بصراحة أعجبتني وابكتني
إبن غزة
هُنا يا بنَ غَزَةَ ، لَن نَتْرُكَ الأَرْضَ..
لَن نَترُكَ البَحرَ ، لَن نَترُكَ الرَّمْلَ..
لَن نَترُكَ الأُمْنِياتْ
تَمَتْرَسْ تَحَدَّ ،
وَقِفْ يا بنَ غَزَّةَ ، قِفْ جَبَلاً..
قِفْ بِوَجْهِ الأَعاصيرِ وَجْهِ الرِّياحِ..
وَوَجْهِ الذينَ أَتَوا مَعَ مُوسى ،
فَقَدْ كَذَّبوهُ وَقَدْ عَذَّبوهُ..
وَمَنْ يَدَّعونَ بِأَنَّ البِلادَ لَهُمْ وَحدَهُمْ..
مِنَ النِّيلِ حَتى الفُراتْ
وَحيداً بِوَجهِ الجَحيمِ صَمَدتَ..
فَأَنْتَ خَلَقْتَ الثَّباتْ
وَحيداً بِدونِ مَتاريسَ..
كانَ الفَراغُ مَتارِيسَ بَينَكَ أَنتَ ،
وَبَينَ مُدَرَّعَةِ الحِقدِ وَالحاقِدينَ..
وَصَهيونُ يَفَتحُ بابَ جَهَنَّمَ ، مِن كُلِّ صَوبٍ
مِنَ البَرِّ وَالبَحرِ وَالجَوِّ..
يَفتَحُهُ مِن جَميعِ الجِهاتْ
تَنامُ عَلى شاطِئِ الليلِ غَزَّةُ..
مِثلَ عَروسٍ وَتَحلُمُ بِالفَجْرِ..
وَالغَدِ وَالأَمسِ وَالذِّكْرَياتْ
تُوَدِّعُ غَزَةُ كُلَّ نَهارٍ شَهيداً..
وَتَزرَعُ حَقْلاً مِنَ الشُّهَداءِ..
وَيَنمو النَّخيلُ عَلى كُلِّ قَبرٍ..
وَتَبدَأُ مِنهُ الحَياةْ.
********
شعر : طارق الصيرفي
فلسطين - نابلس -مخيم عسكر