ألا يا أيهـا الظبـي اليمانـي دعاني من غرامك ما دعانـي
فجئت إليك أطوي الأرض سيراأبث الشوق نحـوك والمعانـي
هجرت لأجلك الجهـراء ليـلا خشيت من العواذل أن ترانـي
فتفضحني عيوني فـي بكـاء ويضحك عاذلي ممـا دهانـي
لقد خيرت بين الموت صمـت وبين الجبن فـي بلـد الهـوانِ
ففضلت الرحيل علـى بقائـي ولـم أرض مقارعـة الجبـانِ
فجئت إلى ديـارِكَ بعـد نـأْيٍ أريد اليوم بعضاً مـن حنـانِ
فألفيت الربيـع يفـوح عطـراًتحيط بـه حدائـق زُعفـرانِ
وقد حاولت مدحا فـي ربيـعٍ فلم يقـوَ علـى مـدحٍ بيانـي
أأمدح من بدا شهمـا شجاعـاً وقد فـرَّ الرفـاق بـلا سنـانِ
أأمدح من دعا للخيـر عمْـراً إذا ما عاش قومٌ فـي الأمانـي
ويبذل نصحـه للنـاس حبـا ولا يشكو الهمـومَ ومايعانـي
ويفرح إن بدا في الناس خيـرٌ ويحـزن كلمـا بعـد التدانـي
ولم يطمع بشيء مـن حطـامٍ وقـاص مـن وجاهـاتٍ ودانِ
وكم من غادر أبـدى صـدودا وكان الغدر من شيـم الجبـانِ
فأنكر فضل نور الشمـس لمّـا أشـار إليـه قـومٌ بالبـنـانِ
وقد قـال القديـم بحلـوِ نظـمٍ تقلّـد نظمـه عِقْـدُ الجـمـانِ
أعلمـه الرمايـة كـلّ حيـنٍ فلمـا اشتـد ساعـده رمانـي
وكـم علمتـه نظـم القوافـي فلمـا قـال قافيـة هجـانـي
فيا مَن قد رقـى جبـلاً عليـاً ترفـقْ فـي بُدينِـك واليـدانِ
فلسـتَ ببالـغٍ حـراً كريمـا يـذود عـن المحجـة كـلَّ آن
وخذ مثلاً إذا ما سـار ركـبٌ وقد ورد المثالُ علـى لسانـي
إذا حـلَّ الربيـع بـدار قـومٍ كساها نضـرةً وعلـوَّ شـانِ
الشيخ سالم العجمي