قصائد
عبد الرحيم صالح الرحيم
1ــ الخوف
هو الخوفُ مثل الضباب
يحطُّ خفيفاً على عتبات البيوت
دون صوت
و يكمن حتى أبتداء الظلام ...
بعدها
قد يموت
أو ينام
و قد يحصد الروح حتى تصير
هشيماً ؛
يباب ...
هو الخوف مثل الضباب...
2ــ الريح
لو كان لدينا للباب رتاج
و البيت سياج
ما دهمتنا الريح
كسرتنا الريح....
أخذت كل أمانينا ؛
و سماء محبتنا ..
لم تبق لدينا
غير دم في الطرقات يصيح ..
3ــ كل ما أبتغيه ....
كل ما أبتغيه ...
سريرٌ صغير
و طاولةٌ للكتابة
و مكتبةٌ تبعد عني الكأبة
و نافذةٌ
أرى من فرجتيها أزرقاق السماء
و ما طار في الأفق من خافقات الجناح
و ما لاح من عاليات الشجر
و ما شع في الليل من بارقات النجوم
و وجه القمر ....
كل ما أبتغيه ..
رحلة في سلام
أطير بها في الظلام
من ضجيج المدينة
ودوار الزحام
نحو باب السكينة
4ــ طائر المطر
بعيداً ... بعيداً
تمر السماء
معبأة بالأسى ؛ والدماء...
فلماذا أذاً
كل هذا العناء ؟
و لم الانتظار؟
*****
الصبي الذي ضاع في زحمة الذكريات
يحدق من شاهق نحو باب الحياة
و يرنو إلى سقفها
بعد جدب السنين
علَّ طير المطر
أثر فيض الحنين
يحط على قلبها مرة ً
باعثا ً ..
خفقة َ الأخضرار...