أوجزت هنا نبذة سريعة لتبيان ماجهله شباب اليوم أمثال الأخوة السابق ذكر أسمائهم
و الله أعلم بالسرائر , أهذا جهلا أم تعمد للكذب و تدليس الحق على المسلمين ,
و قد قمت بحذف بعض العبارات النابيه من نقلى هنا و أكرر أن هدفى فقط تبيان الحق
و الحقيقة لأخوة لنا
مقدمة :
في مطلع هذا العام الهجري الجديد (1425ه( تكون قد مرت على انتفاضة الحرم خمسة وعشرون عاماً، عاشها المؤمنون على امتداد الوطن الإسلامي في صراع مرير مع أنظمة التبعية والعمالة من أجل بناء دولة الإسلام، وتطبيق حكم الله في الأرض.. خمسة وعشرون سنة هي قليلة بعمر الزمن، ولكن ذابت فيها أحداث قرن، فكانت بمثابة منعطف قلب المعادلات السائدة، وها هي بشائر الأمل تلوح في كل قطر إسلامي، على أن دين الله باق وأن الطواغيت إلى زوال..
خمسة وعشرون سنة كافية لدراسة الانتفاضة العظيمة التي فجرها المؤمنون في مكة المكرمة، بعيداً عن الأجواء المشحونة بالانفعالات والتضليلات التي صبها الاعلام الفاسد كالسيل في آذان المسلمين..
وهذه الدراسة لحادثة الحرم والتي نستعرض فصولها في هذا العدد من المجلة، هي بمثابة تخليد لذكرى الشهداء، وهي بالدرجة الأساس ليس هدفها تغيير القناعات التي تشكلت بسبب الغموض والدعاية المضللة فحسب، وإنما هي أيضاً محاكمة لأقطاب النظام السعودي وجرائمه معتمدين في ذلك على أقوالهم وتصريحاتهم وأفعالهم أيضاً..
إنها دراسة لا تستهدف التبرير أو الدفاع عن باطل.. بل هي دفاع عن قناعات حقة.. فالانتفاضة ـ وكأي انتفاضة ـ لها أخطاؤها، ولها سلبياتها، لكن ما يهمنا هنا أنها قامت للدفاع عن حق مشروع بل وواجب، وإذا كان هناك خطأ ما، فإننا نتخذ من كلام الامام علي (عليه السلام) جواباً على هذا الاشكال.. لقد قال الامام: (ليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل بأصابه)..
آل سعود طلاب باطل، طلاب سلطة، ومستعدون لمقاتلة وذبح أي كائن كان من أجل الحفاظ عليها.. لقد أصابوا الباطل حينما قتلوا المؤمنين في الحرم، وقتلوا معهم جموع الحجاج.. وزادوا على ذلك بأن شوهوا ـ أيما تشويه ـ أهداف الانتفاضة ودوافعها، واستخدموا كل الوسائل لقلب الباطل حقاً، والحق باطلاً.. وهذه الصفحات تحوي تفاصيل الباطل السعودي الذي روجوه عبر إعلامهم للعالم الإسلامي لتأييد مواقفهم ضد طلاب الحق.
تمهيد:
الحدث.....في فجر مطلع القرن الخامس عشر الهجري، الموافق ليوم الثلاثاء 1/1/1400ه ـ 20 نوفمبر 1979م، سيطرت مجموعات من الأشخاص ينتمون إلى جماعة (الدعوة المحتسبة) التي هي امتداد لحركة (الاخوان)[1]، على الحرم المكي الشريف واعتصمت بداخله، يرافقهم في ذلك نساؤهم وأطفالهم..
وقد أصيب النظام السعودي بالذهول من هذا الحدث.. وحاول فرض تعتيم إعلامي على الحدث ومنع تسربه للخارج، وقام بعدة إجراءات ابتدأت بالصمت وعدم الاعلان عن أي شيء، وانتهاء بغلق المطارات، وقطع الاتصالات الهاتفية بالخارج..
لكن وبعد اقل من عشرين ساعة، سمع العالم بما حدث من خلال إذاعة صوت أميركا التي هي أول إذاعة أعلنت النبأ.. وقد تسرب الخبر إلى سفارة واشنطن في جدة، فأعلنت وزارة الخارجية الأميركية (أن ما يتراوح بين 60 ـ 100 شخص يحتجزون 30 رهينة في أحد مساجد مكة).. وأضاف الناطق بإسم الوزارة (هودنغ كارتر) أن (مجموعة غير معروفة الانتماء استولت على المسجد، واحتجزت رهائن فيه، وقتلت شخصية حكومية سابقة. وقد تكون هذه المجموعة من المذهب الشيعي).. وفي اليوم التالي مباشرة نشرت الخبر العديد من الصحف الأجنبية والعربية[2]..
وفي صباح اليوم التالي (الأربعاء 21/11/1979م) أشارت جريدة النهار إلى أن مراسلي وكالات الأنباء في الكويت والامارات والبحرين وغيرها، قد أعلنوا بأن الاتصالات الهاتفية مع السعودية قد قطعت لأسباب مجهولة..
وقد جن جنون الحكم السعودي، فأميركا التي هي الحليف الأول كسرت جدار الصمت الذي أراد فرضه على الأحداث.. لدرجة أن أقطاب الحكم السعودي اشاروا أكثر من مرة إلى امتعاضهم ولومهم لهذا الاعلان.. فقد أعلن وزير الداخلية نايف بأن (التصرف الأميركي لم نجد له التفسير الكافي حتى الآن.. وهو مؤسف.. بالاضافة إلى أنه تصرف لا مبرر له حتى الآن)، وقد كرر الوزير مرة أخرى امتعاضه هذا في مقابلة له مع جريدة السفير البيروتية في (10/1/1980)..
إن الاعلان الأميركي عن النبأ أحرج الحكم السعودي بدون قصد، كما أنه يوضح مدى متابعة ومراقبة ونشاط سفارة أميركا في البلاد..
ومن جانب آخر، وبسبب الاحراج، اضطر آل سعود إلى إعلان النبأ مشوهاً إلى العالم، خوفاً من أن تفهم الأحداث بخلاف وجهة النظر السعودية، وحتى تكون المصادر الاعلامية السعودية هي المصدر الوحيد للأنباء.. خاصة وأن الحكومة السعودية منعت الصحفيين من الدخول إلى البلاد، وقطعت الاتصالات عنهم حتى لا يبلغوا عن أي أخبار..
إذن ـ وبوجهة النظر السعودية ـ ليس هناك مشكلة.. فالاعلام وأجهزته هو سعودي مسعود، ولن ينقل سوى البيانات الرسمية، ويعكس وجهة نظر الحكومة، وأما العالم الاسلامي فعليه الانتظار لما تجود به قريحة وزارة الداخلية من بيانات ملؤها الشتائم والاتهامات الباطلة.
ومع هذا.. لم تستطع السلطة السعودية ، أعطاء وجهة نظر واحدة تجاه الموضوع.. فالبيانات تتناقض مع نفسها، والتصريحات التي اطلقها المسئولون باستمرار يناقض بعضها ومع هذا.. لم تستطع السلطة السعودية ، أعطاء وجهة نظر واحدة تجاه الموضوع.. فالبيانات تتناقض مع نفسها، والتصريحات التي أطلقها المسئولون باستمرار يناقض بعضها الآخر.. فهذا ينفي وذاك يؤيد، وثالث يصحح، ورابع يجمع بين المتناقضات، وهكذا دواليك..
وإلى كتابة هذه السطور، لا يستطيع أي باحث أن يخرج بنتيجة واحدة مما قاله مسئولو النظام.. بل إن معهد الدراسات الاستراتيجية، قالت في معرض دراسة لحادثة الحرم، أنه لا يمكن أبداً الاعتماد على البيانات الرسمية السعودية في تحليل ما حدث.
وسوف نلقي في هذا البحث المزيد من الأضواء الكاشفة على التخطيط الاعلامي السعودي الذي لم يشهد له مثيل، والذي يبين واقعه دجل الاعلام السعودي ورجاله..
[1] ـ حركة الاخوان، هي حركة تختلف كلية عن الاخوان المسلمين.
[2] ـ من بينها صحيفة النهار البيروتية (21/11/1979م).
الفصل الأول .... ويشمل :
هوية الثائرين
الثوار كما يعرفهم آل سعود
بداية الأخوان وبداية الدولة السعودية
إحتلال الحجاز والنهاية
البعث الجديد
العودة من جديد
الإنشقاق