سلمتما
--------------------
http://www.islammemo.com/KASHAF_9/adab/adab_1.htm
الجرأة والتهجم على الخالق جل وعلا عند شعراء الحداثة
المجتمع 5/6/1422 هـ
بينت نصوص القرآن الكريم والسنن المطهرة أن الله سبحانه وتعالى واحد لا شريك له , ولا شيء مثله , ولا شيء يعجزه ولا إله غيره , هو الأول والآخر والظاهر والباطن لا يفنى ولا يبيد ولا يكون إلى ما يريد لا تبلغه الأوهام , لا تدركه الأفهام ولا يشبه الأنام ، حي لا يموت قيوم لا ينام – من متن العقيدة الطحاوية – ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) "الشورى 11" .
ولقد حرم الله الافتراء عليه وجعله من المهلكات والموبقات , حيث قال سبحانه ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) "الأعراف 33" .
والإيمان بالله أحد أركان الإيمان الستة , فمن كفر بواحد من هذه الأركان فقد كفر بالإيمان ( ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين ) "المائدة 5" , ولقد ظهر الشعراء الحداثة في هذا العصر ببدعة الهجوم على البارئ العظيم في أبياتهم الشعرية , التي هي من وحي الشيطان .
يقول عبد العزيز المقالح : صار الله رماداً صمتاً رعباً .. في كف الجلادين .. حقلاً ينبت سبحات وغمائم .. بين الرب والأغنية .. الثورة .. والرب القادم من هوليود .. كان الله قديماً .. حباً كان سحابة .. كان نهاراً في الليل .. أغنية تغسل بالأمطار الخضراء وتجاعيد الأرض !! (المجلة العربية عدد شعبان 1405هـ) .
إلى أي حد وصل بالشاعر التبجح على الله , إن كفار قريش لم يقولوا بهذا وما عرفوا الله إلا خالقاً لهم وللمخلوقات ( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون ) "الزخرف 87" , ثم يأتي المقالح فيقول : كان الله قديماً .. حباً كان سحابة .. كان نهاراً في الليل .. فيفسح له المجال ويكتب ما يريد , ثم يكون رئيساً لجامعة صنعاء , كما أعطي طه حسين عمادة الأدب العربي بعد ما جنى عليه , هذه هي حرية الرأي التي ينادي بها أساطين الحداثة !! ها هي ذي تجني كفراً بواحاً .
والشاعر الآخر أدونيس يقول : كاهنة الأجيال قولي لنا شيئاً عن الله الذي يولد .. عن جماجم السماء , وهذا شيوعي نصراني باتفاق , وأدونيس اسمه أحمد سعيد ترك مذهبه واعتنق النصرانية ومنح درجة الدكتوراه في جامعة القديس يوسف في لبنان , وهو هنا يقول عن الله : إنه يولد من جماجم السماء ! والله يقول ( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) "الإخلاص" ويقول ( أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء ) "الأنعام 101" , هذا أدونيس الذي يكتب وينادي : أريد أن أقتل الله ! – تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً .
ومنهم صلاح عبد الصبور الذي يقول : في الحميم دحرجت روح فلان .. يا أيها الإله كم أنت قاس وموحش .. يا أيها الإله .
ويقول : أين ؟ أين عطائي يا رب الكون ؟ .. ها أنا أتعثر ما بين البابين .. ها أنا أسقط في البابين .. أين ملاكك ذو المنقار الذهبي .. كان يوافيني أعقاب الليل المسحور .. وفي ألم كالهزة يا رب ينزعني ما بين ندامي دار الندوة – من ديوان الإبحار في الذاكرة (دار الشروق 1406هـ ص 43 – 48) .
إن فكر صلاح عبد الصبور هو فكر المرحلة التي انبثقت من أوروبا على يد ماركس وسارتر اللذين كانا جسدا الحداثة المنطلقة من الغرب سواء من السوربون أو غيرها إلى فلذات أكبادنا , وعبد الصبور أحد المراسلين الأذكياء الذين نقلوا الفكرة من أدق أبوابها من الشعر والرواية فكان شاعرهم وراويهم المترجم . وها هو ذا يصف الله بالقسوة في أسلوب ساخر تعالى الله وتقدس ( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون. لا تعتذوا قد كفرتم بعد إيمانكم ) "التوبة 65" .
ويقول نزار قباني : رأيت الله في عمان مذبوحاً .. على أيدي رجال البادية غطيت وجهي بيدى يا تاريخ .. هذي كربلاء الثانية (نزار قباني ديوان لا ص 119) . هذا هو نزار يا من بجلتموه وأطريتموه , ها هو ذا يسب الله عدواً بعلم , هذه هي حقيقته ! إن الذي يؤمن بالله عز وجل إيماناً صادقاً سيعزف عن فكر نزار وعن شعر نزار إن قوله : رأيت الله في عمان مذبوحاً على أيدي رجال البادية أعظم من قول اليهود ( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ) "المائدة 64" .
لقد دخل نزار قباني إلى قلوب بعض ضعاف النفوس من جهة شعره وغنائه للمرأة وأبياته الساخرة فيها , فأعجب المثقفون به , وما علموا أنه يدس السم في الدسم حتى نزع حجاب المرأة بشعره تباعاً لقاسم أمين الذي خلع حجابها بنثره .
ويقول محمود درويش : نامي فعين الله نائمة عنا .. وأسراب الشحارير (ديوان أوراق الزيتون ص48) وهذا الأخير عضو الحزب الشيوعي الفلسطيني أيضاً يسيء الأدب مع الله بهذه المعاني البذيئة , إن هؤلاء الشعراء ومن سار على خطاهم واتبع نهجم رسموا لشبابنا الفكر الماركسي والإلحادي فكتبوا بالعربية وفكروا بالفرنسية الشيوعية واللادينية ( وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله ) "الحشر 2" .
يحي بن صديق يحي حكمي