[size=4]المشهور عند الناس أن البكاء للنساء فقط وان الرجل لا يبكي الا في الوفيات فاذا مات عنده عزيز بكى عليه .. ولكن الاصل خلاف ذلك واليك بعض القصص عن بكاء الرجال ... بكاء الانبياء ... روى البخاري في حديث طويل في الاسراء والمعراج ان النبي صلىالله عليه وسلم قال : فلما فتح .. علونا السماء الدنيا فاذا رجل قاعد على يمينه أسودة وعلى يساره أسودة فاذا نظر قبل يمينه ضحك واذا نظر عن يساره بكى .. قلت لجبريل من هذا قال : هذا آدم وهذه الاسودة عن يمينه وعن شماله نسم بنيه فاهل اليمين هم اهل الجنة واهل اليسار هم اهل النار ...(الاسودة :هي الاشخاص) (نسم : جمع نسمه وهي الروح فهذا بكاء آدم على أهل المعاصي والشفقة عليهم .
وهذا عمر بن الخطاب كان يرى خطان أسودان على وجهه من شدة البكاء .
بكاء الصحابة .. رضوان الله عليهم ... كان عكرمة بن ابي جهل يأخذ المصحف فيضعه على وجهه ويبكي ويقول : كتاب ربي وهذا بكاء المحبة والاحترام والخشية وقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ( عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله )..... بكاء التابعين ... قالو: لما ماتت ام اياس ابن معاويه وهو احد التابعين بكى عليها وقيل له في ذلك فقال : كان لي بابان مفتوحان الى الجنة فغلق احدهما .
فهذا باب اسمه البكاء على فوات الساعة وفقد فرص الخير ..وكم فرصة ضيعها رجال اليوم ... ولكن القلوب ميتة فلا اثر ولا دمع بخلاف ما كان عليه اياس فقد كان يعيش بنفسية (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) .
وفى حديث السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ، منهم : ( رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ) .
فمن لم يبكِ فليتباكى فإن من حرم البكاء من خشية الله فقد حرم الخير كله .
بكاء ارجل الصالح ... قال : غسان بن الفضيل : سمعت من يذكر ان الربيع بن صبح كان بالاهواز ومعه صاحب له فتعرضت لهما امراة فبكى الشيخ قال صاحبه: ما يبكيك قال : انها لم تطمع في شيخين مثلنا الا وقد رات شيوخا يتابعونها .
انه بكاء الحسرة على الانحراف والضياع وما اكثر هذا في ايامنا هذه نسال الله ان يرزقنا قلبا خاشعا ولسانا ذاكرا وعينا دامعة ..فان البكاء نعمة.. والجمود ابتلاء .[/
size]