حذيفة عبد الله عزام: بعد اغتيال والدي انفرد أرباع المتعلمين كل بمجموعة وحملوا السلاح بدون أن يحملوا العلم
نجل الأب الروحي لأسامة بن لادن لـ«الشرق الأوسط»: نظام الحكم في السعودية أفضل نظام قائم وهو الوحيد الذي يطبق الشريعة الإسلامية
حوار: محمد الدعمة
[size=5]* أعمال الزرقاوي في العراق مخالفة للدين وتمنح الأميركان مبررا للعنف
* الظواهري متشدد ولا يمكن الخوض في حوار معه وعملياته ضد مصر انتقام من فترة السجن
حذيفة عبد الله عزام، 35 عاما، ولد في مصر وعاش في مختلف بقاع الارض مع والده عبد الله عزام، الأب الروحي لأسامة بن لادن، «والمجاهدين في افغانستان ضد الغزو الشيوعي» في اواخر السبعينات والثمانينات. تتلمذ على يد والده ويحمل ثلاث درجات جامعية في الشريعة الاسلامية واللغة العربية واللغة الانجليزية، ودرجتي الماجستير في العربية والشريعة الاسلامية.
التصق بابن لادن 12عاما في افغانستان ويعرف ابو مصعب الزرقاوي وايمن الظواهري عن قرب ويختلف معهم في امور مفصلية، ولكنه يحذر ان يكفر احدا منهم. ويعتبر اعمال العنف في الدول العربية اعمالا اجرامية بحق البشرية وهو ضد قتل المدنيين والاجانب. في حوار اجرته معه «الشرق الاوسط» استنكر حذيفة عزام بشدة العمليات التي استهدفت المملكة العربية السعودية ومصر والاردن وتبرأ من هذه الافعال التي وصفها بالاجرامية. وقال ان ابن لادن موجود حاليا في افغانستان واذا خرج منها يفقد قوته وان اعمال الزرقاوي في العراق وجهت طعنة الى القضية العراقية. وفي ما يلي نص الحوار:
* باعتقادك لماذا زج باسم والدك في العمليات التي وقعت في مصر والأردن أخيرا؟
ـ دعني اذكر في البداية أن الشباب العرب الذين كانوا حول عبد الله عزام لم يقوموا بأية عملية ضد أي دولة عربية أو حتى غربية باستثناء الجهاد ضد القوات الشيوعية في أفغانستان، لأنه ضبط الساحة ضبطا محكما وكان رجلا حصل عليه الإجماع في حياته وبعد مماته، ولم يجرؤ احد على إظهار العداوة له أو على إظهار الخلاف معه لأنه كان رجلا ذا حجة واستطاع إسكات الشباب المتحمسين للقيام بمثل هذه العمليات وأولئك المنافقين والمتنطعين الذين كانوا يطبلون ويزمرون. أسكتهم جميعا، ولكن اغتياله كان مقدمة لتمزيق الساحة وتشتيتها وتفريقها وخروج كل جماعة بفكر معين. وبينما كانت هناك مضافة واحدة للجميع في حياته أصبحت هناك 20 مضافة إحداها لليمنيين والأخرى للمصريين والثالثة للجزائريين وهكذا. وكل فئة أصبح لها رأس، ومعظم هؤلاء مع الأسف من أرباع المتعلمين ويا ليتهم من أنصاف المتعلمين على الأقل.
والطامة الكبرى أنهم حملوا السلاح قبل إن يحملوا العلم، ولم يتوفر لديهم علم أو فكر يضبط سلاحهم ويوجهه الوجهة الصحيحة وحيث ينبغي أن يوجه.
* صدرت عنك تصريحات بعد عملية العقبة قلت فيها إن منفذي هذه العملية إرهابيون والإسلام بريء منهم. هل كان هذا هو نص تصريحك؟
ـ لقد قولَّتني بعض الصحف ووسائل الإعلام ما لم اقل، واتحدى أن يظهر احد التسجيل الذي سجلت عليه المقابلة، إنهم كمن قال «ويل للمصلين» وصمت، لأنني بصراحة ارفض مصطلح الإرهاب، فهو مصطلح معوم، فحتى الآن لم يتم الاتفاق على تعريف ومعنى شامل للإرهاب، فهناك فرق بين المجاهد الذي يقاتل ويدافع عن أرضه ووطنه في العراق وفلسطين وأفغانستان ضد الاحتلال الذي هو مخالف للقوانين الدولية قبل مخالفته للشريعة السماوية، ونشمل بذلك الطفل الذي يحمل الحجر ويقابل الدبابة الإسرائيلية في غزة، والمجاهد الذي يقاتل في أفغانستان لإجلاء المحتل عن أرضه. لهذا فان مصطلح الإرهاب معوم ولا يوصف به غالبا إلا المسلمون ولا يوصف به اليهودي أو الاميركي إذا قتل ودمر واحتل الأراضي بالقوة، لهذا فانا أرى أن ما يسمى بمقاومة الإرهاب دوليا ما هو إلا غطاء لاستباحة دماء المسلمين.
* لكن ما رأيك في عملية العقبة؟
ـ هي عملية اجرامية ليست ذات هدف او مغزى، فالخسارة كانت في صفوف المسلمين ولم نستفد منها شيئا. ماذا فعل هذا الذي اطلق الصواريخ واين سقطت؟. ان اصابة الابرياء لا يقبلها أي كان وفي أي حال من الاحوال. كذلك بالنسبة للاعمال التي جرت في المملكة العربية السعودية وفي مصر أخيرا، فهي عمليات اجرامية استباحت دماء المسلمين.
* هل نفهم من كلامك ان نهج الوالد عبد الله عزام كان مختلفا عما يقوم به من تبنوا اسمه لدى قيامهم بهذه العمليات؟
ـ دعني أوضح لك في البداية أننا كنا نقسم على كتاب الله، قبل عمليات التدريب في أفغانستان، على أننا لن نستخدم هذا التدريب وهذه التقنية التي نتعلمها ضد أي دولة عربية أو إسلامية أو ضد أي نظام حكم عربي أو إسلامي. وكان والدي يشترط على كل من يتدرب عدم استخدام السلاح في هذا المجال، وهذه هي المدرسة التي تربينا بها وما زلنا.
وأنا شخصيا خريج مدرسة جهادية وما زلت على قناعتي، ولكني أخالف مخالفة تامة من يقومون بعمليات إجرامية في السعودية ومصر والأردن أو أي دولة عربية، وأخالف مخالفة شديدة هذا النهج الذي جنح الى الغلو والتطرف بدون أن يحدد هدفا واحدا واضحا.
مع ذلك فانا لا اسمي هؤلاء إرهابيين. ولكني اسميهم مخلصين بلا عقل، عملهم بلا عقل ولا انضباط وكل أعمالهم تصب في غير مصلحة الدين والأمة. فقتل الإنسان بغير حق جريمة بل هو اكبر الجرائم في شريعة الله. وكما ورد في القران الكريم «.. من قتل نفسا بغير نفس أو فسادا في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا»، والآيات القرآنية التي تتحدث عن تحريم قتل النفس لم تذكر إذا كانت هذه النفس مسلمة أو غير مسلمة وبخاصة من استأمن من الأجانب ودخل ديار المسلمين.
وأنا اشدد على أن الهجمات في الدول العربية أعمال إجرامية.. ووالدي ألف كتابا كاملا بعنوان «جريمة قتل النفس المسلمة» والغريب أن وسائل الإعلام لا تهتم بإبراز مثل هذه الكتب أو الآراء التي تتضمنها. كما أن فكر والدي في الشمال، وأفكار من يتحدثون باسمه في أقصى الجنوب، أو كما يقولون أفكاره في واد وأعمال من يتحدثون باسمه في واد آخر.
الزرقاوي التباس الفكر
* هل التقيت بأبي مصعب الزرقاوي خلال وجودك في أفغانستان أو بعد ذلك؟
ـ عرفت أبا مصعب الزرقاوي والتقيته أول مرة في أفغانستان عام 1990 وكان شخصا عاديا، حديثَ العودة للإسلام، ولم يكن لديه الإلمام الكافي بتعاليم الدين. وفي تلك المرحلة حدثت فتنة بين المجاهدين العرب وطالبان، عندها قابلت أسامة بن لادن وقلت له ما العمل قال «أنا سأذهب إلى السودان» وبدأ المجاهدون العرب العودة إلى بلدانهم وبعضهم اختار الذهاب إلى طاجيكستان والبوسنة والهرسك والشيشان. أما ابو مصعب الزرقاوي فقد عاد إلى الأردن، وفي عام 1993 سجن في قضية بيعة الامام وخرج بالعفو العام عام 1999، واذكر انه اول ما خرج وتيسرت امور سفره عاد الى افغانستان. وانا شاهد عيان على ان ابا مصعب رفض في بداية الامر الانخراط في صفوف القاعدة او طالبان واقام معسكرا له على حدود ايران في منطقة هرات وصار يدرب ويتدرب حتى كانت أحداث 11 سبتمبر، ومجددا رفض ابو مصعب الالتحاق بصفوف القاعدة اكثر من مرة ثم انتقل الى العراق وبقي هناك.
<******>drawGradient()******>
........يتبع