لافتة..الاستثناء
أحمد مطر
تَقولُ الورودْ:
يُحبّونَ منّي احمرارَ الخدودْ
وعبْقَ الشَّذا، واخضرارَ البُرودْ
ولكنّهم يُضمرونَ الكَدَرْ
إذا ما أحسّوا بوخزِ الإبَرْ .
لماذا الجحودْ ؟
كذلِكَ كُلُّ برايا الوجودْ
بكفٍّ تذودُ .. وأخري تجودْ :
بسيفِ الصّواعقِ يجري السَّحابُ
ومِن فيهِ يجري نَميرُ المَطَرْ .
وبالنّارِ والخسْفِ يغلي التُّرابُ
ويطرحُ بَرْدَ النّدي والشّجَرْ .
وبالعَصْفِ والقَصْفِ يَرغو العُبابُ
ويسخو، بلا مِنّةٍ، بالدُّررْ .
كذلك طبعُ جميعِ البرايا ..
ولكنّما أصلُ كُلِّ الخطايا
وهُمْ وَجْهُ شَرٍّ وهُم ظَهرُ شَرْ
يَرونَ السّلامةَ دُونَ الخَطَرْ .
عجيبٌ غريبٌ .. ضميرُ البَشَرْ !