أنا مريض بطبعي ، ولكنني في هذا اليوم لم أستطع القيام لشدة التعب والإرهاق ، ورأتني زوجتي على هذه الحال فقالت : أنت منفوس ومصاب بالعين ولا بد أن أقرأ على رأسك وأطرد عنك العين ، فقلت لها ومن يحسدني وأنا على هذه الحال ؟ أعلى جمالي أم علي شعري الأبيض المنفوش ، أم على ظهري المحدودب ولكنها أصرت على رأيها ووضعت يدها على جبهتي وبدأت تتمتم برقية تحفظها عن ظهر قلب وتقول :
رقّيتك واسترقيتك من عين اللي ما يصلي على النبي .
رقيتك واسترقيتك من عين أمك وأبوك ، وعين أختك وأخوك ، وعين اللي شافك وما صلى على النبي .
عين الجار فيها نار ، عين الحسود فيها عود ، عين الذكر فيها حجر ، عين البنت فيها بِشْت ، اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد .
حَوّطتك بالله من عين خلق الله
إحنا طبخنا عدس وجيراننا طبخوا عدس أخرجي يا نفس زي المهر ما بيخرج من بطن الفرس .
أخرجي يا خارجة زي الحية الدارجة ، إنْطَفي يا عين الحسود انطفي .
وبدأت تتثاءب وتسيل دموعها ، ثم رفعت يدها عن جبهتي وهي تقول : نام الآن ، نام .
أسلوبك شيق و جميل , وطريقة طرحك للموضوع
أكثر من رائعة.
يكفي هذا الأسلوب الرائع الذي يجعل كل من يقرأ
لك يحسدك عليه.
ولكن اطمئن أخي الكريم فعيني باردة
وأعوذ بكلمات الله التامة من كل عين لامة.
السلام عليكم ورحمة الله
اسمحوا لي أولاً أن أشكركم على ردودكم مهما كان نوعها ، وشكر خاص للأخت صدفة على كلماتها الجميلة والتي هي في الحقيقة أهل لها أكثر مني .
أما بالنسبة لما قاله ميموزا بأن أسلوبي قد تردى فاعتقد بأنه لا يخفى عليه بأني كتبتها باللغة العامية التي تلفظها أمهاتنا بها ولا أعتقد ان في ذلك ما يسيء إلى أسلوبي .
ولو نظر إليهاكما نظرت إليها صدفة لفهم المعنى والمغزى المراد منها .
أنا أرى انني نقلت شيئاً من التراث لأنه بالفعل من تراثنا ومن رواسب عاداتنا ومن منا لم تُعَطِّب له أمه وهو في سن الطفولة .
وأنا مغرم بطبعي بنقل ما أسمعه من كل ما يتعلق بالتراث العربي والعادات التي أخذت في الاندثار .
ولا أريد أن أطيل عليكم فاترككم في أمان الله ورعايته .
على أمل اللقاء بكم في مساهمة أخرى .
العامية الدارجة ليست لغة للأدب كما لا يخفى عليك يا أخ / صالح ، والمعاني مطروحة في الطريق ، لو أردنا البحث عن العبر والمواعظ لن نعدمها ، ولكن الأدب الحقيقي نادر لا يمكننا العثور عليه .