مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 03-02-2001, 05:56 AM
SAAMY SAAMY غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 6
Post قراءة في ( الشيب والقلب ) للشاعر سمير العمري

يسعدني أن أتعرض في هذه العجالة لقصيدة الشيب والقلب للأخ الشاعر : سمير العمري
وكعادتي دائما أحاولُ الغوص في أعماق الشاعر إن وجدت لذلك سبيلا لأُسلطَ الضوء - بقدر المستطاع- على ما تحتويه قصيدته في متنها من صور وبديع ناظرًا في الصدر ومارًا بالحشو ومنتهيا بالعجز ... فقد قرأت بعض مشاركات للشاعر سمير وأحب أن أُسجل هنا إعجابي بكثير مما قرأت .... إذن لنبحر سويا( في ) الشيب والقلب وليس( مع ) الشيب والقلب ..

وأضاءتِ الشمسُ الظلامَ بمفرقي
............................ شيبـاً تلألأ في الصبــاح المشرق

وأضاءت الشَّمسُِ ...أي جرأة في استهلالٍ بدون أي مقدماتٍ بواو كانها أداة نداء ! هي تختلف عن قول الشعراء ..وقائلة .. أقول وكانها أداة نداء لأن الشاعر أراد أن يجذب انتباه قارئه كالذي ينادي على شخص ما ليقول له شيئا .. فواو استهلال القصيدة هذه تدل على أن الشاعر كان مشغولا بأمر ما قبل نظمه للقصيدة ولا مناص من الجزم بأن هذه الواو كانت وليدة لمخاض في ذهن الشاعر وهذا المخاض أتى بوليدة قوية البنية ولا أراها تحبو حيث سمى الشاعر وليدته الشيب والقلب ..
أضاءت الشمس شيبا تلالأ رغم نور الصباح .. هل كان الشاعر ينظر لوجه حبيبته ورأى به انطباعات توحي له بأنه تقدم في السن ..هل كان ينظر بمرأة من زجاج وفضة ورأى بياض شعر رأسه أم كان ينظر بمرأة قلبه ... إنني أستبعد الاحتمال الأول وأُرجِّحُ الثاني ولا أُهمل الثالث كثيرًا ..

ولكن ما الذي كان يختلج في نفس شاعرنا من هواجس وظنون في حينها ؟؟ أهو التحسر أم الندم أم الجزع ؟ وكيف تناول الشاعر هذه الهواجس بل كيف خاطبها ..فلنرَ ..
لا تجزعي يا نفسُ مِنْ هذا الذي
........................... كالفجــرِ يبزغُ بعد ليــلٍ مغـدقِ
ما هذا الذي يتكلم عنه الشاعر كنكرة بالرغم أنه عرفه بقوله ( هذا الذي ) ؟ أنه يدري بأن النفس تدري ما معنى الشيب ومغزاه .. فهل أراد الشاعر أن يزين الشيب لكي لا تأس النفس على ما فاتها؟ .أم أنه بذل جهد المحاولة ؟ . إذن فلنواصل النظر بما في الشيب ..
فالعمرُ يبـدأُ حين يكتمـلُ الفــتى
........................... عقلاً وجســـماً أو يُزان بمنطـــق
ِومرة اخرى نتساءلُ ..هل يحاول الشاعر هنا مواساة نفسه ؟ أم أَنَّه يبرر واقع الحال ؟ لا وكلا .. بل إني أراه ينظر بعقل عينه, وبعين قلبه حين خاطبنا بلسان عقله ..

والشـيبُ بســتانُ الوقار ورمــــزهُ
.......................... فيــه القلـوبُ على الغصونِ تُشقشق*ِ
لننظر لشقشقة وبستان وغصون ووقار وقلب .. مالذي جمع بين كل هذه المفردات وما الداعي لها ؟ ومن الذي وظفها بكل هذا التناغم والتناسق ؟ بالقطع إنه لسان العقل ..ولعلنا هنا نعود للواو التي بدأنا بها لندرك أن الشاعر كان آخذًا بكل الأدوات اللازمة لمولودته الجديدة الشيب والقلب .
ورب سائل يسأل وما هذه الأدوات ؟ أقول .. أدواته الشعرية وتوظيفه البارع لها وسنبين ذلك لاحقا بإذن الله .. فلنمضِ مع الشيب ونترك القلب إلى حين ..

فيه المشـاعرُ والعواطفُ والصِبـــا
........................... فيــه الشـبابُ مغلفٌ في رونـــقِ
يواصل الشاعر في الدفاع عن محاسن الشيب فالذي يراه الأخرون عيبا رآه هو مزية وجميل منه أن يستدرك بقوله فيه الشباب مغلف في رونق ذلك لأنَّ الشاعر يعلم بان الشيب قد فرض نفسه على واقعه ولكنه أتى بكلمة الشباب هنا بالرغم من غياب كل الصفات المادية التي تثبت وجوده كما أثبت الشيب حضوره حين أطل من مفرق شاعرنا ولكنا نصدق الشاعر هنا بادعائه فليس كل مبيض الرأس بكهل ولا كل مسوده بشاب . . وحين ننزل للبيت الذي يليه نقول بأن الشاعر هنا قد جاء للنصف الثاني من اسم مولودته ألا وهو القلب ..إذن لنغوص في قلب الشاعر ونترك شيب الرأس كما أراد لنا حيث نراه يقول في الأبيات التالية :
يا ربَّــــةَ الحسـنِ البهـيِّ ترفَّقـي
........................... لا تعذلي هــذا الفـؤاد وأشــفقي
لاتظلمي بالشـيبِ قلـبَ معـــذَّبٍ
........................... يُخفيــه في كلِّ الوقـار فيُخفـــقِ*
مازال هذا القلبُ ينبضُ بالهــــوى
......................... إنْ طالمــا تجري الدمــاءُ وتخفــق*ِ

ترفقي , لا تعذلي , إشفقي , لا تظلمي , معذب .. كلمات مؤلمة على القلب والنفس كما هي مؤلمة لقارئها وملقيها.. هنا يبين الشاعر توظيف أدواته جليا حيث يخاطبنا مرة أخرى بلسان قلبه وأخاله كمحام يرافع عن قضية اختفت منها كل الوسائل المادية الثبوتية بل كل القرائن تصرخ ضده لذلك نراه بفطنة وذكاء يفاجئ القاضي بحجة دامغة قائلا :

لـولا التعفُّفُ والترفُّـــــعُ والهـــدى
..........................لرأيتِ منه هـــوى الشـباب المغـرقِ
لكنَّـما الدنيـــــا بضاعـــةُ خاســـرٍ
.......................... مالـــم يُهــذِّبُهـــا الحليـمُ المتـّــقي
لولا التعفف ؟؟ .. مع أن هذه الكلمة مطروقة في أكثر من مناسبة لغير شاعر من قبل بيد أني لا ارَ أي تثريب على محامي ألقى بحجة لا تردُّ ليبرر ساحة موكله ..فما بالكم إن كان موكله هو قلبه..
ويواصل الشاعر سرد حيثيات دفاعه بما يزيل كل شبهةٍ عن قلب قاضيه ولم لا نقل عن قلب حبيبته هذه المرة .. فيقول:
نبكي على سـاعات لهـوٍ ضائـــعٍ
......................... والعمــرُ يـومٌ في الســراب يحملـقِ*

نبكي على لهو ضائع وعمر كيوم في سراب .. توليف جميل ونسج بديع بها حكمة املاها لسان العقل ..ونظل للسان العقل مصغين ونجول بأعيننا بين مفردات الشاعر لنراه يقول :
هي ساعتانِ فســــاعةٌ تمشي بنا
........................ نحـو الغـــروبِ وســـاعةٌ للمشـــرقِ

لقد استوقفني هذا البيت كثيرًا وقرأته واضعا الشروق قبل الغروب وأرجعت الكرة بنظري وقرأته بذهني من زاوية أخرى واضعا الغروب قبل الشروق فوجدتني أكبر شاعرنا واترنم قائلا ..أنه عين لإبداع .. إبداع المبرز لميزات صنعته والمجمل لعيوبها حتى ليكاد أن يخفيها .. الإبداع يكمن هنا إن تأملنا سواد الشعر وتحوله للبياض أليس هو تحول الغروب للمشرق .... فكيف جئتم أيها الشاعر الفطن الذكي بهذه الصورة بل بهذه الحجة الدامغة لتستحقوا وبجدارة وسام الإبداع .. أحييكم من كل قلبي .. ونكمل سويا حيث نرى الشاعر يقول :

تطوي بنـــا الأيَّـامُ رحلـــةَ عابــــرٍ
......................... يســــعى حثيثـاً للمنـونِ المحــدقِ
بالأمـسِ كانت للطفـولةِ ســـاحةٌ
......................... واليــوم يُســرعُ بالشـبابِ ويمحــقِ*
وغـداً لنـــا عنـد الكهولةِ موعـــــدٌ
........................ هي خاتـمُ الدربِ القصــيرالمطبــــقِ

تطوي بنا الأيام رحلة عابر ويختم الرحلة بدرب قصير مطبق ويعرج بينهما على الطفولة ومراتع لهوها .. تسلسل واتساق جميل حيث نرى أن الشاعر قد خرج بنا من الشيب وأمسك بشعرة خفيفة من قلبه لا من شيب رأسه وأخذنا لبحر آخر أراه قد أجاد الإبحار فوق لججه والغوص في أعماقه .... أخذنا إلى بحر الحكمة ليرينا كيف يرمي بمرساته حين تتقلقل المراكب الماخرة فيه فيقول :

ياراكبـاً بحــــرَ الظنـــونِ مســافراً
........................ بســــفينةِ الخِضــر ِالتي لم تغــرقِ

لنقف هنا للحظة متأملين ما أراد الشاعر قوله عن بحر الظنون ولم ربط بين سفينة الخضر وبين من امتطى بحر الظنون ؟؟؟؟ إذن لنبحر مع قبطاننا ولنا أسوة بقصة نبينا موسى عليه السلام فكم كنا نتمنى عليه لو صبر أما نحن فسنحاول ما استطعنا لذلك سبيلا من أن نصبر وألا نستعجل الكشف عن الجواب ولنا مندوحة في ذلك .. فدعونا نستقرئ ..
اللـــــه أنقـذها وألهــمَ أهلهــــــا
....................... أنْ لا يخافـــوا من منــــونٍ محـــدقِ

هنا نرى سردًا إخباريا عن قصة معروفة في القرأن الكريم ولم يأتنا الشاعر بشئ جديد حيث أن السفينة أنقذت بمشئة الله بالرغم من العيب الذي كان لا محالة سيتسبب في إغراقها .... أنكتفي بهذا القول ؟ ألا يرجعنا هذا الربط لمولودته التي ولدت تمشي كما أسلفنا ولم تحبو .. ألا يعزز ذلك دفاعه عن الكهولة ويعضد قوله حينما قال بأن الشباب ليس بسواد الرأس ولا المشيب ببياضه وبأنه ربما قلب كهلٍ به من المحبة أكثر بكثير مما يوجد بقلب شاب .. ولم لا نضيف الاحتمال الثالث ألا وهو المثل الشعبي القائل وكم من حمل سبق أمه للمذبح ... أي أن الموت ليس بعيد عن ربيع الشباب ولا هو باقرب إلى خريف الكهولة .. ونستمر في الاستقراء لقوله ::
وكليمُ ربـِّـــكَ خـائفٌ متســــــائلٌ
....................... أيمـــوتُ مَنْ فيهــا بفعــلٍ أخــــرقِ
ويخـاف رغـم المعجـزات بعلمــــهِ
....................... والخِضــرُ أهـــدأُ منْ مُناجاة التَّــقي
ويقــولُ لا تفـزعْ فعلمُــــكَ ناقـص
....................... حتى ترى أين الســعيدَ من الشـــــقي
اللـــهُ أنقـــذها وأغـرقَ غيرهـــــا
........................ كي تستبين بهــا العقــولُ وترتــقي

يخلص بنا الشاعر هنا ليقول بان النتائج لا تتبع بالضرورة مسبباتها وذلك بقوله الله أنقذها وأغرق غيرها .. ويسوق أبياته الثلاث ويضمنها صورًا لما جرى بين الخضر وموسى عليهما السلام ليخلص إلى مبتغاه من ركوبه لبحر الحكمة ونراه هنا قد تركنا فوق البحر وغاص وحده ليخرج لنا لآلئا من صدفات حكمته مظهرًا قدرته بل براعته في توظيف المفردات حين ختم أبياته بقوله .. كي تستبين بها العقول وترتقي .. الله الله الله ما أجمل ثمرات غرسك وما أبهى لألئ غوصك .. ونبحر مع شاعرنا ونتأمل الأبيات السبعة الأخيرة بسرعة لنرَ..

فانظـر لنفسـكَ هل تراك مغـــيراً
....................... نامـــوسَ ربِّـكَ في الأنام بمنطـــــقِ
لا والذي سمكَ السـموات العُلى
....................... وقضى بهـــنَّ الرزق كيـف يُفـَــــرَّقِ*
كـلٌّ لـــهُ فضـــلٌ وكـلٌّ ســــــابقٌ
...................... ولربَّمـــــا بعضُ الفضائـــلِ تُلحَــــقِ*
ولربَّمــــا تأتـي ليـومٍ مُظلــــــــمٍ
...................... ولربَّمـــا تأتـــي لليـــــلٍ مُشــــــرقِ
ولربَّمـــا السـفهاءُ تجتـاحُ الــذُرى
..................... ولربَّمــــا أربـــاب فضــــلٍ تُخفِــــقِ*
وذوي جهودٍ رزقهــمْ في جدبــــهِ
..................... وذوي خمــــولٍ رزقهــــــمْ يترقــــرقِ*
هذا هو المكتـــوبُ منْ ربِّ الورى
.................... لا فضــــلَ فيـــــه لغيــرِ ثوبِ المُتَّـقي
فانظرْ لنفســـكَ كرتينِ وقـلْ لهـا
.................... إنَّ الفضائـــلَ لا تُنـــــــال بمنطـــــــقِ
وهنا لا بد لنا من وقفة مع البيت الأخير فالفضائل بالطبع تنال بمنطق ولا شيئ غير المنطق لنيلها فإن اعتبرنا المنطق بمثابة السبب فربما كان سبب الفضيلة وازع ديني أو مكانة أجتماعية أو رهط أو شرف نسب أومال ..لكن شاعرنا هنا لا ينفي هذا بل مهد لنتيجته بأن وضح لنا في متن أبياته الستة السابقة كيف أن الموازين أحيانا لا تستقيم السنتها مع منطق أثقالها ويعجبني كثيرًا قوله لا فضل فيه لغير ثوب المتقي وأخيرًا نتثني على شاعرنا الشاب الحكيم ونقول له شكرًا لكم على هذه الرحلة الممتعة فقد كنت بحق قبطانا ماهرًا وغواصًا ماهرًا وشاعرًا مبدعًا ويبقى لي تساؤل ألا وهو .. بم أجزت كسر بعض الأفعال المضارعة ؟( ***** )
وشكرا
وتقبلوا تحيات
Samy
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 03-02-2001, 10:04 AM
سلاف سلاف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 2,181
Post

أخي سامي
مهلا علينا
أعطنا مهلةً، كي نصدق أعيننا
أحقا أنت أنت؟،
أو كما تقول عِذاب:" أهو أنت؟"
أي يوم سعيد طلع بك علينا
أو طلعْت به علينا
سروري بالغ
يعكره خوفي
من أن ترحل ثانية
أرجوك، إبق معنا.
----------
كنت أرى جمال قصيدة أخي سمير
الآن ألمسه وأشمه واذوقه.
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 03-02-2001, 01:05 PM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
Post

أخي سامي،

أشكر لك استجابتك لدعوتنا، وانظر كيف أزهرت الخيمة بقدومك.

سلاف،

سامي باق بإذن الله، ما دام شعراء الخيمة قادرين على العطاء.

عمر مطر
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 03-02-2001, 03:39 PM
جمال حمدان جمال حمدان غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2000
المشاركات: 2,268
Post

الاخ الاستاذ : سامي
بعد التحية

اسمح لي سيدي بعدما أمتعتنا بهذه الرحلة في رحاب قصيدة أخينا المبدع السمير أن نستعير منكم بعض الكلمات لنهديها لكم ونرددها بكل غبطة وسرور بعودتكم "الله الله الله ما أجمل ثمرات غرسك وما أبهى لألئ غوصك ...

واهلا وسهلا بكم واشارك اخي السلاف في أمنيته أن تظل معنا

أخوكم : جمال حمدان
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 03-02-2001, 11:59 PM
سمير العمري سمير العمري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 355
Post

الأخ الرائع سامي:


وأضاءتِ الشمس الخيام فإذْ بنا

************** نسمو بـ" سامي " في حصافة مرتقي

نسج البلاغة من خيوط مهــارةٍ

************** ألَقَتْ على الثــوب القشــيب بمنطـــقِ

لله درُّكَ .... مـــا ظننتُ بأنَّنــي

************** يومــــاً أعـــدُّ النقـــدَ كالشــعر النقــي


أيم ولله فما قد قرأت مثل هذا النقد الرائع الرائد لناقد من قبل ... أسعدتني بعودتك وأذهلتني بفنك وشفافيتك.
عرفتك من حديث الأخوان عن إبداعك وأنا أرى هنا أكثر من الإبداع حتى جعلت قراءة نقدك أمتع عندي من قراءة القصيدة ....

لقد قلت فينا ما هو منك ولك وهذا منك فضل فأنت أنت الغواص .... وأنت أنت جامع اللآلئ والدرر من أعماق بحورها بسطوع الشمس وبشفافية البدر...

لقد كنت المثل والقدوة لمعنى النقد لمن يظن بأن النقد إنما هو ترصد الأخطاء والهنَّات بقصد كانت أم بغير قصد ولم يعلموا أن جمال الشعر في ما يوحي للنفس من معان وجمال وبما يترك فيها من انطباع لا يزول ...

لن أطيل الآن فلي عودة لأوضح للجميع كم كنت شفافاً أنت وكم كنت مبدعاً ولتكن هذه مجرد ترحيب بعودتك وشكر لإنصافك قصيدة لم تأخذ حقها في خيمة الأدب ولأقول فرحة بكم وبعودتكم:

فقرأتكمْ وأنا أقـــول بفرحــةٍ

************** مرحى لنا .. يا مرحباً بالعائـــدِ

الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 05-02-2001, 10:49 PM
سمير العمري سمير العمري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 355
Post

أخي ومعلمي أستاذ سامي:

ها أنذا أعود كما وعدت لأسرد للجميع قصة كتابة هذه القصيدة ليروا وليعلموا كم أنت رائع وكم أنت شفاف ...... قد أستطيع تصور أنك كنت معي تقبع في مكان ما داخل سيارتي فتراقب خلجات وجهي أو نظرات عيوني ولكن كيف بالله كيف أستطيع أن أتصورك قد اقتحمت داخلي الذي يكاد يجهله حتى المقربون لتسبح في مشاعري وخواطري بمهارة وريادة؟!!!

كنت في الثلاثين من عمري وكنت قد نقلت من عملي في السعودية إلى مكان يبعد عن سكني حوالي 100 كم بعد غدر وظلم وليس هذا هو موضوعنا على كل حال. ركبت سيارتي مبكراً ذلك الصباح لأنطلق إلى عملي البعيد فإذا بالشمس تواجهني. نظرت في مرآة السيارة فرأيت شيئاً ما يلمع في رأسي كفجر يبزغ بعد ليل بهيم. دققت النظر محاولاً أن لا أعترف فازداد بريقه وألقه......

( أضاءت الشمس شيبا تلالأ رغم نور الصباح .. هل كان الشاعر ينظر لوجه حبيبته ورأى به انطباعات توحي له بأنه تقدم في السن ..هل كان ينظر بمرأة من زجاج وفضة ورأى بياض شعر رأسه أم كان ينظر بمرأة قلبه ... إنني أستبعد الاحتمال الأول وأُرجِّحُ الثاني ولا أُهمل الثالث كثيرًا .. ) ... لله درك !!

دارت في خاطري ساعتها كل أحداث العمر المليء بالآلام والأحزان وتذكرت الظلم الذي وقع علي فاشتعل الفؤاد حسرة وألماً وشعرت بخيال الشعر يتيني مسرعاً يواسي ويعين ......

( فواو استهلال القصيدة هذه تدل على أن الشاعر كان مشغولا بأمر ما قبل نظمه للقصيدة ولا مناص من الجزم بأن هذه الواو كانت وليدة لمخاض في ذهن الشاعر وهذا المخاض أتى بوليدة قوية البنية ولا أراها تحبو حيث سمى الشاعر وليدته ) ..... مرة أخرى لله درك !!

جال بخاطري أطياف الطفولة وذكريات الشباب كأنها بالأمس القريب ونظرت أمامي فرأيت العمر ما هو إلا كذلك السراب الذي أراه أمامي على الطريق ... شعرت برحلة العمر قصيرة خاوية كرحاتي وحيداً في تلك السيارة أذهب في الصباح المشرق وأعود في الغروب المشفق.........

( تطوي بنا الأيام رحلة عابر ويختم الرحلة بدرب قصير مطبق ويعرج بينهما على الطفولة ومراتع لهوها .. تسلسل واتساق جميل حيث نرى أن الشاعر قد خرج بنا من الشيب وأمسك بشعرة خفيفة من قلبه لا من شيب رأسه وأخذنا لبحر آخر أراه قد أجاد الإبحار فوق لججه والغوص في أعماقه .... أخذنا إلى بحر الحكمة ليرينا كيف يرمي بمرساته حين تتقلقل المراكب الماخرة فيه ) ....... كيف يا سامي عرفت ذلك؟؟!! ... كيف؟!!

وحين امتلأ القلب بالحزن والشجن لجأت إلى رحمته التي تداوي كل جرح ففي القرآن شفاء ورحمة ونظرت بما حباني الله به من حكمة دفعت ثمنها عمراً أشاخ القلب قبل البدن إلى بواطن الأمور وتذكرت قصة موسى وفتاه وانتهت القصيدة بنهاية الرحلة في أقل من ساعة .......

أكاد أشعر بالخوف والقلق فما اسطاع المقربون ما استطعت !! ..... وأشعر بالفخر والسعادة أن يتناول قصيدتي أستاذ مبدع مثلك يقرأ الشعر ولا ينظر إليه ......

تقول:

( ليخلص إلى مبتغاه من ركوبه لبحر الحكمة ونراه هنا قد تركنا فوق البحر وغاص وحده ليخرج لنا لآلئا من صدفات حكمته مظهرًا قدرته بل براعته في توظيف المفردات حين ختم أبياته بقوله .. كي تستبين بها العقول وترتقي .. الله الله الله ما أجمل ثمرات غرسك وما أبهى لألئ غوصك .. )

هذه لك !!! فأنت ذلك الغواص الذي غاص في الأعماق المظلمة ورأى ببصيرته قبل بصره اللآلئ قبل أصدافها وجنى الثمار طيبة قبل أوانها .... ولست أدري ما أقول ولا أي شكر لكم يطول ...

أخيراً تسألني عن كسر المضارع فأقول كنت أحاول أن أعرضه لعله يلقى القبول ... أما وقد نال عكس ذلك فلن أعيد وقد قمت بتعديل القصيدة محاولاً المحافظة ما استطعت على المبنى والمعنى وأرجو أن أكون وفقت في ذلك ....

تقبل تحياتي وخالص امتناني .....

الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 05-02-2001, 10:54 PM
سمير العمري سمير العمري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 355
Post

لكل الأخوان الذين لم يستسيغوا كسر الفعل المضارع وأخص منهم الأستاذين سامي وسلاف قمت بهذا التعديل الذي حاولت فيه أن أحافظ على المبنى والمعنى واستطعت لذلك سبيلا ..

وأضاءتِ الشمسُ الظلامَ بمفرقي

**************** شــيباً تلألأ في الصـباح المشـرقِ

لا تجـزعي يا نفسُ مِنْ هـذا الذي

**************** كالفجـــرِ يبزغُ بعد ليــــلٍ مغــدقِ

فالعمــرُ يبـدأُ حين يكتمـلُ الفــتى

**************** عقــلاً وجســماً أو يُزان بمنطـــقِ

والشـيبُ بســتانُ الوقار ورمــزه

**************** فيه القلـوبُ على الغصـونِ كدُرَّقِ

فيه المشاعرُ والعواطفُ والصِبـا

**************** فيـه الشــبابُ مغلـَّفٌ في رونــــقِ

يا ربَّــــةَ الحســـنِ البهـيِّ ترفَّقـي

**************** لا تعذلــي هـــذا الفـؤاد وأشـــفقي

لاتظلمي بالشـــيبِ قلـبَ معـــذَّبٍ

**************** يُخفيــه في كلِّ الوقـــار المخفـــقِ

مازال هذا القلبُ ينبضُ بالهــوى

**************** إنْ طالمـا تجري الدمــاءُ وتلتقــي

لـولا التعفُّفُ والترفُّـــعُ والهــدى

**************** لرأيتِ منه هوى الشباب المغــرقِ

لكنَّـما الدنيـــا بضاعـــةُ خاســـرٍ

**************** ما لــم يُهذِّبُهـــا الحليــــمُ المتـَّقــي

نبكي على سـاعات لهـوٍ ضائــعٍ

**************** والعمرُ يـبحر في السراب بزورقِ

هي ساعتانِ فســاعةٌ تمشي بنـــا

**************** نحـو الغـروبِ وســـاعةٌ للمشــرقِ

تطوي بنـــا الأيَّـامُ رحلـةَ عابــرٍ

**************** يســـعى حثيثـــاً للمنـونِ المحـــدق

بالأمـسِ كانت للطفـولةِ ســـاحةٌ

**************** واليـوم يُســرعُ بالشـبابِ ويشــتقي

وغـداً لنـا عنـد الكهولةِ موعــــدٌ

**************** هي خاتـمُ الدربِ القصـيرالمطبـقِ

ياراكبـاً بحـرَ الظنــونِ مســافراً

**************** بسـفينةِ الخِضـــر ِالتي لم تغــــرقِ

اللـــــه أنقـذها وألهـــمَ أهلهــــــا

**************** أنْ لا يخافــوا من منـــونٍ محــدق

وكليمُ ربـِّـــكَ خـائفٌ متســـــائلٌ

**************** أيمـــوتُ مَنْ فيهـــا بفعــلٍ أخــرقِ

ويخاف رغـم المعجزات بعلمــهِ

**************** والخِضـرُ أهــدأُ منْ مُناجاة التــقي

ويقــولُ لا تفزعْ فعلمُــكَ ناقـصٌ

**************** حتى ترى أين الســعيدَ من الشــقي

اللـــهُ أنقـذها وأغـرقَ غيرهـــــا

**************** كي تستبين بهــا العقـــولُ وترتقـي

فانظر لنفسـكَ هل تراك مغـــيراً

**************** نامـوسَ ربِّـكَ في الأنـام بمنطــقِ

لا والذي ســمكَ السـموات العُلى

**************** وقضى بهنَّ الرزق والعمـر البَقِـي

كـلٌّ لـــهُ فضـــلٌ وكـلٌّ ســـــابقٌ

**************** ولربَّمـــا بعضُ الفضائـلِ لمْ تـَـــقِ

ولربَّمــــا تأتـي ليـومٍ مُظلــــــــمٍ

**************** ولربَّمـــا تأتـــي لليــــلٍ مُشـــــرقِ

ولربَّمـــا السـفهاءُ تجتـاحُ الذُرى

**************** ولربَّمـــا أهـل العــــلا لمْ تَلحَـــــقِ

وذوي جهودٍ رزقهــمْ في جدبـــهِ

**************** وذوي خمـولٍ رزقهـمْ غيثٌ نقـــي

هذا هو المكتوبُ منْ ربِّ الورى

**************** لا فضـلَ فيه لغيــرِ ثوبِ المُتَّقــــي

فانظرْ لنفســـكَ كرتينِ وقـلْ لهــا

**************** إنَّ الفضائـــلَ لا تُنـــال بمنطـــــقِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدرَّق : طير مغرِّد حسن الشكل
العمر البَقِي : العمر الذي لا يفنى في خلود الحياة الأخرى

الرد مع إقتباس
  #8  
قديم 08-02-2001, 11:03 AM
SAAMY SAAMY غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 6
Post

الاخوة الشعراء الكرام

شكرا لكم على ما تمتعوني به من اشعار تستحق وبجدارة الإلتفات لها ومحاولة الابحار معكم من خلالها .

فشكرا لسلاف وعمر المطر وجمال حمدان وشكرا للاخ سمير على تعديله
لما نوهنا له واود أن أشكركم جميعا لإتاحتكم فرصة ثمينة للإستمتاع بصحبتكم من خلال تذوق طلاوة قصائدكم أثناء قراءتي لها.

وتقبلوا تحيات

Samy
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م