قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" عليكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة و إياكم و الفرقة فإن الشيطان مع الواحد و هو مع الثنين أبعد ". هذا الحديث صحيح مشهور رواه النسائي و أبو داود و غيرهما من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
و معنى الجماعة في هذا الحديث ليس صلاة الجماعة إنما معناه ليلزم العقيدة التي كان عليها الرسول و أصحابه , و معنى بحبوحة الجنة أي المكان الأحسن فيها أي المكان الذي هو وسط الجنة .
و الشىء الذي أردته من هذا الحديث هو من أكثر ما نحتاج إليه في هذه الأيام و هو إلتزام الجماعة في مواجهة العدو لأننا كلما انقسمنا كلما تنافرنا و كان ذلك أسهل على العو أن يخترق صفوفنا
كونوا جميعًا يا بني إذا اعترى ... خطبًا و لا تتفرقوا آحادا
تأبى العصي إذا اجتمعن تكسرًا ... و غذا افترقن تكسرت آحادا
أخي العزيز:
أضيف إلى نصيحتك الطيبة تلك بعض من أقوال وصور من حياة السلف تؤكد حرصهم على لزوم الجماعة، ونبذ الفرقة، انتقيتها من كتاب توجيهات نبوية على الطريق للدكتور الفاضل سيد محمد نوح ومنها:
قول علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: " كدر الجماعة خير من صفوة الوحدة".
وقول عبد الله بن المبارك - رضي الله عنه - وهو من أتباع التابعين:
إن الجماعة حبل الله فاعتصموا
...........منه بعروته الوثقى لمن دانا
الله يدفع بالسلطان معضلـــة
..........عن ديننا رحمة منه ورضــوانا
لولا الأئمة لم تأمن لنا سبل
.........وكان أضعفنا نهبا لأقوانـــــا
وما أثر عن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إذ جاء أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر وعثمان - صدرا من خلافته - رضي الله عنهم، كانوا يصلون بمكة، ومنى ركعتين، ثم إن عثمان صلاها أربعا، فبلغ ذلك ابن مسعود، فاسترجع، ثم قام فصلى أربعا، فقيل له: استرجعت، فصليت أربعا؟ فقال: " الخلاف شر"..
يتبع إن شاء الله...