معلومات عامة عن إنفلاونزا الطيور
تاريخ المرض
رُصدت أنفلونزا الطيور لدى الطيور البرية لأول مرة في القرن التاسع عشر، وتحديدا عام 1878 في ايطاليا. وفي ثلاثينات القرن الماضي ظهرت أعراض الوباء القاتل بين الطيور البرية في كل من أمريكا وآسيا. ثم اكتشفت أولى إصابات الطيور الداجنة في مطلع التسعينات في أوروبا والولايات المتحدة. ويُعرف أن المرض ينتقل بين الطيور عن طريق انتقال الفيروس المسبب، وهو فيروس يختلف كليا عن الفيروس المسبب لمرض الأنفلونزا لدى البشر، لذلك بقي الإنسان في مأمن منه حتى وقت قريب. غير أن وفاة صبي نشأ في مركز زراعي بنزلة برد غامضة في هونغ كونغ عام 1997 أدى إلى أبحاث مكثفة خرجت بنتيجة مرعبة مفادها أن نوعا من فيروسات أنفلونزا الطيور ويدعى H5N1 يمكنه الانتقال إلى البشر ويؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة.
وفي نهاية 2003 تفشت الإصابة بأنفلونزا الطيور لدى الدجاج في عدد من دول جنوب شرق آسيا، الأمر الذي أدى إلى التخلص من مائة مليون دجاجة. قام على اثرها الاتحاد الأوروبي بحظر فوري لاستيراد الطيور الحية ولحوم الدواجن. غير أن الحقيقة المفزعة التي تأكدت خلال هذا الوباء كانت إمكانية انتقال المرض إلى البشر، فلقد أصيب 117 شخصاً بهذا المرض في آسيا، وتوفي 50 آخرين على أثرها. وفي مطلع 2004 رُصدت حالات إصابة بأنفلونزا الطيور في الصين وتايوان واليابان وكمبوديا ولاوس. كما ظهرت حالات في ماليزيا واندونيسيا. ويرجح أن الإصابة تنتقل حاليا من خلال الطيور المهاجرة. وفي آب/أغسطس الماضي اكتشف الفيروس في روسيا وكازاخستان ومؤخرا في تركيا، واليوم يصل إلى رومانيا.
خطر انتقال العدوى
اكتشف العلماء أن فيروس أنفلونزا الطيور يبقى مدة طويلة في أنسجتها حتى بعد موتها، لذلك تتركز طرق الإصابة بالمرض في الاتصال المتكرر مع الطيور المصابة. فتنتقل العدوى عن طريق الجهاز التنفسي، مثل استنشاق افرازات الطيور، أو عن طريق العيون، حيث يلتصق بها الغبار أحيانا. ولا يوجد خطر من انتقال العدوى عن طريق الجهاز المعوي، أي عن طريق تناول لحوم الطيور المطهية، حيث لا يحتمل الفيروس درجة الحرارة العالية. ولا تختلف أعراض المرض عن الأعراض التقليدية لمرض الإنفلونزا مثل السعال، ارتفاع درجة الحرارة، ضيق في التنفس، تخثر في البلغم...الخ.
وحتى الآن لا توجد شواهد ثابتة على انتقال المرض من الإنسان إلى الإنسان، غير أن الخبراء يخشون من حدوث أسوأ الاحتمالات، وهو أن يتحد فيروس H5N1 بعد دخوله جسم الإنسان مع أحد فيروسات الأنفلونزا البشرية وينتج عن ذلك نوع جديد شرس من الفيروسات تحمل صفات جينية جديدة ويكون باستطاعتها الانتقال بين البشر بشكل يصعب السيطرة عليه. ويشير الحرفان المستخدمان في اسم الفيروس إلى نوعين من البروتينات يدخلان في تركيبه: بروتين هيماجلوتينين (H) وهو المسئول عن اختراق جدار الخلية الحية والإتحاد معها، أما البروتين الآخر فيدعى نويرامينريز (N) ويعزى إليه إطلاق أنواع جديدة من الفيروس غير المعروفة عن طريق طفرة جينية وهنا مكمن الخطورة.
سبل الوقاية
تقدم الأمصال طريقة فعالة في الوقاية من الأنفلونزا بشكل عام. ونظرا لتغير طبيعة الفيروس المسبب للمرض من موسم إلى آخر فإن منتجي الأمصال ينتظرون التقرير الموسمي لمنظمة الصحة العالمية والذي يتضمن وصفا للفيروسات المتوقعة، وعلى ضوءه يحددون التركيبة الكيميائية للأمصال. وتمكن الأمصال جهاز المناعة من سرعة التعرف على الفيروسات وإنتاج المضادات الحيوية اللازمة لمكافحتها.
غير أن الأمصال الموسمية لا تستطيع التعرف على فيروس H5N1 بعد، وتجرى في هذا السياق أبحاث متطورة في معاهد البحث العلمي لاكتشاف لقاح واقي. من ناحية أخرى اكتشف علماء أمريكان أن استخدام الأمصال الموسمية يقي من الفيروس الهجين الذي تسبب في وباء الانفلونزا الاسبانية عامي 1918-1919 وراح ضحيته 40 مليون شخص. لذلك فان التطعيم لا يزال يعد حلا عمليا لمقاومة انفلونزا الطيور فكلما قلت الفيروسات التي يمكن أن يتحد معها فيروس انفلونزا الطيور كلما قلت امكانية ولادة جيل شرس من الفيروسات الجديدة.
منقول من بريدي
__________________
أنا عندي من الأسى جبلُ
يتمشى معي و ينتقلُ
أنا عندي و إن خبا أملُ
جذوةٌ في الفؤاد تشتعلُ
|