بيان لـ41 عالم ومفكر حول الدعوات التحريضية ضد السعودية
بيان لـ41 عالم ومفكر حول الدعوات التحريضية ضد بلادنا ..
(( نص البيان ))
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن
والاه، وبعد:
فإن من مسلمات الشريعة وبدهيات العقول وأوليات الإصلاح في كل
مجتمع استتباب الأمن والاستقرار ، والحفاظ على الوحدة والانضباط ،
ويعتبر ذلك في كل وطن وأمة الأساس الذي به تحفظ الحرمات ،
وتنتظم الأحوال ، وتتحقق به مصالح الناس ، وهذا ما تدل عليه مقاصد
الشريعة الكلية ، وما تؤكده أحكام الإسلام التفصيلية.
ولذا فإن الدعوات التحريضية التي تصدر بين الفينة والأخرى ضد مصالح
بلادنا المملكة العربية السعودية وأمنها واستقرارها وما يتبع ذلك من
أحداث التفجير والتدمير التي تحصل في هذه البلاد هو من الخرق
لهذه المسلمات والتعدي على الحرمات بإزهاق أرواح معصومة وإتلاف
أموال محفوظة وإخلال بالأمن وترويع للآمنين. وهذا كله من الإفساد
في الأرض والله لا يصلح عمل المفسدين، ومن البغي والعدوان والله لا
يحب المعتدين.
وإننا لنكرر ما سبق أن أكدناه من شناعة هذه الأعمال وحرمتها
وعظيم ضررها، كما نؤكد على استنكار وإدانة من يشيد بهذه الأعمال
ويصف منفذيها بأنهم شهداء ويحرض على استهداف مصالح الوطن
النفطية ومنشآته الحكومية بمزيد من الأعمال التدميرية، وأن هذا من
إشاعة المنكر والفساد، وتعميم مشروع الخراب والدمار، والسعي
باستنبات الفتن في بلاد المسلمين، وأن ترويج ذلك بدعاوى الجهاد
وذرائع التكفير من التغرير بناشئة المسلمين.
وإن هذه الدعوات التحريضية والإشادة بأعمال التفجير والتدمير باسم
الدين - ثم ما نتج عنها من أحداث - قد شوهت صورة الإسلام ووفرت
بعض الأسباب للهجوم على شعائره وشرائعه، وشغلت الأمة عن
تحقيق مصالحها ومدافعة أعدائها، وتسببت في إيجاد ذرائع للأعداء
للمزيد من العدوان على المسلمين حكومات وشعوبًا. إن ذلك كله يؤكد
مسؤولية رجال العلم والدعوة والفكر لتكثيف الجهود لبيان حرمة هذه
الأعمال وخطورتها والتحذير منها وممن يحرض عليها ويشيد بها.
كما ندعو من اعتنق هذه الأفكار التدميرية أن يراجعوا أنفسهم ويتقوا
ربهم، ويتوقفوا عن السير في هذا النفق المظلم؛ فإن المسلم لا يزال
في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا، كما ندعو جميع المواطنين
إلى التلاحم والتكاتف للحفاظ على أمن بلادهم ووحدتها واستقرارها
والاعتصام بحبل الله والاستمساك بدينه (واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا
تفرقوا). وندعو كذلك المسؤولين إلى المحافظة على مقدرات الأمة
والإصلاح الجاد من خلال آليات واضحة وبرامج محددة وخصوصاً فيما
يتعلق بالشباب ومشكلاتهم وذلك حفظاً لأمن هذه البلاد واسقرارها
ومنعاً لنشأة مناخ يستثمره أصحاب تلك الدعوات. والله نسأل أن
حفظ على هذه البلاد أمنها وإيمانها وأن يرد عنها كيد الأشرار
ومكر الفجار وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
__________________
آخر تعديل بواسطة غــيــث ، 15-01-2005 الساعة 06:37 PM.