ابن حجر ومباهلة مع بعض محبى ابن عربي
قال البقاعي – رحمه الله - [ في كتابه مصرع التصوف (149) ]
ناقلا عن كتاب الحافظ تقي الدين الفاسي في تكفير ابن عربي ،
وهي قصة وقعت لابن حجر ، وكان ابن حجر قد حدث بها البقاعي غير مرة ،
أنه – أي ابن حجر - قال :
" كان في أيام الظاهر برقوق شخص يقال له : ابن الأمين ، شديد التعصب لابن عربي ، صاحب هذا الفصوص ،
وكنت أنا كثير البيان لعواره ،
والإظهار لعاره وعثاره ،
وكان بمصر شيخ يقال له : الشيخ صفا ، وكان مقربا عند الظاهر ، فهددني المذكور بأنه يعرفه بي ،
ليذكر للسلطان أن بمصر جماعة – أنا منهم – يذكرون الصالحين بالسوء ، ونحو ذلك ،
وكانت تلك الأيام شديدة المظالم والمصائب والمغارم ، وكنت ذا مال ، فخفت عاقبته ، وخشيت غائلته ،
فقلت : إن هنا ما هو أقرب مما تريد ،
وهو أن بعض الحفاظ قال : إنه وقع الاستقراء بأنه ما تباهل اثنان على شيء فحال الحول على المبطل منهما ،
فهلم فلنتباهل ليُعلم المحق منا من المبطل ، فتباهلت أنا وهو ،
فقلت له : قل : اللهم إن كان ابن عربي على ضلال فالعني بلعنتك ، فقاله ،
فقلت أنا : اللهم إن كان ابن عربي على هدى فالعني بلعنتك ،
وافترقنا ،
وكان يسكن الروضة ، فاستضافه شخص من أبناء الجند ، جميل الصورة ،
ثم بدا له أن يتركهم ، فخرج في أول الليل ، فخرجوا يشيعونه ،
فأحس بشيء مرَّ على رجله ، فقال لأصحابه : مر على رجله شيء ناعم ، فانظروا ما هو ؟
فنظروا فلم يجدوا شيئا ، فذهب ، فما وصل إلى منزله إلا وقد عمي ، ولم يصبح إلا وهو ميت ،
وكان ذلك في القعدة سنة سبع وتسعين وسبعمائة ، وكانت المباهلة في رمضان منها ،
قال : وكنت عند وقوع المباهلة عرَّفت من حضر أن من كان مبطلا في المباهلة لا تمضي عليه السنة ،
فكان ولله الحمد ذلك ، واسترحت من شره ، وأمنت من عاقبة مكره " اهـ .قال ابن حجر – رحمه الله – في فتح الباري ( 8/95) :
" ومما عرف بالتجربة أن من باهل وكان مبطلا لا تمضي عليه سنة من يوم المباهلة ،
ووقع لي ذلك مع شخص كان يتعصب لبعض الملاحدة ، فلم يقم شهرين " . اهـ كلامه - رحمه الله -
والله تعالى أعلم .))أ.هـ
__________________
اللهم ألحقنا بحبيبنا نبى الرحمه صلى الله عليه وسلم وارزقنا قفوا آثاره واتباع سنته ,,,,
هذا وأصل بلية الاسلام ** تأويل ذي التحريف والبطلان
وهو الذي فرق السبعين ** بل زادت ثلاثا قول ذي البرهان
|