إلي متى الاحتلال السعودي
القضايا أنواع، فهناك الواضحة الظاهرة التي نالت حقها من الأضواء والإعلام والتناول، وهناك القابعة في زنازين الحصار وفي ظلمات التعتيم.
ومن هذه القضايا التي حاول المخلصون بعثها والدفاع عنها، لكنهم فوجئوا بالعراقيل الكثيرة التي يضعها آل سعود في وجوههم، قضية تأميم الحرمين.
ولأن في أيدي آل سعود المال والنفوذ فإنهم ينجحون في الكثير من الأحيان في وضع العصا في عجلة مساعي الداعين إلى تحرير الحرمين والساعين في ذلك.
والمال عند آل سعود لا يعني المال فقط، بل يعني شراء ترسانات ضخمة تمتد من الإعلام إلى الفتوى. وفي زمن مرتزقة الإعلام ومرتزقة الفتوى المستعدين للقتال في كل الصفوف ، فإن آل سعود قد تمكنوا فعلا من تجنيد صفوف طويلة من المدافعين عن قضاياهم، والواقفين في وجوه خصومهم.
لكن الحقيقة كانت دوما أقوى من الدجل والأكاذيب، مثلما أن الحق أقوى من زبد الباطل، وكما أن الشمس أقوى من الغربال. لذلك فإن آل سعود يعرفون جيدا أن عرشهم الهش وقضاياهم الباطل لا يمكن أن تدوم وأن تبقى إلا بما يسندها، وهم لذلك يدفعون الكثير للكثير، والنتيجة دائما ترسانات واسعة من المسندات والركائز والدعائم والأبواق والأذناب.
وهم أول وأكثر من يعرف أنه لا شيء يقف في وجه الطوفان أو أمام العاصفة.
علمتنا الحياة أن الحقوق لا تضيع ما دام أصحابها يطرقون باب الظالمين مطالبين بها.
وأن الحق آيل إلى أصحابه مهما طال زمن الغصب والباطل. وأن الضمانة الوحيدة لبلوغ الحقوق والحصول عليها هي الثبات على المطالبة بها. سنة الأنبياء عدم التحول عن سبيل الحق مهما عاند المعاندون.
وسنة الأنبياء الثبات على الصواب مهما تنكر المتنكرون.
ومن كلمة واحدة يصر عليها أصحابها، ويناضلون من أجلها، ويصبرون على لأواء طريقها ينبلج الصبح وتتحقق أمنيات أصحاب الحقوق.
لذلك فنحن ندرك أن عنجهية آل سعود ستسقط يوما أمام إصرارنا على حق الأمة في استعادة الحرمين الشريفين... ومن عاش رأى.
نقلاً عن موقع الأمة
http://www.alumah.com/