الجهاد في سبيل الله الحلقة (9)
( 9 )
وإذا كان الإسلام الذي يجب تبليغه، هو الدين الحق الذي لا يقبل الله من أحد دينا سواه، كما قال تعالى: ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين [ آل عمران 85 ] وقال تعالى: إن الدين عند الله هو الإسلام [ آل عمران 19 ] إذا كان الإسلام كذلك، والدعوة الصادقة إليه محاربة – وفي ذلك مصيبة وخسارة عظيمة على العالم كله – فـإن المصيبة العظمى والخسارة الجلَّى، أن تفتح الأبواب لدعوات الكفر التي تدعمها دول ومؤسسات وشركات عالمية بالمال الوفير والرجال المدربين الأكفاء في تخصصات متنوعة، والمرافق الكثيرة، من وسائل اتصال مسموعة، ابتداء من النشرات وشريط الكاسيت، ووصولا إلى شبكة الاتصالات العالمية – الإنترنت – أو منظورة أو مقروءة، ومواصلات، برية وبحرية وجوية، ووسائل تعليم، من مدارس ومعاهد وجامعات ودراسات عليا، ووسائل توثيق وإحصاء في مراكز بحث متخصصة، ونواد رياضية وثقافية واجتماعية، كلها تتسابق إلى عقول المسلمين شبابا وشيبا، لتفرغها مما بقي فيها من الحق، وتملأها بالباطل، إضافة إلى إفساد الأخلاق وإماتة الضمائر، وتجفيف منابع الخير، والتفريط في العزة والكرامة والإباء التي منحها الله للمسلمين بهذا الدين العظيم.
وهاهي المؤسسات النصرانية تنشئ المطارات التي تفوق مطارات الدولة في المناطق الإندونيسية التي لا تجدي فيها وسائل المواصلات غير الطائرات، تنشئها لطائراتها التي خصصتها لمن يسمون بالمبشرين، تحت ستار الشركات التجارية، وبها ينتقل المنصرون من مدينة إلى أخرى، ومن قرية إلى قرية، ومن سهل إلى جبل، ومن غابة إلى غابة، من أجل تنصير المسلمين وإخراجهم من دينهم، على مرأى ومسمع من العالم الإسلامي حكومات وشعوبا، وقد غطوا في نوم عميق، تاركين تلك المنزلة العظيمة التي منحهم الله: كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله . [ آل عمران: 110 ]وما حصل في إندونيسيا حصل في غيرها من البلدان الأفريقية. لا بل وصل التنصير إلى بعض البلدان العربية الإسلامية القريبة، حتى أصبحنا نسمع من يرتد علنا ويسمي نفسه اسما نصرانيا ويلح على المسئولين في بلاده أن يثبتوا اسمه النصراني في وثيقته، بدلا من اسمه الإسلامي، وأصبحت الكنائس تشيد في أطراف الجزيرة العربية التي نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أنم يجتمع فيها دينان!
هذا ماعدا الغزو المسلح الذي تشنه دول الكفر على شعوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، كما هو الحال في فلسطين المسلمة التي تحيط بها عواصم الإسلام من جميع الجهات، وكما حصل في أفغانستان، والبوسنة والهرسك وكوسوفا والشيشان، وكما يحصل في جنوب السودان الذي يتعاون على حربه اليهود والنصارى والمنتسبين إلى الإسلام ! وما يحصل في الفليبين لجبهة مورو الإسلامية، وما تفعله الصين في التركستان الشرقية، وما تفعله الهند في كشمير وبالمسلمين في داخل الهند، وما يعانيه الإريتريون المسلون من استيلاء الأقلية النصرانية على مقاليد الحكم وتشريد الأغلبية المسلمة وإنزال الأذى والإذلال بها … !
|