نصح المجرب للجنسين

[الطارق]

ألا يا خليلي هـاك نصح مجرب وليـس أخـو جـد كآخر لاعـب
ألا فـانشـغل بالذكر والعلم والتقى ودع عـنك أولات الـبنان المخضب
فلسـت بموصـول ولسـت بصابر وفي النـظر المسـموم كل المصائب
سـيأتيك يـوم من جـناهن تسأمن نعـم فربـيع العـمر ليـس بدائب
ستـعجز عـنها إن حييت فأقصرن عـن الغـي تنـعم بالحلال المطيب
إذا لـم يـكـن في هـذه فبـجنة بهـا الحـور تشـدوا بالغناء المطرب
فإن رمت وصفا للـجمال الذي بهـا فمـن لك بالقـول الـوفي المعرب
فـعينك لم تـبصر من الحسن مثلها ومـا خطرت في قلب صب معذب
فـلو أن رأيـت البـدر ليـل تمامه وشمس الضحى في الصحو لم تتحجب
لأبصـرت حـسنا لا يكافئ حسنها إذا ابتسـمت أو لاعـبتك بحـاجب
فوجـه يجـلي الليـل نـورا وبهجة وكـيف وعـيناها كأضوء كوكب
وفي شـفتيها الشهـد حـين تقبلن ويفـتر جـفناها إذا قـلت ها اقربي
وثـغر كـحبات الآلئ ضـاحـك وجـيد يـزيد الحسـن فيه لراغب
وإن تمسـكن يـدها فيا برد معصم ويا لـينه كـالـزبد لم يتـحـبب
وقد فاح منها المسك وازدان غصنها فتـنعم في مـسك وفـض كواعب
وكيـف وقد أوتيـت كالرهط قوة وحـورك أبـكارا وليـست بـثيب
ويا طيـب منطقها ويا حسن شجونها إذا مـا دعـتك لنفـسها بتـحبب
تـقول عبـيد الله أيـن نصـيبنـا فأخـرى وأخـرى في انتظار بمقرب
فيسـكر طـرف الصب منـها ويـرتوي فيا لـذة المـرأى بـغـير مـراقب
ويا لـذة الأحـضان دام وصالـــها مـن الـعرب في سن الصبا المتقارب
فـهذا بعيـض مـن نعيم جسومهم وأمـا نـعيم الروح والقلب فاعجبـ
ينـاديـهمو الـرحمن جـل جلاله هلـموا عـبادي للـمزيد المـرتب
فـيجلو لهـم رب العـباد بـنوره فسـبحانه مـا وعـده بـمكـذب
فنضـرة ذاك اليـوم تكسوا وجوههم فمـا مـن نـعيم فوق ذلك فارغب
وتـب عن حرام كـي تفوز بهذه وإلا خـسرت المـنزلـين بمـسرب
ودع عنـك قوما ليس يعنيك شأنهم ولسـت عـلى أفـعالهم بمـحاسب
ولا تتـرك المـعروف وأمـر بفعله وعـن ضـده فـازجر وعنه فجنب
وأمـا عن الدنـيا فلا تكـترث بها ولا لا تـكـن لمحـبها بمـصاحب
فإني في سـن الشـباب سـأمتـها وقـد ذقـت فـيها كل مر وأعذب
فلـم أر حـلوا كـالمـعافاة أقبلت ولم أر مـرا كـالـدواء المـطـبب
ومـا تبـغي مـن دنيا تنغص عيشها ولسـت بواصـلها ولم تتـقلـب
أمـالك فـي خـير الـبرية أسـوة وقد شرقت دنيـاه وهـو بمغرب
وأبصـرت جـل الناس في غير طاعة وقد سـادهم بالمال كـل مخبب
وأبصـرت قـول المـصطفى متحققا تداعـت عـبيد الكـفر كل بمخلب
على أمة الإسـلام كالـقوم حـلقوا عـلى الصحن من جوع وحقد مغيب
فـهذي فلسـطين وهـذي جـزائر إلى الله نشـكوا مـا بنا من مصائب
وهـذي دمـاء المسـلمين رخيصة وأعـراضهم من شـاءهـا فلينهب
وإذ مـا بـذلـناهـا بـعز لديـننا فهـاهـي في ذل لـكل مـكذب
فـماذا دهـانا بـعد عـز وسؤدد نـذل ونـرضى بالهـوان المخـرب
ونـطلب صـلحا من يهـود خيانة فـلا الـعقل أبـقينا ولا الدين نجتبي
وما النـصر إلا في الجـهاد ومن يرد جـهاد عـدو الله يـنصر ويـغلب
وفي شـعب أفـغان لنـا خير أسوة ومـا فعـلوا في الروس ليس بغائب
أذاقـوهمـوا مـوتا زؤامـا فأدبروا كـذلك أمـر الله في كـل خـائب
إذا نحـن لم نرجـع عن الغي والخنا ولم ننـصر الرحمـن والديـن والنبي
سـيبدلنا الرحمـن قـوما يحـبهـم يعـيشون في عـز مـن الله أرحب
ألا يا فتى الإسـلام ديـنك فالتـزم وعـض عـليـه بالنـواجذ وادأب
ودع عنك أصحاب السـفاهة إنهم عـدو لأهـل الدين مذ منشأ الأب
وأنت فـتاة الدين لا تسـمعي لهم يقـولون يا بنـت التـحرر فـالعب
فأنـت فـتاة في ربـيع شـبابهـا فلا تـكتمي الأشـواق أو تتحجب
ألا فـاتركيهم و احذري من سمومهم ألا فـلتكـونـي درة وتـأدبـي
وقد كـذبوا في قـولهـم أنت حرة بلـى أمـة الرحـمن أنت فغالبي
ألا فـاتبعي أسمـاء وابنـة أحمـد عـلى دأب كـل المؤمـنات فواظبي