27-05-2005, 09:02 AM
|
Banned
|
|
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
المشاركات: 822
|
|
كلمة أبي مصعب الزرقاوي ألقاها امام المحكمة العسكرية في الأردن
كلمة أبي مصعب الزرقاوي ألقاها امام المحكمة العسكرية في الأردن
أبي مصعب الزرقاوي يتحدث اليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار
الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، إله المرسلين ، الذي أنزل الكتاب المبين على قلب نبيه ليكون نذيرا للعالمين ، مالك يوم الدين ، الذي له الحمد في الأولى والآخرة ، وله الحكم وإليه ترجعون .
ثم الصلاة على خير من بعث فأدى ، وبلغ فأوفى ، ورادوه المشركون للتنازل عن دينه فأبى ، فصلوات الله وسلامه عليه تترى ، حتى يتقبل ويرضى .
أما بعد ..
نحن قوم كنا في جاهلية جهلاء، في وقت عطلت فيه أحكام الله المطهرة ونسي كتاب الله جانبا ، واستبدل بشرائع شتى من اذهان وحثالات البشر ، فأصبح المعروف منكرا والمنكر معروفا ، والسنة بدعة والبدعة سنة ، وأشيعت الفاحشة بين الناس ، وفشى الزنا في أشراف القوم وعامتهم ، وأصبح الربا والخمر يسميان بغير أسميهما تغطية للحق وتجميلا لصورة الباطل ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول في الحديث الصحيح : (( يشرب اناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها )) ، وقطعت الأرحام ، واستبيحت الحرم ، وأزهقت الأنفس ، وسالت الدماء بغير حق ، كل ذلك سببه غياب حكم الله عز وجل الذي فيه السعادة الأبدية ، قال تعالى : { أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يؤمنون } . . .
فمن الله علينا بأن أنار لنا طريق الهداية بعد ظلام دامس خيم عليه الشرك والفسوق والعصيان ، وبصر أعيننا وأفئدتنا إلى الحق ، في وقت أصبحت فيه عيون كثير من الناس مصابة بالعشى - فنسأل الله العافية - قال تعالى : { أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } ، وقال تعالى : { فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء } . .
فنهضنا بفضل الله عز وجل ندعو الناس للرجوع إلى الله سبحانه وتعالى وإلى متابعة أمره ونهيه والتحذير من عصيانه ومخالفة أمره ، قال تعالى : { يا قوم اتبعوني أهدكم سبيل الرشاد * يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار } ، فلا سبيل للرشاد إلا بالتمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فلا يطاع غيره ، ولا يعبد غيره ، ولا يحكم سواه في قليل ولا كثير ، قال تعالى : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين } ، وقال تعالى : { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين } . .
ولكن سنة الله ثابتة في أن الحق والباطل يصطرعان إلى يوم القيامة ، فما راق لأصحاب الباطل أن يروا أصحاب الحق يدعون الناس إلى التوحيد، وما طاب لأهل الشرك والتنديد أو يروا أهل التوحيد يخرجون الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد ، قال تعالى : { وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون } .
فرجوع الناس إلى ربهم معناه انتهاء جولة الباطل وانتهاء حكمهم وفقدانهم لملذاتهم وشهواتهم ، فكيف يعيش رؤوس القوم سواسية مع المساكين والضعفاء ، لهم ما للمساكين وعليهم ما على المساكين ، قال تعالى : { فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم اراذلنا بادي الامر } ، وقال تعلى : { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يرديون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا } .
روى الإمام احمد وغيره في سبب نزول هذه الآية : أنه مر ملأ من قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم - وعنده خباب بن الأرت وصهيب وبلال وعمار - فقالوا : يا محمد أرضيت بهؤلاء ؟! أهؤلاء من الله عليهم من بيننا ؟! لو طردت هؤلاء لاتبعناك !
فارادوا أن يوقفوا هذا السيل الجارف للباطل ، المطهر للأرض من الشرك ، فعملوا على محاربتنا بشتى الوسائل ، قال تعالى : { وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد } .
فهذه الدعوة نحملها لنزفها إلى الناس مبشرين بجنة عرضها السموات والأرض إن أطاعوا ، ومحذريهم من عقاب الله إن خالفوا واتبعوا أهواءهم
أيها القاضي بغير ما أنزل الله :
تعلم ان خلاصة دعوتنا متمثلة بقوله تعالى : { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } ، فإن أول وأهم ما افترض الله على عباده تعلمه والعمل به هو التوحيد - أي الكفر بالطاغوت والإيمان بالله - قال تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } ، قال المفسرون : أي ليوحدوني وحدي .
وقد تظنون أيها القضاة أن العبادة إنما هي الصلاة والصيام والزكاة فقط ، فتقولون : نحن نعبد الله ، وهل ترانا نعبد غيره ؟! فنصلي ونسجد ونصوم ونذبح لله ! ، فأقول لكم : إن العبادة ليست كما تفهمونها بهذا الفهم الضيق ، بل هي أوسع واشمل مما تظنون ، فكلمة التوحيد التي خلق الله من اجلها الخلق وأرسل الرسل وانزلت عليهم الكتب هي : " لا إله إلا الله " .
وتنقسم إلى شقين :
شق النفي ، وهو " لا إله " أي لا معبود بحق سوى الله ، فتنفي الإلوهية عن غير الله ، فلا يعبد غيره في صيام ولا صلاة ولا حج ولا تشريع .
والشق الآخر ، الإثبات ، وهو : إلا الله " أي إثبات الإلوهية لله وحده ، فلا يطاع غيره في كل كبيرة وصغيرة .
فجاءت هذه الكلمة العظيمة - كلمة التوحيد - التي لا ينجو العبد من النار إلا بتحقيقها وبالإتيان بشروطها ومقتضياتها ، فقول الله عز وجل : { فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها } جاءت مفسرة لهذه الكلمة العظيمة ، فقوله : { فمن يكفر بالطاغوت } اي ينفي الإلوهية والعبودية عن غير الله ، وقوله : { يؤمن بالله } إقرار وإثبات لعبودية الله وحده .
وقد ضمن الله لمن آمن به وحده وكفر بالطاغوت بأنه المتمسك بالعروة الوثقى ، تلك العروة التي لا نجاة إلا بالتشبث بها ، فالصلاة عروة والزكاة عروة والحج عروة وأعمال البر عرى كلها ، ولكن من تمسك بأي عروة من هذه العرى ولم يستمسك بعروة التوحيد ، لا شك أنها تنفصم ولن تنفعه عند الله ، قال تعالى : { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا } لأنها لم تؤسس على التوحيد الخالص ، قال تعالى : { وجوه يؤمئذ خاشعة عاملة ناصبة } .
مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بدير راهب ، فناداه : ياراهب ، فأشرف ، فجعل عمر ينظر إليه ويبكي ، فقيل له : يا أمير المؤمنين ما يبكيك من هذا ؟ قال : ذكرت قوله عز وجل : { عاملة ناصبة تصلى نارا حامية } فذاك الذي أبكاني ، عملت كثيرا ونصبت فيه ، وصليت يوم القيامة نارا حامية .
فلذلك أول ما يسأل العبد يوم القيامة عن توحيده ، وتحقيقه لعبودية الله وحده ، ولذلك جاء في الحديث الصحيح عن أبن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن ، قال : (( إنك تقدم قوما أهل كتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله - وفي رواية أن يوحدوا الله - فإن هم أجابوا فأخبرهم أن الله فرض عليهم زكاة من أموالهم وترد على فقرائهم . . )) ، فلم يدعوهم بداية إلى الصلاة والزكاة والحج وغيرها من شرائع الإسلام ، ولكن أمره الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعوهم إلى عبادة الله وحده .
قال تعالى : { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } .
والطاغوت لغة : كل ما زاد عن حده ، قال تعالى : { إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية } أي عندما زاد الماء عن حده حملناكم في السفينة .
والطاغوت اصطلاحا : هو كل ما عبد من دون الله ، وهو راض بالعبادة .
وتتنوع أشكال الطاغوت ، فتارة يكون الطاغوت صنما ، وتارة قبرا أو إنسانا أو قانونا ، ولقد كانوا في الجاهلية الأولى يعبدون الأصنام ويذبحون عندها ويدعونها ، وجاء بعدهم من عبد القبور فيذبحون لها ويتبركون بها ويتخذونها آلهة واربابا تعبد من دون الله ، ولكن ابتلي الناس في هذا العصر باتخاذهم لونا آخر من الآلهة يعبدونها ، وهي طاعة أشخاص تابعوهم بالتحريم والتحليل ، فيشرعون لهم ما يوافق أهواءهم ، فيحلون لهم الحرام ويحرمون عليهم الحلال ، فمن تابعهم على ذلك اتخذهم أربابا من دون الله ، قال تعالى : ( إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ).
روى الإمام أحمد وغيره عن عدي بن حاتم - كان نصرانيا ثم أسلم - : دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ قول الله عز وجل : { اتخذوا احبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله } ، فقال : يارسول الله ما عبدوهم - وكان يظن أن العبادة إنما هي الركوع والسجود - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ألم يكونوا يحلوا لهم الحرام ويحرموا عليهم الحلال فيتبعونهم ؟ )) قال : نعم ، قال : (( فتلك عبادتهم )) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( هؤلاء الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله حيث أطاعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله ، إن علموا أنهم بدلوا دين الله فتابعوهم على التبديل فهذا كفر ، فقد جعله الله ورسوله شركا ، وإن لم يكونوا يصلون ويسجدون لهم ) . أهـ
ويقول في موضع آخر : ( ومتى ترك العلم ما علمه من كتاب الله وسنة رسوله واتبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله ورسوله ، كان مرتدا كافرا يستحق العقوبة في الدنيا والآخرة ) . اهـ
قال تعالى : { المص * كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين * اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون } ، ويقول تعالى : { ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلونكم وإن أطعتموهم إنكم إذا لمشركون } ، روى الطبراني عن ابن عباس لما نزلت هذه الآية ، أرسلت فارس إلى قريش ان خاصموا محمدا ، وقولوا له : تذبح أنت بيدك بسكين فهو حلال ، وما ذبح الله عز وجل فهو حرام ؟!
أيها القاضي بغير ما أنزل الله :
إذا عرفت هذا ، وظهر لك أن الكفر البواح والشرك الصراح إتخاذ غير الله مشرعا - سواء كان هذا المشرع عالما او حاكما أو نائبا أو شيخ عشيرة - وعلمتم أن الله قد حكم على الشرك في كتابه ، فقال : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } .
ثم علمتم أن المادة "26" من دستوركم الوضعي تنص على :
( أ- السلطة التشريعية تناط بالملك واعضاء مجلس الامة .
ب- تمارس السلطة التشريعية وغيرها صلاحياتها ومهامها وفقا لمواد الدستور ) .
عرفتم أن كل من قبل بهذا الدين المحدث والكفر البواح المناقض لدين الله تعالى وتوحيده ، أنه قد اتخذ هؤلاء المشرعين اربابا من دون الله تعالى ، يشركهم مع الله في عبادته .
قال الشيخ احمد شاكر رحمه الله تعالى - وكان قاضي المحاكم الشرعية في بداية تحكيم مصر للقوانين الوضعية - : ( هذه القوانين التي فرضها على المسلمين اعداء الإسلام هي في حقيقتها دين آخر جعلوه دينا للمسلمين بدلا من دينهم السامي النقي ، لانهم اوجبوا عليهم طاعتها وغرسوا في قلوبهم حبها وتقديسها والعصبية لها . . . حتى جرى على الألسنة والأقلام -كثيرا - كلمات " تقديس القانون " و " قدسية القانون " و " حرمة المحكمة " وأمثال ذلك من الكلمات التي يأبون أن توصف بها الشريعة الإسلامية واراء الفقهاء ، بل حينئذ يصفونها بـ " الرجعية " و " الجمود " و " شريعة الغاب " إلى امثال ما ترى في الصحف والمجلات والكتب المدرسية التي يكتبها اتباع أولئك الوثنيين . . . - ثم بين كيف تدرج الأمر بالمسلمين فصاروا يطلقون على هذه القوانين ودراستها " الفقه " و " الفقيه " و " التشريع " و " المشرع " وما إلى ذلك من الكلمات التي تطلق على الشريعة وعلمائها ، ثم بين كيف وصل الحال بهم إلى الدرك الأسفل ، فنفوا شريعتهم الإسلامية عن كل شيء ،
قسم النشر والتوزيع
|