لعبة شد الحبل بين السعودية وإيران......!!!!من ترشح لتحرير فلسطين؟
برأيي يوجد قواسم مشتركة كثيرة بين السعودية وإيران.
ولو أن القادة في الدولتين أحسنوا استغلالها لكانت صورة المنطقة أحسن بكثير منها في الوقت الحالي،فكلاهما في الحقيقة خاسر من النظرة السلبية العميقة والعقيمة للآخر.
والمستفيد هو عدوهما الحقيقي والدائم، والاختلاف العقائدي بينهما هو أقل بكثير من اختلاف كل منهما مع الغرب الصليبي،بل إن المذهبين يتفقان في كثير من الأسس والأصول دعك من غلاة الرافضة فهم مع كونهم قلة فإنهم لايجرؤن بحال على الإعلان عن معتقداتهم .
ومن الآراء الفجة تلك التي يظن أصحابها أن إيران عميلة للغرب في حين أن الغرب ذاته يطرب لمثل هذه الآراء ويغذيها بأنواع من المفرقعات الإعلامية بين الحين والآخر.
ولاأدري مالذي يدفع البعض لمثل هذا الاعتقاد فلا يستطيعون أن يستعوبوا إذا كان لهم عدوان أن بالإمكان أن يكون بين العدوين هذين عدواة أشد !!وكان الأفضل الاستفادة من عدواتهما لبعضهما؟
وعلاقة السعودية بإيران التي تحسنت مؤخرا يرى البعض أنها لم تتحسن إلا بعد إشارة من الغرب وبالتحديد سيئة الذكر أمريكا؟إلا أنه لايوجد لاقبل تحسن هذه العلاقات ولا بعده مايشير إلى صحة هذا الراي.
وسبب هذا الزعم باعتقادي هو قابلية صاحبه للذل والمهانة فهو لايرى أن أي شئ يمكن أن تفعله أمته إلا بإملاء من الغرب الذي يسره أن يرى أمثال هذه الأفكار تنتشر بين صفوف الأمة وتصور صولته وهيمنته على كل صغيرة وكبيرة فيها.
فيصبح بوقا وخادما للغرب الذي هو أشد الناس عدواة له وهو لايدري وهذا من أعظم البلاء الذي يحل بالمسلمين.
إننا نعتقد أن إيران ليس ولن يكون لديها القدرة والإرادة لتحرير فلسطين مثلا لكن ذلك لايعني أنها غير صادقة في مواقفها تجاه هذه القضية.
والسعوديون قد يملكون الإرادة وربما القدرة يوما ما لكن ينقصهم الكثير من الأشياء.
ووبسبب ذلك فإنه لو لم يكن من القواسم المشتركة بين هاتين الدولتين إلا عدواتهما الثابتة "والحقيقية" للغرب الصليبي بخلاف دول أخرى في المنطقة.
ومع احتراف الجميع للنفاق السياسي إلا أنه من المعروف التمايز الفاضح بين تلك الدول وحتى شعوبها في هذه القضية
فبينما تجد حتى العلمانيين في السعودية لهم مواقف تصنف بأنها عدائية للغرب تجد بعضا ممن يصنفون بانهم إسلاميين بطريقة ما ـ أو إسلامويين حسب آخر صرعة لجريدة الشرق الأوسط ـ
في "دول ما"قريبة لهم مواقف متميعة وأنثوية مع الغرب وانظر مثلا إلى فهمي هويدي تعرف صدق هذا الكلام.
بالمقابل ففي إيران من المذاهب بعدد ألوان الطيف مثل تلك الموجودة ايضا في الدول السنية ،ويرى البعض أن الخلاف مع إيران ليس مجرد خلاف عقائدي بل هو أيضا بسبب أطماع إيران التوسيعة
ومسألة تصدير الثورة،وهذا مع كونه صحيحا فإنه ليس مطروحا في الوقت الحالي وإيران غارقة بمشاكلها الخاصة التي تزداد في كل يوم.
ومع أن الفساد الخلقي يزيد في إيران بأضعاف عما هو موجود في السعودية إلا أنها تبقى الدولة الأقرب في المرتبة بعد السعودية في تقنين منع ومحاربة الفساد في هذا الجانب.
ولايرى البعض أنه يجب أن يكون لهذا أثر في العلاقات بين الدولتين ،لكننا نتحدث عن القواسم المشتركة،فالعامل الثقافي له دور مهم في توطيد العلاقات الدولية كما هو معروف.
ولاشك أن إيران لم تعد مصدر تهديد للسعودية ليس من جهة مايمكن أن يفعله الإيرانيون!لكن من جهة الاستعدادات السعودية الفائقة في التسلح .
وبالتالي نعرف أن أيا من السعودية أو إيران ليش مرشحا لتحرير فلسطين .
|