تجحشن التيس يا عرب
كان لجدتي تيسا وبعض العنزات، يلدن الجداء ويحلبن اللبن مدرارا. أما طويل العمر التيس يأكل العلف ويعب الماء الزلال ولا يكاد يلتصق بالسفلي، يقضم باستمرار شيئا ما. فطالت لحيته وكذلك عمره. فسميناه بطويل العمر، كان قوي البنية ولا يستعرض عضلاته على العنزات فحسب، بل وعلى الجداء الصغيرة. حين تقدم الماء ترى التيس أول من يشرب، يقدم العلف التيس اول من يأكل..
من ليس عنده تيس يجهل مدلول فعل (التتييس)، وما أدراك ما التتييس..! حينما يتييس التيس ينحصر تفكيره في قرونه، فتجده ينطح الجداء فتخشاه العنزات وتبتعد، يتحرش باضعف العنزات، ينطح الأرض والجدران. يركض جيئة وذهابا بلا هدف سوى استعراض القرون والعضلات. وأخطر ما يمكن أن يصاب به التيس من حيث الضرر هو أن يتشبه بالحمار.. فالتيس-الحمار أو المتحمير قد يضر بنفسه وأهله.
تحمير تيسنا المصاب بالتتييس ونطح جدتي التي تطعمه فنحره جدي وصنع من جلده طبلا نقرعه في الاتراح والأفراح إن وجدت.
نعلم جميعا أن مهمة الجيش وقواده الحفاظ على الوطن والمواطن بأقل الخسائر.. تصور لو أن هذا التيس كان قائدا لجيش أو رئيسا لفرقة عسكرية.. ماذا كان سيحرر أو يستعمر التيس - الحمار..!
ذهب تيسنا المتجحشن بعد طول عمر غير مأسوفا عليه.
__________________
متى كانت الهزيمة نكسة والخيانة وجهة نظر...!
Les loups ne se mangent pas entre eux
|