الزمان لن يعود ولكن المستقبل آتٍ بإذن الله تعالى ...
الرسام الأحمق والذي يقيم في مكانه النائي حد التجمد، والذي كعادة كل ابناء الحضارة الشقراء يعاني من ضجر مزمن له علاقة بدسم الحضارات التي تعاني من تخمة المتاح في تبغ الحانات، وخلاعة الأزقة، وأفلام البورنو، والتعدد الغبي للأبقار حد تسويق مقالة "دلل أبقارك"، ومن تعدد أنواع الخمور والأجبان، ومن فائض المعتقدات، ومن فائض الحريات.
الرسام الأحمق الذي عادة ما يدخل مبنى صحيفته مساء كل يوم، يحاول كل يوم أن يصطاد فريسته الكاريكاتورية، كان يجلس في مكتبه في ذلك المساء الكانوني وهو يفكر في هذا الحضور المهيمن للإسلام في ميديا العالم.
الرسام الأحمق الذي يعمل في صحيفة "غيلاند بوستن" الدنماركية لا بد وأنه كان يعاني في ذلك المساء من تداعيات اعلامية بدأت عند انتهاء الحرب الباردة، والتبشير بالعداوة المقترحة والإفتراضية مع الإسلام، من خلال اصراع الذي اقترحه هينتنجتون في كتابه "صراع الحضارات"، واختزالات "فوكوياما" عندما أوصد باب التاريخ بكراسة.
الرسام الأحمق الذي حُقن مبكرا برسوم المستشرقين المدججة بالحقد والتمهيدات الإحتلالية، وحقن وريده بفكرة أن الأمة الإسلامية جمعاء قامت بالتخطيط لتدميرات أبراج نيويورك.
الرسام الأحمق الذي ذهب في خبطته الصحفية حد إستحضار وتشويه صورة الرسول العربي الأمين صلى الله عليه وسلم في رسوم كاريكاتورية.
الرسام الأحمق حين فعل هذا، لم يدر أنه بفعلته هذه أنه تحرش بحضارة كاملة أغدقت على العالم قطافها وما تزال.
الرسام الأحمق الذي شوه صورة اعظم رجال التاريخ، لم يدر أنه بفعلته هذه قد تحرش بمليار ونصف مسلم، ما زالوا يقيمون فوق سجادة الصلاة.
الرسام الأحمق والذي يعينه كثيرون من الحمقى أمثاله من رئيس تحريره ليصل إلى حكومته وملكته التي يسجد ويصلي لها والذين يدعموه من شاكلته في أوروبا.
وأن الأرض سيزلزل زلزالها.
هل من رسام إسلامي يرسم ملكتهم تعاشر أبقارهم بدعوى حرية صحافة؟؟!! لتشكل إلينا الأمم المتحدة لجنات وعقوبات وهل من يرسم البابا وهو يعاشر Opreh الشمطاء ساعة ليل وهدوء صافية؟؟؟!!! ...
وهل هذه حرية صحافة؟؟؟!!! يا من تدّعون التقدم ... ( على سيرة مجلس الأمن وقراراته هل لاحظتم أن معظم قرارات مجلس الأمن تكون ضد دول عربية او إسلامية فقط ولمصالح أوروبية والسؤال الذي يدور في رأسي هنا ما هو القرار رقم 300 وضدد أي دولة إسلامية سوف يوجه؟؟؟!!! )
كل هذا ورئيس وزرائهم يحاول أن يجعل القضية قضية صراع ما بين الغرب والشرق في مؤتمره الصحفي الأخير وذلك بكل مكر وخبث ...
الصحف والفضائيات أصبحت تتناوب على نشر الرسومات التي استفزت مشاعر المسلمين واساءت للرسول بحجة حرية الرأي, ورغم ذلك هناك من يعبِّر عن دهشته واستغرابه لردة الفعل العربية والاسلامية ضد حملة التشويه والاساءة لرمز المسلمين ونبيهم الكريم!!
كنا نتوقع على أقل تقدر ان يرتفع اكثر من صوت غربي يدين هذه الحملة ويستنكر هذه الاساءة المتعمدة والتي تتكرر يومياً عن سابق تصميم وقصد والتصدي لها او الاعتذار عنها من أجل التهدئة, ولكن ما نراه هو أشبه بالتصعيد بلا مبرر وبحجة واهية هي حرية الرأي أو حرية التعبير في حين أننا نعرف جيداً ان تلك الحكومات والدول استصدرت قوانين تحد من حرية الرأي والتعبير في اوقات كثيرة ولأسباب عديدة او ان تلك الحكومات تنتهك حرية التعبير عندما يكون الأمر متعلقاً باليهود او باسرائيل, حتى أنها ترفض ان ينشر في وسائل اعلامها ان الصهيونية حركة عنصرية أو الكتابة حول »المحرقة«!!
أيضاً انتهكت تلك الحكومات الحريات العامة وحقوق الانسان ومارست تمييزاً دينياً وعرقياً ضد العرب والمسلمين في الدول الغربية باسم الحرب على الارهاب... ومنعت إرتداء الحجاب للمسلمات ... وها هي الآن تصمت او تدافع عن الاساءة لرمز المسلمين باسم حرية التعبير...
يبدو ان العقلاء والحكماء غير المنحازين او المتشددين في الغرب اصبحوا قلة بل معدومون لان الغالبية اصيبت بفيروس الكراهية والتمييز العنصري...
حيث نجد هناك من انتقد او أدان ردود الفعل الغاضبة في بلاد المسلمين دون ان يدين او يشجب نشر الرسومات المسيئة التي استفزت مشاعر المسلمين والعرب, هؤلاء يجب ان يعلموا جيداً انهم بموقفهم هذا يصبوا الزيت على النار ويساعدوا على تصعيد وتأجج مشاعر الكراهية والحقد والعداء بين الشعوب واحداث شرخ ثقافي وحضاري بين الشرق والغرب بدل الحوار والتعاون الذي يخدم الانسانية.
وأخيراً أقول وبملىء الفم لا تضحكوا على أنفسكم وعلينا بإعتذار فالزمان لن يعود ولكن المستقبل آتٍ بإذن الله تعالى ...