أقلُّ الغرباءِ بُكاءً
من نسيَت جَهرَاً قِرطَيها بِشرودي وأودَعَتنيسِرّاً بِصواريِ المواعيدِ...
أورثتنيِ لِبوارِحِ الفُلكِ وأعناقِ الذواريَ الخمسِ
وسابِعَ المواجيدِ...
من سافرَتْ في الدمعِ الباكر والقصيدةُ فجراً
مابينَ الحُلْمِ واليُتْمِ ترَكَتني وحيداً أُفسِّـــــرُ
انتِحارَ المدُن وكُفرَ الأناشيدِ..
ترَكتْني وحيداً...
وحيــــــــداً.... في عِدادِ المُنتَظرين أُسمّيْ
العِشقَ بِأسماءِ النوارِسِ وأشدُّ الحُزْن بِأيةِ
الكُرسيِّ ومِحْرابُ الشفقِ
وحيـــــــــداً....أقيسُ الليلَ بِأسوارِ المقابِر
وأعُدُّ ألعُمرَ مابين بروجِ السماء ودمعُ الوِتْرِ
وأُصفِّدُ الغيبَ بحدقي
وحيدًا...
وحيدًا.....
وحيداً.......
ياأيُّها المطرُ الهاربَ من ضمإ أُصابعي.ياأيُها
البرقُ المصلوبُ بِتوبةِ دفتري ورِدَّةِ كُحلِهــــا
ياأيها الرعْدُ الأتي مِن حُدودِ الزهرِ مابيـــــنَ
غُرّتها وحلقي..
ثمِلتُ بالِشوق واشتدّت زورةُ الحرفِ
تشبثتُ بقمَر الكهوفِ والتصــــــقَتْ
شياطينُ الغسقِ بِأوجاعي وكِدْتُ أن
أموتَ وتنساني الرقاع.
إمتلئتُ زنجبيلا وسحراً
وأوقدَ المجوسُ صلاتهم شرق روحي
فاستغفرَالموجُ غرب جروحيَ.وامتَلءَ
الماءُ بِوهْنِ قُلوعي.فاحترقّ بِمجدافيَ
شدناً ..وانطفء القطرُ بِساعديَّ...
فجفّفْتُ رمادَ أماقيَ.وأعْرتُ الدهرَ شراعي
بلغتُ منَ الغرقِ عِتِيّا...
كتِفايَ أثقلهُنّ الماءُ واِشتَعلَ الطرفُ حرفا...
أعُدُّ سفائِنَ العُمرِ حُزناَ حُزْنــا .وأحفِرُ بِمُقِلِ
نوارِسِ اُلغُربــــاء قبوراً بِلاوزْنٍ.ونسجتُ الدمعَ
أكفاناً وأحرقتُ النحوَ والصرفا.....
ذبُلَ فمي يا أجملَ من غابَ. وانتحرَ
الشُعراءُ بِمِربَدِ صدري..لاحِبريَ يبِرُّ
بِقافيَتي....ولا رحيلُكِ وفّىَ دفتـــري
جنوبيةُ الحَور..ذاكِرةَ النبيذْ والشُعراءِ والسَحَرهْ
هُدُبٌ إذا ما شجَّتْ ناشِئةُ الليلِ قلبي...
شُجــَّتْ قَنَانَيَ كُحلِها...دربَاً يشُكُّ الهِنْدَ بِالْلحَدِ
وأنا يافُراتيةَ السَهَدِ......
ميـــراثُ بابِلْ
عودٌ يــشُدُّ لِمُقلتَيكِ نصف الليلِ أوجاعاً تُدَوزِنُها
يــــدُ الكبـــــــــــــــــدِ
مقاماتُ بأشداقِ ذَرَاريِ الجِنِ ما قبلُ ذواري العِشق
وما بعد المِرْودِ ....
جنوبِية السفر...أثقلتِ الكونَ يُتماً..وأنسيتِ
البِحارَ دربَ رجوعها..وتركتِ لي يبَسَ السواحِل
تشْرَبُ عطش رسائلي وتمضغُ جُوعها
وحَّدَني الوجدُ أشتاتاً بِأحداقِ الغُرباءِ
وفرقتني الأناشيدُ وحيداً...
كسراجٍ نائي
أهزُّ بِجذعِ الوحدةِ .أنتضِرُ شِتاءً ....
كأقل الغُرباءِ بُكـــأءً
__________________
أؤمِنُ أن خلفَ الكون المُقفلِ...من يُصغِ لي
|