قناة المنار تعرض مسلسلاً سعودياً.. لماذا؟!

[عربي سعودي]

انطباعات فضائية
قناة المنار تعرض مسلسلاً سعودياً.. لماذا؟!

رجا ساير المطيري

هل أصبح المسلسل السعودي - فجأة - خياراً مفضلاً لجميع القنوات الفضائية؟ حسناً إننا نفهم ذلك مع القنوات الخاصة التي تبحث عن المعلن بشتى الوسائل والتي تهتم بالعمل السعودي من منطلق اهتمامها الأساسي بالمعلن السعودي وبالمال السعودي.. لكننا لا نفهم أن تقوم بذلك قناة مؤدلجة مثل قناة المنار اللبنانية التي لا تعبأ بالإعلان ولا بالمادة ولا تبث إلا الأعمال التي توافق مزاج الحزب المشرف عليها. فكيف لقناة مثل هذه وبمثل هذا التوجه الجاد والمشحون بالتعبئة الحربية ضد إسرائيل وأعداء الأمة! أن تعرض مسلسلاً سعودياً يطرح قضايا اجتماعية مغرقة في المحلية لا تهم أي لبناني بل لا تلتقي من بعيد ولا من قريب بأي من توجهات القناة؟

إن المتابعين لقناة المنار يدركون نوعية البرامج والمسلسلات التي يفضلها القائمون عليها والتي لا تخرج عن نطاق الأعمال السياسية المحرضة مثل مسلسل (فارس بلا جواد) والمسلسلات الأردنية القديمة التي تحكي تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. لذلك يبدو من الغريب أن تتوجه القناة في هذه الأيام إلى عرض مسلسل سعودي من بطولة (خالد الحربي) و(إبراهيم السويلم) بعيد كل البعد عن السياسة وهو سيئ إلى درجة تجعل التساؤل عن تصرف القناة تساؤلاً منطقياً.. فلو أن العمل كان جيداً لبدا من الطبيعي أن تهتم به أي قناة حتى لو لم يكن موافقاً لمزاجها العام وذلك رغبة منها في جذب المشاهد وخطفه وإغرائه بمتابعة بقية برامجها، لكن المسلسل ليس إلا عملاً بدائياً مملاً ومهترئاً في شكله ومضمونه، فلا هو بالذي يضمن المتعة للمشاهد، ولا هو بالذي يحقق رغبة وهدف أي قناة بتقديم المميز والمتقن والجذاب للمشاهدين؟ فما هي الأسباب الحقيقية لخيار بث مسلسل سعودي سيئ في هذا الوقت تحديداً؟ هل هناك رسائل أخرى لهذا التصرف؟.

يبدو أن الرسالة هنا سياسية بالدرجة الأولى، فالقناة ذات اهتمام سياسي مركز، وهي تابعة بشكل مباشر لحزب الله وتعبر بوضوح عن فكره ومزاجه، وتعتبر صوته الإعلامي المباشر، لذلك فإن أي تصرف منها إنما يرتكز على رؤية سياسية نابعة من رؤية الحزب نفسه. ولهذا فإن القناة تتحدث لغة السياسة بامتياز وأي تصرف تقوم به ينبغي أن يفسر وفق القاموس السياسي ووفق مفردات اللغة السياسية؛ وفي لغة السياسة تأخذ حتى أبسط التصرفات الإعلامية وأتفهها دلالات عميقة ومؤثرة.

في مطلع الثمانيات أعلنت بلدية طهران عن تسمية أحد شوارعها باسم خالد الإسلامبولي، وهذا التصرف في حد ذاته يبدو طبيعياً لأن من حق أي بلدية أن تطلق أي اسم على أي من شوارعها، لكن في لغة السياسة يختلف التفسير وتتوسع الدلالات ويصبح لهذا التصرف البسيط والطبيعي معنى آخر يعبر عن احتفاء حكومة الخميني الشديد بعملية اغتيال الرئيس المصري أنور السادات، فالمدعو خالد الإسلامبولي هو الذي أطلق الرصاصة الأخيرة على السادات، والخميني سعيد بذلك لأن السادات نفسه كان مناوئاً للثورة الإسلامية وهو من استضاف عدوها اللدود الشاه محمد رضا بهلوي بعد خروجه من إيران.

إذن ففي القاموس السياسي تأخذ التصرفات التافهة البسيطة معاني كبيرة خاصة في الشأن الإعلامي حينما تستغل الحكومات تلفزيوناتها الرسمية للتعبير عن مواقفها السياسية. وقد رأينا أمثلة لهذا الاستغلال في أزمة الخليج الثانية عندما منعت الدول المتضررة من غزو العراق للكويت عرض الأعمال الفنية القادمة من البلاد العربية التي وافقت صدّاماً في خطوته الهمجية تلك. من كل ذلك هل يجوز لنا قراءة خطوة قناة المنار بعرض مسلسل سعودي قراءة سياسية نقول فيها إن القناة ومن خلفها الحزب يسعيان إلى تحسين الصورة ورأب صدع الخلاف وإبراز النوايا الحسنة؛ خاصة بعد أن خسر الحزب تعاطف الجميع خلال حربه مع إسرائيل بسبب هجومه الشديد على الذين لم يوافقوه في خطوته المتهورة باختطاف جنود إسرائيليين؟!. هل يمكن أن تعوض الدراما شيئاً من الخسارة السياسية؟.

جريدة الرياض
الأثنين 21شعبان 1428هـ - 3سبتمبر 2007م - العدد 14315

[maher]

ربما هي محاولة للتطبيع

[كريم الثاني]

الزميل الفاضل ،،، عربي سعودي ،،، حياك الله .

أنا سأجيب الكاتب رجا المطيري على تساؤله المشروع ،،، لأقول له أو لها أن هذا التساؤل مشروع ومنطقي ،،، ولكنه ليس سؤالا" صعبا" إلا على أولئك الذين ما زالوا يُفكرون بعقلية الأعراب .

فالكاتب أو الكاتبة ما زال يُفكر بعقلية أعراب المدينة ،،، والقائمين على المنار يُفكرون بعقلية الفرس ،،، وشتان ما بين العقليتين !!!

لذلك تجد من الصعوبة بمكان أن يفهم كاتب مثل المطيري سلوك قناة المنار ،،، ولو لو يكن السائل إعرابي بكل معنى الكلمة لسأل نفسه اولا" لماذا كل هذا التركيز الإعلامي لقناة المنار على القضية الأم القضية الفلسطينيه ؟؟؟؟؟!!!!!


وشكرا" لك زميلي الفاضل ،،، وكلامي غير موجه لك وإنما لكاتب المقال .

[ابن اليمامة]

المشاركة الأصلية بواسطة maher

ربما هي محاولة للتطبيع

وربما هي محاولة للحرب النفسية