قبسات
السلام عليم ورحمة الله وبركاته ..
بعد أن قرأت كلمات من كتيب قبسات للشهيدة بنان الطنطاوي استوقفتني بعض منها رغم أنها ليست المرة الأولى التي أقرأها ، وإليكم ايها الإخوة بعضاً منها :
قال خالد بن الوليد -رضي الله عنه- عنه عند موته:
"ما كان في الأرض من ليلة أحب إلي من ليلة شديدة الجليد ، في سرية من المهاجرين أُصبِّح بهم العدو، فعليكم بالجهاد " .
ثم قال : "شهدت مئة زحف أو زهاءها ، وما في جسدي موضع شبر إلى وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، ثم ها أنا ذا أموت كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء".
وقرأت أيضا في ذات الكتيب ..تقول :
....كم مرة تذكرت وأنا أبصر ما ينزل بالمسلمين من نكبات وما يعانونه من ويلات ، وما يتربص بهم من أخطار ومهالك .
.... كم مرة تذكرت وأنا أبصر هذا وأبصر في ذات الوقت غفلتهم ، وتقطع وشائجهم ، وقلة تناصرهم، وانشغال كل فرد أو فريق منهم بنفسه عن غيره ، وبيومه عن غده ، وبدنيا عن آخرته .. وهم في سِنتهم لا يستيقظون على ضربات الدهر ، ولا ينتفعون بتجاربه ومواعظه.
كم مرة تذكرت وأنا أشهد هذا كله قصيدة أبي البقاء الرندي (الأندلسي):
لكل شئ إذا ما تم نقصان
..................فلا يغر بطيب العيش إنسان
ثم تروي قصيدة مؤثرة حقا .. فتقول :
فجائع الدهر أنواع منوعة
..................وللـزمان مسـراتٌ وأحـزان
وللحوادث سلوان يهونها
..................وما لما حل بالإسلام سُلوان
يا راكبين عتاق الخيل ضامرة
..................كأنها في مجال السبق عقبان
وحاملين سيوف الهند مرهفة
..................كأنها في ظلام النقع نيران
وراتعين وراء البحر في دعة
..................لهم بأوطانهم عز وسلطـان
كم يستغيث بني المستضعفين وهم
..................أسرى وقتلى، فمايهتزإنسان
ماذا التقاطع في الإسلام بينكم
..................وأنتم يا عباد الله إخوان
ألا نفوس أبِيّات لها همم
..................أما على الخيرأنصاروأعوان
يا من لذلة قوم بعد عزهم
..................أَحال حالَهمكفر وطغيان
بالأمس كانوا ملوكاً في منازلهم
................واليوم هم في بلادالكفرعبدان
فلو تراهم حيارى لا دليل لهم
..................عليهم من ثياب الذل ألوان
ولو رأيت بكاهم عند بيعهم
..................لهالك الامر واستهوتك أحزان
يا رُب أم وطفل حيل بينهما
..................كما تفرق أرواحٌ وأبدان
وطفلة ما رأتها الشمس إذ برزت
..................كأنما هي ياقوت ومرجان
يقودها العِلج للمكروه مكرهة
.................والعين باكية،والقلب حيران
لمثل هذا يذوب القلب من كمد
................إن كان في القلب إسلام وإيمان
هذه الكلمات يرويها الشاعر يستغيث بها الشاعر أهل المغرب ومن وراءهم من المسلمين لإغاثة إخوانهم في الأندلس ونقد فيها سكوتهم وجمودهم وعدم مبالاتهم ومبادرتهم بالغوث لما يلاقيه إخوانهم في الأندلس من صنوف العذاب على أيدي إخوانهم ، وكأني به إذ يرويها يروي واقعا تعيشه عدد من البلدان الإسلامية ..لكن حين تدب النخوة الإسلامية في نفوس الشباب المسلم , يتبدل حال الذل والهوان إلى عز وإقدام .. يتمثل في وقتنا الحالي بما نراه من عمليات استشهادية يقوم بها صفوة من الشباب المسلم ..
نسال الله النصر والتأييد منه وحده .. إنه على ذلك قدير
__________________
نداء الأخوة الصادق .. يبعث في النفس هاجس الصدق والإخلاص.
أخ لي طاهرالأخلاق عذب كأنه
....... جنى النحل ممزوجًابماء غمام ً
ara_383@hotmail.com
|