هذه الفلسفة وهذه التأملات .. وهذه الفِكَر العميقة عمق البحار ..
فكأنى أمام فكرة محلقة من أفكار الغالية على رسلك ..
إذا .. محمد .. لأصارحك وأحدثك عن نفسى ..
من منا بلا أقنعة .. كل منا له العديد منها .. لكنها مختلفة أشد الإختلاف ..
فقناع اللص الذى يخفى وجهه يختلف بالطبع عن قناع البطل الذى ينكر بطولته ..
كلاهما يخفى وجهه .. لكن اختلفت الغاية .. واختلفت النفوس ..
أنا لست ملاكا ولى جانبى السىء الذى أخشى أن يتعرف عليه الناس ..
والله لو علموا قبيح سريرتى ** لأبى السلام علىّ من يلقانى
أعندى أقنعة أرتديها .. نعم .. لدى القليل منها .. لكن لغايات أخرى ..
لئلا أجرح من أحب .. لئلا أشقيه بحبى .. فكأنى أكرهه ويصدق ..
قد يغضبنى صديق .. فأرتدى قناع الصفاء والغفران وفى نفسى شىء ..
فيذهب ما فى نفسى عندما ألقاه بعدها بقليل .. قد خدعت نفسى لكن لأنى أريد لها الخير ..
ليس لدى أقنعة أقترب منها من هذا .. أو أداجى أو أمارى هذا .. ولا يصعب علىّ امتلاكها ..
لكنى أحتقرها .. لا لأنى مثالى .. أو كذا .. أو كذا ..
لكن لأنى لست فى حاجة لأحد .. أيا من يكون .. يكفينى اختلائى بنفسى ..
أضع كل حياتى فى كل مراحل عمرى فى يد شخص واحد .. أفتقده هذه الأيام ..
الناس عندى كلهم = شخص واحد
أضحك متى أردت وأبكى متى أردت .. ولا أبالى بمن حولى ..
فالمثل يقول
الناس لا يعجبهم العجب ولا الصيام .....)
ولأنى على يقين بأنى أستطيع بما لدى أن أغير صورتى فى عقولهم حين المواجهة ..
فمن استخف أو استصغرنى .. لا تأخذنى به شفقة حتى يعلم قدر من استخف به ..
ومن ضحك بوجهى .. افترضت فيه ثقتى ولا يهمنى بما جال فى صدره ..
هنا قد ينتقص ما قلت من قدرى .. لا أبالى .. لماذا .. اقرأ ما بالأعلى ..
أنا أرتدى أقنعتى لا لأخفى نفسى .. لكن لأحمى من أحب وأحرص عليه ..
وقناعى إن خدشته .. سال دما .. لأنك خدشت جلدى .. لا ما تظنه قناعا ..
هذا وجهى ارتسمت عليه كل هذه المشاعر ..
كم أكره الميكافيللية .. أبدا ما كانت الغاية تبرر الوسيلة ..
تحياتى ..