فماذا يكون زماننا ......!!!!
وقـــــفـــــة :-
قيل لأحد الحكماء :- الأغنياء أفضل أم العلماء ، قال :- العلماء ؟ قيل له :- فما بال العلماء يأتون أبواب الأغنياء أكثر مما يأتي الأغنياء أبواب العلماء ؟ قال :- ذلك لمعرفة العلماء بفضل المال وجهل الأغناء بحق العلم .
الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه
|