الجهاد في سبيل الله الحلقة (22)
الحلقة ( 22 )
إذا نصحوا الله ورسوله
هذا ويجب أن يعلم – هنا – أن هؤلاء الذين يكتب الله لهم الأجر وهم في بيوتهم لعدم قدرتهم على مباشرة الجهاد، إنما هم الناصحون لله ورسوله، الذين تكاد قلوبهم تطير من شدة رغبتهم وقوة حرصهم على الجهاد في سبيل الله إلى أرض المعركة، الذين اشتدَّ ندمهم وظهر حزنهم بسبب عجزهم عن القيام بأمر الجهاد مباشرة، ولهذا قيَّد الله نفي الحرج عن ذوي الأعذار بقوله: ( إذا نصحوا لله ورسوله ) [ التوبة: 91 ) ].
وقد ضرب الله لهم مثلاً بالبكائين الذين طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحملهم ليخرجوا معه لجهاد الأعداء، فاعتذر بأنه لا يجد ما يحملهم عليه،، فخرجوا يبكون مغمومين بسبب ذلك، كما قال تعالى عنهم: ( ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه ؛ تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون ) [ التوبة: 92 ]، بخلاف من قعد وهو غير عازم، أو لم ينصح لله ورسوله.
قال ابن كثير: ( فليس على هؤلاء حرج إذا قعدوا ونصحوا في حال قعودهم، ولم يرجفوا بالناس، ولم يُثبّطوهم ولهذا قال: ( ما على المحسنين من سبيل، والله غفور رحيم ) [ تفسير القرآن العظيم ( 2 / 381 ) ].
__________________
الأهدل
|