الفراشةوالغدير ..خاطرة
احبائي تلكم هي أولى خواطري اليكم اتمنى ان تحوز اعجابكم
عاشت الفراشة ذات الأجنحة الرقيقة الشفافة حياتها في الأعالي تحلق وتحلق وتحلق ولا تنظر إلى الأسفل مرة واحدة
فهي دائما في سمو وفي رقي من حسن إلى احسن وهكذا عاشت فترة من الدهر.
وذات حلقت فوق الغدير ورأت المياه على صفحته تتألق كأنها كريستالات رصت بمهارة فائقة , وأعجبها المنظر كثيرً وبدت تفكر في التمتع به قليلاً من الوقت , وحومة حول الغدير ترنو إلى ذلك المنظر الرائع واقتربت أكثر منه ورأت صورتها تهتز فوق مياه الغدير مرةً تظهر ومرة تختفي وأعجبها كثيراً منظرها فوق المياه فاقتربت تود لو أنها تعتلق بها , نسيت الفراشة وسط ذلك الانبهار بمنظرها وبشكل المياه نسيت أنها ما خلقت لذلك وما ينبغي لها أن تفعل هذا !, لكنها استمرت في الاقتراب اكثر من الغدير..
أجنحتها الرقيقة أصابها البلل من بعض رزاز الماء فأثقلتها وجعلت حركتها بطيئة .. أرادت أن تعود إلى مكانها في الأعلى لكنها لم تستطع لثقل جناحيها هبطت قليلا وهي مرغمة وأرادت أن تستريح على صخرة صغيرة قرب الغدير تستجمع قواها ثم تطير إلي الأعلى مرة أخرى ثم حاولت الصعود الى الأعلى لكن جناحيها كانا قد ازدادا بللاً ورزاز الماء تكاثر عليها وأصبح نقاط ثقيلة ..
وهوت الفراشة إلى الأسفل ..هوت وهي تبكي وتندب حظها العثر بكت وبكت كثيراً فهي لا تستطيع العيش على الأرض ولا تستطيع الحياة إلا في السماء ,إن حياة الأرض ليست لمثلها إنما لصنف آخر من خلق الله , وأما الفراشات فمكانها دائما في العلو , تعلو فوق كل وتسمو فوق كل شيء , لكنها الآن أضحت فريسة سهلة لأي طائر ذو منقار قوي..مشت الفراشة الى التلة القريبة وصعدتها بصعوبة ونادت هل من مساعد؟هل من يساعدني؟ لكن لا احد يسمعها كلاً مشغول بعمله
و...على درب المحبة نلتقى
|