8
هذه المرة الأولى التي أجيءُ فيها المقبرة ليلاً.
مصابيح إنارةٍ هنا وهناك ، بعضها يرسل شعاعاً قوياً متوهجاً ، وبعضها يرسل شعاعاً كئيباً باهتاً.
بالنسبه للميت ، ليس هناك فرق بين الليل والنهار ، فالحفرة مظلمة في كل وقت إلا من نُوّرَ عليه قبـره.
هاهو عبدالله تحتمله الأيادي ثم يُنـزَل في قبره .
بدأوا يهيلون عليه التـراب ..
الأيادي مغبّرة ، والأعناق مشرئبّة ، والعيون دامعة.
وأخذت أرمُقه ..
هل سيتحرك ؟ هل سيتحرر من كفنه وينفض التراب عنه وينتهر مَن حوله : كـُـفّـــو عن هذا !!
لم يحصل شيء من ذلكـ ..
واستمر الترام يعلو ويتراكم حتى استوت معالم القبر مع ما حولها من الأرض .
إذن ..
فقد مات عبدالله