السلام عليكم ورحمة الله
أنقل لكم -إخواني- أخبارا من واشنطن -عاصمة العالم وبؤرة فساده- شاهدها بأم عيني، وعشتها دقيقة دقيقة.
كنت قد ذهبت أمس إلى العمل وكان اليوم مشمسا دافئا على غير عادة في هذا الوقت من السنة، وكانت الأمور طبيعية حتى أنني تكلمت مع أخي جمال حمدان على المسنجر قبل الرابعة بدقائق وكان يتألم قليلا من ظهره، فاتفقنا أن نعاود الإتصال بعد ساعتين ونتحدث في بعض الأمور. (ولعلنا لم نقل إن شاء الله)
وفي تمام الساعة الخامسة والنصف، وفي خلال دقائق، تجهم وجه السماء، وأظلمت علينا الدنيا، وبدأت الرياح يسمع لها دوي، وبدأت الأمطار تقصف المباني والسيارات والمشاة، وإذا بالأفق زوبعة كبيرة، تضيق عند سطح الأرض، وتمتد أبعد من أنظارنا في السماء.
وبدأت هذه العاصفة تفتك بالأرض، وكأنها سوط من أسواط العذاب سلطها الله على هذه المنطقة، وما كان منها إلا أن همـّت برفع الأشياء عن مستوى الأرض، وقذفها بشتى الاتجاهات، لا تقيم وزنا لما يقف في طريقها، حتى أننا رأينا نصب أعيننا شجرة يبلغ قطرها القدمين، تقصف كأنها عود نخـِر، ركلته بقدمك، وقد سمعنا عبر المذياع، أن منطقة الجامعة والتي تبعد عنا ما لا يزيد على الثلاثة أميال، قد مرت بها هذه الريح، فحملت سيارة وقذفت بها في الغابة قاتلة راكبيها، وقد تسببت بتكسير جميع النوافذ في بنايات الجامعة، وتسببت بكم هائل من الخسائر لا يعلمه إلا الله.
وعلى رغم أن العاصفة لم تبقى إلا دقائق، فإننا رأينا بعدها الشارع العام في المنطقة تتوقف السيارات فيه بلا حراك لساعات، حتى أن طريق العودة إلى البيت والذي يستغرق عشرين دقيقة من الوقت، أخذنا أكثر من ساعتين. وقد تسببت العاصفة بفقدان الإنارة (الكهرباء) في 27 ألف منزل في المنطقة، وقتل اثنين وجرح أكثر من خمسين شخصا، وخسائر مادية لم يصرح بها بعد. وقد أغلقت الجامعة اليوم، وأغلقت كثير من المحلات التجارية في المنطقة، ولا يزال بعض الطرقات مغلقة لتنظيف بقايا الإعصار.
والسؤال الآن، ماذا يحدث إذا استبد الكفار، وأرادوا أن يحاربوا ضعفاء المسلمين، ويقتلوا الأبرياء، بل ويتخيروا على أي الدول الإسلامية يفرضون سيطرتهم، وماذا يحدث عندما يقول كاتب يهودي حقير في مجلة بالإنجليزية، إذا أردتم إيقاف الإرهاب فعليكم أن تضربوا معلما من معالم المسلمين، وهناك منارتان تحيطان بصندوق أسود، يعبده المسلمون ويتوجهون إليه في صلواتهم، فاضربوه فإن المسلمين بعدها لن يستطيعوا أن يتوجهوا بصلاتهم إلى إله الخراب (والعياذ بالله). ماذا يحدث عندما يغتر الكفار بقوتهم، ويحسبون أنهم في مأمن من الله....
[أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ
تَمُورُ {16} أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباًفَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ {17} الملك]