انتفاضة "المهاجرون" في نيجيريا لإقامة دولة إسلامية
دق جرس الإنذار في أروقة الوكالات الإخبارية دقات خفيفة – ولكنها مروعة – حول اتفاضة جماعة إسلامية "تقاتل" في نيجيريا لمحاولتها إقامة دولة إسلامية . وتقرأ كلمة "تقاتل" بالكسر وبالفتح والفتح أولي كما تدل قراءة ما بين السطور.
ويأتي الترويع (للصليبيين وأوليائهم) في هذا الخبر من مصدرين أولهما أن نيجيريا هي أكثر الدول كثافة سكانية في أفريقيا والثاني أنها تربة أكثر خصوبة لبذرة المد الإسلامي. فأغلبية 120 مليون من أهالي البلاد مسلمون وقد أثمرت انتفاضتهم الإسلامية منذ سنوات عديدة إلزام حكومات الولايات الإثني عشر ذات الغالبية الإسلامية بتطبيق أحكام الشريعة ، في حين بقيت حكومة الدولة الفيدرالية غي يد الصليبيين بموالاة أقرانهم العلمانيون .
لقد بدأت المواجهات المسلحة – حسبما تقول وكالات الأنباء (مستوجبة للتبين) – منذ أسبوعين وعلي الرغم من شراسة القتال وطول المعارك واتساع دائرتها فإن كل الروايات الإخبارية هي تكرار حرفي لرواية مقتضبة بثتها وكالة الأسشيوتدبرس نقلا عن أشخاص قلائل ممثلين لطرف واحد: الحكومة الصليبية (بكر أبا إبراهيم حاكم ولاية يوبي التي تمركز فيها القتال و فيمي أوليليي المتحدث باسم قوات الأمن الفيدرالية).
وكون موجات الذعر تصيب الأقرب بقوة يفسر الاهتمام الأكبر الذي يوليه إعلام دولة جنوب أفريقيا الصليبية الأخري ،،، فقد نشر موقع "نيوز24 دوت كوم" الجنوب أفريفي رواية الأسشييتد برس مدعومة بمشاعر وأقوال إضافية. فقد أورد الموقع النبأ بعنوان أكثر دقة من غيره حيث كان عنوانه "طالبان نيجيريا يضربون مرة أخري".
الشباب كما يصفونهم هم طلبة جامعات ينتمون إلي طبقة عليا في المجتمع النيجيري بدؤوا منذ عامين الدعوة إلي ثورة إسلامية لإقامة دولة إسلامية علي غرار إمارة أفغانستان الإسلامية ،،، يوالون الملا عمر في حين أن أحدا منهم لم يذهب إلي أفغانستان للقتال أو التدريب . ومما يروي أن الحكومة الفيدرالية انتبهت للأمر في شهر رمضان الماضي عندما بثت الجماعة منشورات توضح مخالفات حاكم الولاية للشريعة الإسلامية وتطلب من الناس تأييدهم لإقامة دولة إسلامية.
وقد اختلفت الروايات الإعلامية في اسم الجماعة فكثير منهم قال أن اسمها "السنة والجماعة" ومصدر واحد فقط – نيوز24دوت كوم – قال أنها جماعة "المهاجرون" نقلا عن أبا أبراهيم حاكم ولاية يوبي. ومن الجدير بالذكر أن "المهاجرون" هو الاسم الذي اختاره الشيخ عمر بكري لجماعته التي انشقت معه عن حزب التحرير في بريطانيا، وتدعوا "جماعة المهاجرون" أيضا إلي إقامة الدولة الإسلامية ولا يستبعد أن يكون لها أتباع في نيجيريا.
وكون أن أحدا من وسائل الإعلام التي اهتمت بشأن انتفاضة الجماعة النيجيرية لم يختلف في هدفها: إقامة الدولة الإسلامية فقد يستغرب البعض أن يقوم شباب مسلمون بالدعوة إلي "دولة إسلامية" في إحدي الولايات الإثني عشر التي تطبق "الشريعة الإسلامية".
لاشك أن تفاعل الأمة مع الأحداث قد فرقت بين تطبيق بعض الأحكام الشرعية في المعاملات والعقوبات في أرض السيادة فيها لغير شريعة الله. تماما مثل ما سوف يحدث في الولايات الباكستانية التي تسلك نفس المسلك. بل وفي بلاد ظن البعض فيها أن دخول الإسلاميين البرلمان يؤدي حتما إلي الحاكمية. بادئ ذي بدء تخلط الأمة الحاكمية بتطبيق بعض أحكام الشريعة الإسلامية ثم لم يلبثوا أن يدركوا أن المسألة غير ذلك . إذ هي السيادة التي إن انتقصت لا يستقيم الأمر.
ومما يدل علي صحة زعم وكالات الأنباء أن الجماعة في نيجيريا – أيا كان اسمها – توالي الطالبان فالظاهر أنهم لما نشطوا في ولاية يوبي قد غيروا اسم أحد مدارس الولاية التي يبدوا أنهم اتخذوها أحد مقار أنشطتهم إلي "مدرسة أفغانستان". هذا مع ملاحظة أن هذا الادعاء قد يكون كذبة الغرض منها إقحام الهجوم عليهم تحت طائلة الحرب علي الإرهاب .
وكدأب الإعلام المعادي لظهور الإسلام علي الدين كله فإن تقاريرهم تقلل من شأن المجاهدين حيثما كانوا فجميع الروايات تردد أن الجماعة لا يزيد عدد أفرادها عن مائتين، ولا يدري المراقب كيف أن 200 غير مسلحين يقاتلون قوات دولة مسلحة أكثر من أسبوعين وقد فر معظمهم كما قالت وكالات الأنباء إلي دولة النيجر المجاورة .
وكالمعتاد تجمع الروايات ذات المصدر الأوحد أن شباب الجماعة هم الذين بادءوا قوات الأمن بالهجوم ،،، ويري من تحليل الروايات المقتضبة أن قوات الحكومة قد هاجمت أفراد الجماعة (المهاجرون) بعد أن أصبح تأثيرهم مرهبا للأنظار الصهيوأمريكية التي تراقب تحرك السكمين عن كثب خشية الظهور المرتقب.
وفي رواية موقع "أول أفريكا دوت كوم" الأخباري فإن السلطات النيجيرية يوم الأربعاء الماضي قد ألغت مجلس العلماء في ولاية الهضبة والهضبة بحجة "الدعوة إلي الكراهية وعدم التسامح" هي إحدي الولايات التي امتد إليها نشاط الجماعة (المهاجرون).
هذا وقد صرح بكر أبا إبراهيم حاكم ولاية يوبي أن الحكومة الجماعة اتخذت لنشاطها مقرا في أرض فضاء بالقرب من حدود جمهورية النيجر وأن الحكومة حاولت أن تقنعهم بالرحيل بعد أن تلقت شكاوي من السكان (أي والله هكذا ... قوم في أرض فضاء يؤرقون الجيران ؟!!) ولكن الجماعة اعتدت علي قوات الأمن ،،، وهكذا تطايرت الشرارة إلي نيجيريا فبدأت الانتفاضة وبدأت الحرب - - وبالحرب يأتي النصر ... للصابرين.
منقول.....