مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 13-05-2002, 03:04 PM
khatm khatm غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 148
إفتراضي الجزء السادس( حقيقة كفر وجرم حزب الله في لبنان فضحه الله)

البناء بالحرب!!

حين وصلت الحركة الجديدة إلى «الحالة الثورية» كان لا بد من الاستجابة للنداء المقدس من ضرورة تحويل لبنان إلى دولة أخرى، وحيث الروح المعنوية عالية، والمدد المادي والعسكري والتنظيمي متوفر بكثافة وبكرم يفوق الخُلُق العربي ، فكان لا بد من الخروج الكلي من الشرنقة والإعلان الواضح عن الحركة، وكان من الطبيعي أن يتوجه الجهد العسكري لمحاربة الاحتلال وتطهير الأرض اللبنانية من «رجس اليهود» والسعي إلى إخراجهم من «الأرض المقدسة» إلا أن ذلك لم يكن هدف الحركة!! يقول وضاح شرارة: «لم يصرف الإسلاميون اللبنانيون ـ والقيادة الإيرانية من ورائهم ـ جهدهم إلى عمليات ضد الإسرائيليين وقوات احتلالهم، في الأشهر الأولى التي أعقبت صيف 1982؛ فمصدر الخطر الأول على «مجتمع الحرب» أو «الحالة الجهادية»، يومذاك ليس الاحتلال الإسرائيلي!! فكان المصدر الذي يتهددها هو استقرار الدولة اللبنانية وحملها اللبنانيين على تسليم أمورهم وشؤونهم إليها وإقرارهم بشرعيتها، وهذا ـ أي التسليم والإقرار بالشرعية ـ ما كان يبعد أن يحظى به الاحتلال الإسرائيلي.

ويبرز الفرق جلياً بين الإسلاميين وبين الأحزاب والقوى السياسية التي أمدت المقاومة الوطنية اللبنانية بالمقاتلين والسلاح والخطط، في هذه المسألة، وما احتجاج الشيوعيين اللبنانيين على سبقهم في هذا الميدان إلا إمعاناً في الغلط، وفي التعامي عن الاختلاف في تقدير الأوضاع؛ فذهب الحزب الشيوعي اللبناني، والحزب السوري القومي الاجتماعي، وبعض فصائل حركة «أمل»، والمرجح أن قسماً من الفلسطينيين تابعهم على رأيهم، إلى أن الأمر الملحّ والداهم هو عرقلة الاحتلال الإسرائيلي، والحؤول دون استتبابه، والمضي على المقاومة التي جابهت العملية الإسرائيلية ـ ولو اختلف في تقويم هذه المقاومة ـ وعقدت الأحزاب والمنظمات آمالها على قيامها بـ «حرب التحرير» هذه، ورجت أن تقطف ثمار عملها قوة جديدة تمكنها من أخذ موقع سياسي راجح في الميزان اللبناني، وتضافر على تصويب هذا التناول وتصحيحه الرسم السياسي والتاريخي المتحدرُ إلى الحركات السياسية والعسكرية اللبنانية والعربية من ثقافة «حركات التحرير الوطني» المصطبغة بصبغة لينينية عميقة. وقوام هذا الأسلوب أن الحكم والسلطة يؤولان إلى من يضطلع بمهمات الحرب على الأجنبي والمحتل، وأن الحرب هذه حربان: واحدة على الأجنبي وأخرى على «حلفائه» أي: فعلاً وعملاً، على من قد ينازع «حركة التحرير» بقيادة الحزب الشيوعي المفترضة الحكم والسلطة، فالسبّاق إلى الحربين والساعي بحرب الأجنبي إلى حرب الوطني المنافس هو الأوفر حظاً في الاستيلاء على السلطة، ويسمي المرشحون لمثل هذه الدور، يسمون هذه الحبكةَ: إنجاز مهمات المرحلة الوطنية بقيادة الطبقة العاملة.

اطَّرح «الإسلاميون» هذه الطريقة من غير مواربة ولا تأخر، فقدَّموا على سائر المهمات والأعمال مهمة الحؤول بين الأبنية السياسية والإدارية اللبنانية وبين انتزاع الاعتراف بشرعيتها من جديد. والسبب في ذلك أن مثل هذا الاعتراف يحكم على الإسلاميين ، بالخروج على الشرعية، وعلى ما هو مُجمَع عليه، ويدينهم بعرقلة مسيرة السلم والعودة إلى الحياة السياسية الآمنة. وأعدت الإسلاميين لهذا المنهج عواملُ كثيرة، منها: أنفتهم من تناول الأمور تناولاً وطنياً ومحلياً، ومنها بروز الوجه الإقليمي والدولي للحرب الإيرانية العراقية، واختبار قادة طهران جدوى التعبئة الجماهيرية عسكرياً وسياسياً وانتقالهم بعد ربيع وصيف 1982م إلى مرحلة الهجوم، وسعيهم إلى انتزاع مكاسب إقليمية ثابتة في نهاية هجومهم المأمول. ولم يكن خافياً أن استقرار أبنية الدولة اللبنانية ناتج المساعدة الأمريكية والأوروبية التي تحوط هذه الأبنية، وترعى ذراعها المسلحة، وتحول بين القوى الإقليمية والمحلية وبين بعثها الأحزاب التي تسعى إلى تقطيع جسم الدول. ولما كانت الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية تقف عائقاً دون إحراز القوات الإيرانية انتصارات عسكرية في حربها مع العراق، تحالفت السياسة الإيرانية والسياسة السورية(1) والمصالح المحلية على ضرب القوة الأوروبية والأمريكية وإحباط الانتصارات الإيرانية معاً. وضربُ مثل هذا الغرض ـ القوات المتعددة الجنسية ـ كفيل إذا ما أفلح بحرمان الدولة اللبنانية الرعاية التي لا قيامة لها من دونها، وبإباحة لبنان أرضاً ومجتمعاً للمعاقل المختلفة، وهو كفيل أيضاً بإطلاق اليد السورية في لبنان، وبتعويض التراجع الذي منيت به القوات السورية في صيف 1982م، وبمد جسر إيراني إلى قلب المشكلات العربية يحول دون تأليب الإسلام العربي «السني» عليها، وتحويل إيران إلى قوة عربية عن طريق محاربة القوات الإسرائيلية والعلاقة بالمنظمات الفلسطينية على أرض دولة عربية. لذا أعدت القيادة الإيرانية العدة قبل أي شاغل آخر لاستعادة الضواحي الجنوبية من بيروت التي ترنو إلى أن تكون معقلاً لها، وانتزاعها من أيدي الجيش اللبناني. ومثل هذه الاستعادة ما كان لها أن تتوطد وتتمكن لولا حمل القوات المتعددة الجنسية ـ وعلى رأسها القوات الأمريكية ـ على التخلي عن مهمتها المفترضة، لذا حل هذا العمل ـ أي حمل القوات المتعددة الجنسية على ترك لبنان ـ مكانة رفيعة في تاريخ الخمينيين المقدس، واضطلع بدور كبير في رسم نهجهم وطريقتهم، فإقدام رجلين (أو أكثر) على مهاجمة بناءين مكتظين بالجنود الأمريكيين والفرنسيين صبيحة 23/10/1983م، وسقوط ثلاثمائة قتيل ونيف من جراء هذا الهجوم(2)، وانقلاب القوات المتعددة الجنسية إلى موقف الدفاع والتوقي، وإقلاعها عن حماية الدولة اللبنانية قبيل انسحابها، كل هذه جاءت مصدقة في الظاهر لمذهب مرشد الثورة الإيرانية الأول»(3).

ويعني هذا الأمر، بعبارة أخرى، وفي ضوء الثورة الإسلامية الإيرانية وتجربتها يومذاك، أن الحرب وحدها في مستطاعها أن تظلل إنشاء المعقل الإسلامي، وأن ترد عنه غائلة حياة اجتماعية وسياسية وثقافية مستقرة، لذا كان الإسلاميون الشيعة ذوو الهوى الإيراني والخميني في الصفوف الأولى من كل أعمال الكر والهجوم على «العدو العام»: على القوات الإسرائيلية، وعلى الوحدات الأمريكية والفرنسية، وعلى «القوات اللبنانية»، وعلى الجيش اللبناني، وعلى المواطنين اللبنانيين المسيحيين والمواطنين الأجانب، وعلى «جيش لبنان الجنوبي»، وعلى السفارات الأجنبية والعربية، وعلى القوات الدولية، وعلى بعض المواطنين اللبنانيين المسلمين الذين يخالفون الشيعة في الهوى والمشارب، وعلى المراقبين السوريين الذي سبق قدومهم الانتشار السوري في بيروت أواخر شباط 1987م، وعلى مسلحي «أمل» بالضاحية الجنوبية في صيف 1988م، وعلى المسلحين الفلسطينيين المتحالفين مع «أمل» في حروب المخيمات الطويلة (1985 ـ 1990م) فهؤلاء كلهم، الذين كانوا أو ما زالوا هدفاً لأعمال الخمينيين الحربية، تسهم حربهم في إنشاء الجيب الإسلامي الإيراني وفي إطالة الأمد الذي يحتاج إليه أصحابه من أجل إرسائه على أسس يظنونها ثابتة. فإلى الدور الذي تضطلع به هذه الحرب الكثيرة الوجوه في الوصول بمآرب السياسة الإيرانية إلى غاياتها الإقليمية والدولية، تضطلع بدور آخر لا يقوم الدور الأول إلا به، وهو تشييد أبنية المجتمع الإسلامي الذي تتعهده ولاية الفقيه ويتعهده وكلاؤه، ونواة هذه الأبنية «الشخصية الإسلامية التامة»،وهذه «الشخصية» تعد في المدارس والحوزات، بديهة ـ وهي بديهة من بدائه الإمامية ـ وتعد في هيئات تطيف بحياة «الملتزم الرسالي» من كل جهة، قبل أن تضعه في اللحد، وترعى ذكره وأولاده، وتسوق روحه وتضعها بين يدي صاحب الزمان أو نائبه»(4).

-------------------
(1)راجع مسوغات التحالفات الإيرانية، مبحث «بين طهران ودمشق» وما بعده، ص 173.
(2) راجع تفاصيل العمليات التي قام بها حزب الله ضد الأهداف الأمريكية والفرنسية بمساندة الحرس الثوري، د. سعد أبو دية، دراسة تحليلية في العمليات الاستشهادية في جنوب لبنان، ط 1، 1407هـ.
(3) دولة حزب الله، 231 ـ 232، 269 ، 271 بتصرف.
(4)انظر دولة حزب الله/121 ـ 122.

فدائيون أم .. عملاء؟

في الوقت الذي كانت إحدى مجلات اليسار الثوري المتطرف تتوب فيه من اليسار، والثورة والتطرف، أوردت مقالاً بعنوان: حزب الله.. فدائيون أم عملاء؟ ووصلت كاتبة المقال في نهايته إلى أنهم عملاء(1)!!

في الوقت ذاته لم تمنع أُخُوة المذهب أحد الكتاب أن يطلق على حزب الله لقب «خدم للأسياد»(2)

وتلطف بعض الكتاب وأطلقوا عليهم.. الوكلاء(3)

بل إن أمينه العام اعتبر الحزب.. ورقة وأداة(4)!!

في جميع الأوصاف السابقة إشارات واضـحة باتهامات وإدانات لحـزب الله، وهنا لن نتبنى وصفاً معيناً ممـا سبق، ـ وإن صـدرنا واحداً منه ـ ولكن سنعرض تفاصيل الاتهامات وما يتعلق بهـا، ثم نترك القارئ يجيب على هذا السؤال.

ومع النظر إلى الخدمات التي يقدمها حزب الله لعامة الشيعة في لبنان، ومع حجم المبالغ المالية الضخمة التي تنفق على هذه الخدمات، والتي ينفقها الحزب على الجهاز العسكري، ومع النظر كذلك إلى سياسة الحزب تجاه إيران وتجاه سوريا، ونظرة الحزب إلى العالم، من خلالها سندرك بلا شك إجابة السؤال.

------------------------
(1) روز اليوسف ، د. فاطمة سيد أحمد ، العدد: (3685) 25/1/1999م.
(2) وضاح شرارة، دولة حزب الله، ص 335.
(3) أحمد خالدي، حسين ج.آغا، سوريا وإيران، تنافس وتعاون، ص 135.
(4) حسن نصر الله، جريدة الأنباء، العدد: 8331، 14/2/1420هـ.


تابع انشاء الله
__________________
khatm
  #2  
قديم 13-05-2002, 03:08 PM
khatm khatm غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 148
إفتراضي

هل كان الإحسان خالصاً؟
===========

«إننا يمكن أن نأتي بالتغيير في لبنان بتعليم الشعب وتنويره داخل المؤسسات الاجتماعية»(1).

«إن قوتنا تكمن في قدرتنا على صنع الناس والجماهير، وعلى أن نضع أوامرنا موضع التنفيذ، إنهم ينفذون أوامرنا؛ لأنهم يعرفون أننا أقرب الناس إلى تحقيق مطالبهم»(2).

بهذه الكلمات الموجزة يبين محمد حسين فضل الله، الزعيم الروحي لحزب الله إحدى الوسائل الهامة التي يسعون من خلالها إلى تحويل لبنان إلى دولة شيعية، أو على الأقل مجتمعاً شيعياً، فلم تقتصر وسائل التغيير لدى «حزب الله» على نمط واحد، بل تعددت وتشعبت في أركان لبنان، وكل وسيلة تغرس غرساً وتجني ثمراً.

وكان للخدمات الاجتماعية التي يقدمها «حزب الله» دور كبير في ترسيخ القناعة بأحقيته بأن يكون صوت العشيرة وراعيها الساهر على راحتها، الساعي إلى قضاء حوائجها، في وقت تقطعت فيه أوصال المجتمع اللبناني، وانهارت مؤسساته بعدما حل بالبلد ما حل.

وفي الوقت الذي سعى فيه حزب الله لأن يكون رأس الحربة في الساحة اللبنانية، وفي مقدمة الطائفة الشيعية، كان لا بد من النظر إلى عامة الشيعة نظرة تشعرهم بالاهتمام بهم، والسعي لرفع الفقر والحاجة التي طالما عانوا منها، فكان للحزب سعيان: سعي بالسلاح، وسعي بالإحسان؛ فالمبادئ والمثل والحقائق تبقى عند كثير من الناس بلا تأثير إن لم يروا لها أثراً حياً يتحرك بها في واقعهم.

ولم يكن هذا الإحسان خالصاً كله؛ فقد كان فيما يرمي خلق جبهة خلفية تتبنى الدفاع الأدبي والمعنوي عن الحزب، كما أنها تمثل المدد البشري الذي يدين بالولاء والطاعة، فليس جزاء الإحسان إلا الإحسان.

----------------------------
(1) قراءة في فكر زعيم ديني لبناني، د. أحمد إبراهيم خضر، مجلة المجتمع، العدد: 954، ص 43.
(2) المصدر السابق، العدد: 958، ص 50.

دور المؤسسات الاجتماعية وهدفها

في الوقت الذي خسرت فيه كثير من الحركات السنية كثير من عامة الناس لإخفاقها في توجيه الخطاب المناسب لها، وتقديم الرعاية الاجتماعية، بل إن من هذه الحركات من ناصب عامة الناس العداء واعتبرهم «جاهليين» في الوقت ذاته نرى هنا تجربة الرعاية الاجتماعية التي قدمها حزب الله، وكيف كان لها أثرها في تثبيت أقدام الحزب، وبرغم الموقف الواضح هنا من الحركات الشيعية عامة، وحزب الله خاصة، فلا يُظن أن هذا الكلام ذم مطلق للحركات السنية، وإنما إشارة إلى جزء من منهجها الذي لم توفق فيه للوصول إلى أحد ركائز الدعوة.

وإن كانت صور التجربتين غير متطابقة في مكوناتها وتطبيقاتها إلا أن النظر إلى التجارب التي حققت نجاحاً أكثر من الأخرى ـ في بعض جوانبها ـ لا شك أنه سيعود بالفائدة.

«تنهض المؤسسات الاجتماعية بالصلة بعامة الشيعة؛ فهي نظير: «المنظمات الجماهيرية» في الحركات الشيوعية خاصة. والمقصد منها إنشاء دوائر أوسع، وكلها تفترض علاقة وثيقة ومتينة لسياسة الحركة وعملها. إن الهيئات المختلفة تعمل على الإحاطة بكل وجوه الحياة الاجتماعية، وعلى إنشاء مجتمع نقيض للمجتمع العام والظاهر، فينبغي لمن تسميهم الحركة الشيعية الإيرانية «الملتزمين» تارة، و«المجاهدين» تارة أخرى، ينبغي إذن لجمهورها وأنصارها أن ينتقلوا من المهد إلى اللحد هم وأهلهم الصغار منهم والكبار من غير الخروج من مرافق «ذلك المجتمع» مهما كانت الذريعة، من تعليم وتريض واستشفاء وصداقة وزواج وقتال وعبادة، إلخ... وإذ يقول دعاة «حزب الله» وخطباؤه إن الإسلام إسلامهم وهو حركة شاملة، وذلك يقتضي أن من ألحّ مهامهم عليهم: استكمال إنشاء الجمهورية الإسلامية بقيادة الخميني»(1).

«وكان لاجتماع عوامل التهجير والإقامة المرتجلة وانكماش فرص العمل المستقر وتدني الدخل، أن انتشرت مؤسسات الرعاية الاجتماعية والإغاثة على نحو واسع. وأخذت هذه المؤسسات على عاتقها مهمات كثيرة: من مساعدات طارئة للمهجرين «بما في ذلك ترميم المنازل التي تضررت من جراء الحرب ـ إلى المساعدة الطبية وتوزيع الأدوية، ومن التعليم المهني إلى تأهيل المعاقين تأهيلاً جديداً، ومن التأهيل الاقتصادي ـ قروض طويلة الأمد لمزارعين وحرفيين وتجار فقدوا مورد رزقهم ومعاشهم ـ، إلى إنشاء مساكن جاهزة ومساعدات مدرسية، وتولت اللجان والمؤسسات والهيئات والمنظمات، مهمات متفرقة في ميادين وحقول كثيرة، منها: معالجة الجرب، واكتشاف القمل، وتوزيع مساعدات غذائية، وإقامة معارض كتب، وإنشاء مستوصفات والقيام على خدماتها، وإصلاح أضرار من جراء النزاعات الداخلية، وإعداد دورات خياطة وتطريز، وتجريد حملات لمحو الأمية، وإعداد ممرضات، وتأهيل مشاتل وتوزيع شتول على المزارعين، وتعهد سياسة طب وقائي في المدارس، وتمكين الطلاب الأيتام والمعوزين من التعليم المهني والتقني، وتقديم منح طالبية، وتنظيف المدن من الردم، وإحصاء الأضرار والخسائر، ومساعدات نقدية دورية، وتوفير أطراف صناعية، ورعاية المعاقين وتأهيلهم، وإعداد اختصاصيين في تدبير أمور الأطفال، واستيعاب المكفوفين والصم، ومساعدة مستشفيات على سد العجز في ميزانياتها، وتعليم الطباعة على الآلة الكاتبة، وشراء بطاريات قلب، وإجراء فحوصات مخبرية، وتدريس القرآن.

فلم يبق حقل من حقول الحياة الاجتماعية بعيداً من يد المساعدة والإغاثة والتعويض والإحصاء والإرشاد. وسعت إمّا فـي جمـع المساعدة والحث عليها أو في صرف المساعدات المتوفرة والهبات إلى المحتاجين»(2).

وقد كان الاهتمام الشيعي بالخدمات الاجتماعية منذ بدايات النهضة الشيعية، فقد كانت خطوات موسى الصدر الأولى في لبنان أن أنشأ مدرسة الخياطة والتفصيل في عام 1963م، ومدرسة التمريض في 1969م، ومدرسة جبل عامل المهنية في 1969م، ومبرة الزهراء، ومستشفى الزهراء بعد ذلك(3).

وكان من أبرز المؤسسات الشيعية التي قامت بأدوار اجتماعية بارزة:

مؤسسة الشهيد:

«فعلى نحو ما احتلت «مؤسسة الشهيد» بإيران مكانة رفيعة وتوسل بها الحكم وأجهزته إلى النفاذ إلى النسيج الاجتماعي والأسري وإلى دقائقه الصغيرة والخفية، عمل فرع المؤسسة بلبنان على الاضطلاع بالدور نفسه، ولا شك في أن حضانة «عوائل الشهداء الشيعة» ورعايتها، لبنة مهمة في السعي إلى رسملة العلاقة بالشاب الذي سقط في صفوف الحركة، وذلك من طريق ضمان معاش العائلة التي خسرت ولدها، وإشراكها في مرافق الحركة المختلفة ونشاط هيئاتها.

وتحوط الحركة الإسلامية الخمينية من يُقتلون منها في معارك مختلفة ببناء كامل ومتماسك من الشعائر الحادة والمعقدة، لكنها لا تقصر على الشعائر، أو هي ترسي شعائرها على هيكل قوي يكون للتعبئة والتنظيم شطر منه، وللمصالح الدنيوية والأرضية شطر آخر!! وإذا كانت منظمات العلماء ومدارس التعليم الديني أقنية يسلكها النفوذ الإيراني ويجري فيها لينشئ نخباً جديدة على مثاله وتلبي حاجاته المحلية، فمنظمات «الشهداء» هي أوردة هذا النفوذ وشرايينه في لحم الاجتماع الشيعي اللبناني، وهي سُلَّمه وجسره إلى نواة هذا الاجتماع»(4).

«ولا تخفي «مؤسسة الشهيد» اضطلاعها تجاه «عوائل الشهداء» برعاية لا تقتصر على المواساة والعاطفة الصادقة، بل تتعداها إلى القيام بعبء مالي كبير، بعضه عيني يتمثل في تعويض ثابت ودوري، وبعضه الآخر خدمات مدرسية وصحية وتربوية ودينية.

ومن الخدمات الدينية الحج، وأداء مراسمه وشعائره على نفقة المؤسسة؛ ومنها تنظيم زيارات مشتركة للمشاهد بإيران التي قد كانت تختم وتتوج بلقاء «قائد الأمة » خميني عندما كان حياً.

يضطلع الفرع اللبناني لـ «مؤسسة الشهيد»، بخدمة دينية وإنسانية قلما يدور الكلام عليها علناً، إلا أنها لا تُهمل ولا تنسى، وهي رعاية اللواتي قتل أزواجهن، وقد نشرت الحركة الإسلامية الخمينية في صفوف مريداتها ومريديها مثالاً للزواج وللعلاقة العائلية ينهض على مطلب واحد هو الاشتراك في الإيمان وفي الاعتقاد. ويقلل هذا المثال من دور البواعث القوية التي لا يحكم المرء، ـ أو المرأة ـ، سيطرته عليها، ويقلل من خطر الاختيار الفردي والروابط التي لا ترجع إلى قياس عام تنضبط عليه»(5).

«والمؤسسة مسؤولة عن عوائل من يسقطون في المعارك والأسرى خدمة ورعاية بمن فيهم القتلى المدنيون من غير المقاومين، وقد بدأت المؤسسة عملها مع انطلاقة المقاومة، ولمداراة الآثار السلبية التي يمكن لها أن تحبط معنويات الأهل والبيئة المحيطة بهم. والمؤسسة منتشرة في معظم المناطق اللبنانية وتتولى فيما تتولاه الاهتمام بتعليم أبناء الذين قضوا نحبهم، وهي تنسق مع الأهل انطلاقاً من نظرية الرعاية ضمن الأسرة.

إن أساس الفكرة: هي التعويض قدر الإمكان عن غياب المعيل حتى لو كان مسؤولاً عن عائلتين: زوجته وأولاده من جهة وأهله من جهة ثانية، وللأولاد مدارس خاصة وأساتذة وأنشطة كشفية ورياضية وترفيهية، وللزوجة المسكن والعمل ولجان المؤازرة في إطار برنامج خاص بـ «دعم الأمومة» وثمة اهتمام خاص بهذه الناحية نظراً لأن الزوجات تبعاً لأعمار أزواجهن الشهداء هن بين السابعة عشرة والعشرين من العمر.

وتعد برامج (التكافل) أهم مصدر لتمويل «مؤسسة الشهيد» وهي تعتبر أن مهماتها إشاعة «ثقافة التكافل» والقيام بصلة وصل بين التكافل والكفيل لرعاية الثاني وإشعار الأول بدوره. ويلحظ في هذا المجال امتداد الكفالة إلى حين توفير القدرة لليتيم للاستغناء المادي وتدبر أموره بنفسه؛ وفي هذا السياق باتت المؤسسة تملك مكتب عمل متخصصاً بتأمين فرص العمل، مع إعطاء أفضلية لذوي القتلى والأسرى، والكلفة الإجمالية لكل ولد هي حوالي 2500 دولار شهرياً»(6).

تابع يوم غد انشاء الله

موقع جديد
khatm
__________________
khatm
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م