ميدل ايست اونلاين
اسلام اباد - من رنا جواد وداني كمب
شن الجيش الباكستاني فجر الثلاثاء هجوما على المسجد الاحمر الاصولي في اسلام اباد اوقع نحو اربعين قتيلا، بغية اخراج الاسلاميين المتحصنين داخله والمتهمين باحتجاز رهائن.
وقال الناطق باسم الجيش الجنرال وحيد ارشاد "بشأن عدد الناشطين المعلومات المتوافرة لدي من قواتنا التي تشن العملية تشير الى نحو اربعين (قتيلا)".
واضاف "استشهد ثلاثة عناصر من الاجهزة الامنية" في وقت لا يزال يسمع فيه تبادل متقطع لاطلاق النار.
واكد "انه هجوم نهائي لتنظيف المكان من الناشطين المسلحين".
واعلن الجيش بعد ذلك ان نحو خمسين ناشطا مسلحا استسلموا للقوات الحكومية خلال توقف قصير في القتال. وقال مسؤول عسكري طالبا عدم ذكر اسمه "ان خمسين ناشطا استسلموا للجيش بعدما اعطيت لهم فرصة اخيرة".
وافاد مصدر من داخل المسجد الاحمر اتصلت به وكالة فرانس برس هاتفيا ان "الجثث" منتشرة اينما كان على ارض المسجد.
وقال هذا الرجل الذي كان يرد بواسطة احد الهواتف المحمولة العديدة لعبد الرشيد غازي زعيم المتطرفين المتحصنين، "لا يوجد اي اتصال بيننا لان احدا لا يستطيع مغادرة الغرف والطوابق السفلى. وهناك جثث اينما كان".
واوضح المصدر الذي لم يكشف اسمه ان غازي لا يزال على قيد الحياة لكن والدته توفيت. واضاف الرجل "انها توفيت في الهجوم الاول. وقد ماتت اختناقا" بسبب الدخان الناجم عن الحرائق والانفجارات.
وكان الجنرال وحيد ارشاد قال في وقت سابق انه لا يملك اي معلومات حول مصير عبد الرشيد غازي الزعيم المفترض للاصوليين المتحصنين في المسجد.
وقرابة الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي (الرابعة بتوقيت غرينتش) وفيما كانت العملية دائرة منذ زهاء الاربع ساعات، اكد الجنرال ارشاد ان حوالى 70 من المجمع اصبح تحت سيطرة القوات الباكستانية. لكن الاسلاميين لا يزالون يسيطرون على الطوابق السفلى والجناح المخصص للخدم.
واكد الجنرال ارشاد ان المتطرفين يبدون "مقاومة شديدة" بمساعدة الاسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية وقاذفات صواريخ.
وسمع دوي انفجارات قوية وتبادل كثيف لاطلاق النار من موقع المسجد حيث كانت سحب دخان اسود تتصاعد ناجمة على الارجح من حريق مدرسة قرآنية للبنات ملاصقة للمسجد.
وكانت سيارات اسعاف عديدة تطلق صفاراتها في حركة ذهاب واياب حول المسجد. وتقول السلطات ان نحو مئة ناشط يأتمرون بمقربين من تنظيم القاعدة استولوا على المسجد ويحتجزون بين ثلاثمئة واربعمئة طالب بينهم نساء واطفال "كدروع بشرية".
واكد الجنرال ارشاد انه لم يتم العثور بعد على المئات من النساء والاطفال. وقال "لم نلتق اي نساء واطفال" في المبنى موضحا ان قوات الامن اخذت عشرين طفلا من المسجد.
واكد الجنرال الباكستاني ان اي عملية تفجير انتحارية لم تحصل داخل المجمع الشاسع. وكانت الصحافة ذكرت خيرا ان متطرفين متحصنين في المسجد مجهزون باحزمة ناسفة.
وبث الجيش صباح الثلاثاء بواسطة مكبرات الصوت دعوات تطالب الاشخاص الذين يزالون متحصنين داخل المسجد بالخروج واياديهم مرفوعة، محذرا اياهم انهم سيتعرضون للقتل في حال لم يفعلوا ذلك.
وكان غازي اكد ان 1800 شخص موجودون الى جانبه مشددا على انهم مستعدون للشهادة بدلا من الاستسلام. وتوعد ان دمهم سيطلق "الثورة الاسلامية".
وبعيد شن الهجوم اتصل غازي بمحطة تلفزيون خاصة متهما الحكومة بـ"الابادة". وقال "اتساءل ان كان بنية الحكومة اصلا حل الازمة. فكل ما يريدونه هو الابادة".
وكان الرئيس برويز مشرف متحفظا حتى الان ازاء شن هجوم شامل على المسجد تخوفا من حمام دم. وقد اطلقت محادثات الفرصة الاخيرة الاثنين لكنها باءت بالفشل خلال الليل.
وقد بدأت الاشتباكات في الثالث من تموز/يوليو مما دفع السلطات الى اتخاذ قرار بتطويق المبنى. وتفيد حصيلة رسمية ان 24 شخصا توفوا منذ بدء الصدامات بدون حسبان الضحايا الذين سقطوا اثر الهجوم.