أخي العزيز الكويتي: تحياتي يا طيب
ما قلتـَه عن أن أصل الكلمة صحيح وهي مقلوبة من مألك , قلبت ملأك ثم خففت فحذفت الهمزة وانتقلت حركتها إلى اللام.
لكن ما ورد هنا بلفظ " ملاك " له معنى ءاخر وقد ذكرت شيئا من معنى الكلمة.
وإليك بعض ما يفي بالغرض حيث يظهر جواز استعمال كلمة ملك في جميع أحوالها للإفادة ونحن اجتمعنا هنا كما تعلم لهذا:
قال ابن منظور في لسان العرب ما نصه: قال ابن سيده: ورأَيت في بعض الأَشعار مالَكَ الموتِ في مَلَكِ الموت
وهو قوله:
غدا مالَكٌ يبغي نِسائي كأَنما
نسائي، لسَهْمَيْ مالَكٍ، غرَضانِ
قال: وهذا عندي خطأ وقد يجوز أَن يكون من جفاء الأَعراب وجهلهم لأَن
مَلَك الموت مخفف عن مَلأَك، الليث: المَلَكُ واحد الملائكة إِنما هو تخفيف
المَلأَك، واجتمعوا على حذف همزه، وهو مَفْعَلٌ من الأَلُوكِ، وقد ذكرناه
في المعتل. والمَلَكُ من الملائكة: واحد وجمع؛ قال الكسائي: أَصله
مَأْلَكٌ بتقديم الهمزة من الأَلُوكِ، وهي الرسالة، ثم قلبت وقدمت اللام فقيل
مَلأَكٌ؛ وأَنشد أَبو عبيدة لرجل من عبد القَيْس جاهليّ يمدح بعض الملوك
قيل هو النعمان وقال ابن السيرافي هو لأَبي وَجْزة يمدح به عبد الله بن
الزبير:
فَلَسْتَ لإِِنْسِيٍّ، ولكن لِمَلأَكٍ
تَنَزَّلَ من جَوِّ السَّماءِ يَصُوبُ
ثم تركت همزته لكثرة الاستعمال فقيل مَلَكٌ، فلما جمعوه رَدُّوها إِليه
فقالوا مَلائكة ومَلائك أَيضاً؛ قال أُمية بن أَبي الصَّلْتِ:
وكأَنَّ بِرْقِعَ، والملائكَ حَوْلَه،
سَدِرٌ تَواكَلَهُ القوائمُ أَجْرَبُ
قال ابن بري: صوابه أَجْرَدُ بالدال لأَن القصيدة دالية؛ وقبله:
فأَتَمَّ سِتّاًّ، فاسْتَوَتْ أَطباقُها،
وأَتى بِسابعةٍ فأَنَّى تُورَدُ
وفيها يقول في صفة الهلال:
لا نَقْصَ فيه، غير أَن خَبِيئَه
قَمَرٌ وساهورٌ يُسَلُّ ويُغْمَدُ
وفي الحديث: لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة؛ قال ابن الأَثير:
أَراد الملائكة السَّيَّاحِينَ غير الحفظة والحاضرين عند الموت. وفي
الحديث: لقد حَكَمْت بحكم المَلِكِ؛ يريد الله تعالى، ويروى بفتح اللام،
يعني جبريل، عليه السلام، ونزوله بالوحي. قال ابن بري: مَلأَكٌ مقلوب من
مَأْلَكٍ، ومَأْلَكٌ وزنه مَفْعَل في الأَصل من الأَلوك، قال: وحقه أَن
يذكر في فصل أَلك لا في فصل ملك.
فكما ترى أخي الكويتي استقر اللفظ لمألك أو ملأك على ملك والهمزة أصلية لكن حذفت تخفيفا ً ولفظها عندئذ ملاك يعني زيادة الألف على الكلمة وهذه الزيادة لا بد من نقلها عن العرب ولم ترد إنما يجوز لفظها مألك أو ملأك لأن هذين اللفظين وردا في اللسان العربي لهذا أحببت التنبيه وطبعا كنا نقع في هذا الخطأ ونبهني عليه بعض الأساتذة الأفاضل أحد بحور اللغة والنحو.
وهنا مزيد من التفصيل لزيادة الفائدة:
قال الإمام القرطبي رضي الله عنه في الجامع لأحكام القرءان:
قوله تعالى: "للملائكة" الملائكة واحدها ملك. قال ابن كيسان وغيره: وزن ملك فعل من الملك. وقال أبو عبيدة، هو مفعل من لأك إذا أرسل. والألوكة والمألَكة والمألُكة: الرسالة، قال لبيد:
وغلام أرسلته أمه بألوك فبذلنا ما سأل
وقال آخر:
أبلغ النعمان عني مألكا إنني قد طال حبسي وانتظاري
ويقال: ألكني أي أرسلني، فأصله على هذا مألك، الهمزة فاء الفعل فإنهم قلبوها إلى عينه فقالوا: ملأك، ثم سهلوه فقالوا ملك. وقيل أصله ملأك من ملك يملك، نحو شمأل من شمل، فالهمزة زائدة عن ابن كيسان أيضا، وقد تأتي في الشعر على الأصل، قال الشاعر:
فلست لإنسي ولكن لملأك تنزل من جو السماء يصوب
وقال النضر بن شميل. لا اشتقاق للملك عند العرب. والهاء في الملائكة تأكيد لتأنيث الجمع، ومثله الصلادمة.
وفي النهاية في غريب الحديث لابن الأثير وهو أنفع ما ألف في هذا الباب:<لا تدخُل الملائِكَةُ بيتاً فيه كلبٌ ولا صُورةٌ> أراد الملائكةَ السَّيَّاحِينَ، غيرَ الحفَظَة والحاضِرِينَ عند الموتِ.
والملائكةُ: جمعُ مَلأَكٍ، في الأصل، ثم حُذفَتْ همزتهُ، لكثرة الاسِتْعمَال، فقيل: مَلَكٌ. وقد تحذفُ الهاءُ فيقال: مَلائِك.
وقيل: أصلُه: مَأْلَكٌ، بتقديم الهمزةِ، من الألْوك: الرِّسالة، ثم قدِّمَت الهمزةُ وجُمِع.
وفي لسان العرب أيضا ً:
قال سيبويه: سأَلت الخليل عن سَوائِيَة، فقال: هي فَعالِيةٌ بمنزلة
عَلانِيَةٍ. قال: والذين قالوا سَوايةً حذفوا الهمزة، كما حذفوا همزة هارٍ ولاثٍ، كما اجتمع أَكثرهم على ترك الهمز في مَلَك، وأَصله مَلأَكٌ.
وفي مفردات ألفاظ القرءان للراغب الأصفهاني رضي الله عنه:
ألك
- الملائكة، وملك أصله: مألك، وقيل: هو مقلوب عن ملأك، والمألك والمألكة والألوك: الرسالة، ومنه: ألكني إليه، أي: أبلغه رسالتي، والملائكة تقع على الواحد والجمع.
قال تعالى: {الله يصطفي من الملائكة رسلا} <الحج/75>.
قال الخليل (العين 5/409) : المألكة: الرسالة؛ لأنها تؤلك في الفم، من قولهم: فرس يألك اللجام أي: يعلك.
أرجو أن أكون بينت بهذه النقول ما تعم به الفائدة واسلم يا حبيبي لأخيك مجدي, ولماذا اعتذرت؟ إنت تامر وتدلل يا كويتي